قضت غرفة جنايات الأحداث بمحكمة الاستئناف أمس بالسجن النافذ لمدة خمس سنوات في حق القاصرتين التوأم إيمان وسناء، 14 سنة، مع إيداعهما في الإصلاحية، بينما برأت ساحة القاصرة حكيمة رجلان. وعبر كل من الدفاع وعائلة القاصرات عن سعادتهم بهذه الأحكام التي لم تكن منتظرة، وكانت مفاجئة بالنظر للأفعال المنسوبة إليهن، وكانت في المستوى المطلوب مقارنة مع طلب النيابة العامة القاضي بتشديد العقوبات حسب تصريح دفاع القاصرات. ودعا الأستاذ عبد الفتاح زهراش، دفاع التوأمين، إلى ضرورة محاكمة المجتمع وكل الأطراف الفاعلة في هذا الملف، معتبرا أن الطفلتين سناء وإيمان مغرر بهما، مضيفا أن الإعلام مطالب للقيام بدوره لخدمة الطفولة المغربية. وفي تصريح ل التجديد أكد الأستاذ محمد بنصحراوي، دفاع التوأمين القاصرتين، أن موكلته إيمان حملت مسؤولية تحريضها للتفكير في القيام بأعمال إرهابية لكل من عبد القادر لبصير ونادية الصباحي وميلود الصباحي الأخيرين في حالة فرار، وأضاف الأستاذ بنصحراوي أن تصريحات إيمان أمام هيأة المحكمة جاءت مخالفة لما ورد في كل من محضر الضابطة القضائية وقاضي التحقيق. ونفت سناء لغريسي، من جهتها، كل التهم الموجهة إليها، ناكرة كل تصريحاتها الواردة في كل المحاضر السابقة. أما القاصرة حكيمة رجلان، تلميذة 13 سنة، فقد نفت كل التهم الموجهة إليها باستثناء اعترافها بالاطلاع على بعض المنشورات التي تتضمن عبارة الدستور. وفي السياق ذاته استنكرت أسر القاصرات التعاطي الإعلامي مع الملف، حيث أذاعت قناة فضائية عربية أول أمس خبرا مفاده أن القاصرات يواجهن الإعدام، هذا الخبر جعل الأسر تقضي ليلة أول أمس، قبل صدرو الأحكام، في معاناة كبيرة، ففي حديثه ل "التجديد"، قال عبد الحق رجلان والد حكيمة: "تملكنا الخوف لما سمعنا خبر الإعدام لدرجة أن أختي حكيمة ليلى وفاطمة الزهراء لم يذهبا لمتابعة دراستهما اليوم". وأكدت أم القاصرتين ل "التجديد" أنها لم تستطع النوم لما سمعت الخبر، وامتعض دفاع القاصرات، بدوره، من إيذاع بعض وسائل الإعلام أخبارا غير متأكد منها. وعن الوضعية الاجتماعية لإيمان، قالت أمها: "ابنتي مختلة عقليا بعض الشيء، وانقطعت عن الدراسة بعد ارتدائها الحجاب، نظرا لإجبارها من قبل أستاذ الرياضة على ممارسة الرياضة بسروال قصير فرفضت ذلك وانقطعت عن الدراسة". واستنكرت أم التوأمين استغلال بعض الأشخاص للقاصرات عبر شحنهن بأفكار غريبة، مستبعدة تشبع هؤلاء بالدين الإسلامي، ووصفتهم بالذين يتخفون وراء الدين لارتكاب أفعالهم الشنيعة، مستنكرة في الوقت ذاته عدم اعتقال نادية الصباحي، التي تقول إنها كانت تمد إيمان بمضمون المنشورات لكتابتها بخط يدها. وكانت النيابة العامة قد طالبت أول أمس، في مرافعتها أمام هيأة المحكمة التي تتكون من أربع مستشارات، بإنزال العقوبات حسب فصول المتابعة في حق القاصرتين التوأم سناء وإيمان الغريسي والقاصرة حكيمة رجلان. والتمس دفاع المتهمات الثلاثة البراءة لفائدة الشك، مع مراعاة صغر سنهن، مطالبا في حالة الإدانة بتمتيعهن بأقصى ظروف التخفيف، مطالبا بإجراء خبرة طبية للقاصرة إيمان لغريسي. وتوبعت كل من سناء وإيمان (14 سنة) بتهم: تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية وجمع وتدبير أموال بنية استخدامها في عمل إرهابي، والمس بالمقدسات والتسول وعقد اجتماعات عمومية بدون ترخيص والتآمر على شخص جلالة الملك والأسرة الملكية، بينما توبعت حكيمة رجلان (14 سنة) بتهم: تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية والمس بالمقدسات وعقد اجتماعات عمومية بدون ترخيص مسبق وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها والتآمر على شخص جلالة الملك والأسرة الملكية. وفي موضوع ذي صلة أوضح الدكتور رشيد نافع، خطيب مسجد الوحدة بالحي الصناعي، ل "التجديد" بوادر هذا الملف بقوله: "وجه إلي سؤال كتابي، في حصة مخصصة للأسئلة بالمسجد تعقب درسا خاصا لشرح موطأ الإمام مالك، يتضمن سبي وشتمي لكوني أدنت أحداث 11 شتنبر، وأدعو لصاحب الجلالة محمد السادس، وجاء السؤال عن حكم الشرع في تفجير أروقة الخمور في الأسواق الممتازة، وأن السؤال صادر عن فتاة لها استعداد للقيام بهذه العملية بالرباط"، وكان جواب نافع، الذي قدمه علانية بالمسجد، "أنه لا يجوز في بلد إسلامي ينعم بالأمن والاستقرار أن تنفذ هذه العمليات وأنها حرام شرعا". وبعد أسبوعين، حسب رشيد نافع، أعيد توجيه السؤال نفسه موضحا أن كاتبته ماتزال متشبثة بارتكاب الأفعال الإرهابية. وعما إذا كان رشيد نافع هو الذي بلغ السلطات قال: "مهمتي انتهت عند الجواب على السؤال"، مضيفا أنه يجب على كل مسلم غيور على دينه إذا علم بوجود عصابة إجرامية تخطط للمس بأمن الدولة، أن يبلغ عنها لإبراء ذمته أمام خالقه، وإلا سيكون آثما" خديجة عليموسى