دخلت ستة أحزاب سياسية في تطوان على الخط في الانتخابات الجماعية التي عرفها المغرب، والتي فاز بها تحالف حزب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي بتطوان، حيث أعربت الأحزاب الموقعة على بيان موجه إلى الرأي العام، عن استغرابها من السلطة بولاية تطوان، و«قلقها»، حسب البيان، «على الفعل الديموقراطي» في تطوان، ما يطرح «علامات استفهام كبيرة في تجاه تزكية المخاوف حول شبهة تواطؤ بعض عناصر السلطة مع وكيل لائحة الحمامة»، الطالبي العلمي، يقول البيان ذاته. وبعد مرور أسبوع على ظهور نتائج اقتراع 12 يونيو الجاري، واتفاق التحالف على الإطاحة بالطالبي، العمدة السابق لجماعة تطوان، حيث شكلوا المكتب الجديد، فإن ولاية تطوان لم تحدد بعد موعدا لعقد الدورة، إلى حدود زوال أمس، من أجل التصويت على المكتب، ما وصفه بيان الأحزاب الستة، بكونه يأتي في«اتجاه مصادرة الحق في الاختيار الحر لمن سيتولى شؤون المدينة». ووقع البيان كل من حزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب التقدم والاشتراكية، وحزب العدالة والتنمية، والحركة الشعبية، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب الإصلاح والتنمية. ورفض الطالبي العلمي، التعليق على الاتهامات الموجهة إلى لائحته، كما رفض الإدلاء بأي تصريح ل«المساء» بخصوص موقفه من التحالف الذي يعتزم الإطاحة به، حيث اكتفى بالقول إنه «ما بقا كيشوف والو»، قبل أن يغلق سماعة الهاتف. تداعيات نتائج الانتخابات الجماعية في تطوان بدأت تظهر شرارتها الأولى في الصراع، حيث رفض باشا المدينة الترخيص للتحالف بعقد مهرجان احتفالي بالفوز، كان من المقرر تنظيمه يوم غد الأحد، بحضور كل من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، وأحد قادة حزب الاتحاد الاشتراكي، ما فسره البعض «بشد الحبل بين السلطة والتحالف». من جهة أخرى علمت «المساء» أن الكاتب المحلي لفرع حزب الاستقلال بتطوان، قدم استقالته «احتجاجا على ما عرفته الحملة الانتخابية من خروقات» و«لضعف وهزالة حملة حزب الاستقلال الانتخابية»، يقول زين العابدين الحسيني، كاتب فرع الحزب في تصريح ل«المساء»، مشيرا إلى أن الحملة الانتخابية للحزب كانت «جد ضعيفة مما أسفر عن تحقيق نتائج هزيلة»، حيث لم يصل حد العتبة. صراع الأحزاب السياسية ضد موقف السلطة امتد مجددا إلى جمعيات مدنية وحقوقية حيث أصدرت اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد، (جمعية مستقلة)، يوم أمس، بيانا جديدا، تقول فيه إن «الفاسدين المفسدين الذين نهبوا الجماعة الحضرية لعدة عقود فقضوا على ماضيها وحاضرها، مازالوا يطمعون في تدمير مستقبلها».