أكدت زوجة الشيخ المجاهد حسن يوسف خلال إجرائها حوارا صحفيا أن المخابرات الصهيونية واجهت أبو مصعب ب5000 تقرير استخباري و150 تهمة وأوضحت زوجة الأسير المجاهد أنه تم إبلاغ السلطة عن أشخاص يراقبون البيت ليل نهار فاخبرونا إنهم من طرفهم لحمايتنا فتبين أنهم من العملاء!! فيما يلي نص الحوار مع زوجة الشيخ الأسير حسن يوسف القائد السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس: س: لو تحدثنا عن الشيخ حسن يوسف، مولده، نشأته، تعليمه ؟ أم مصعب: ولد الشيخ في قرية الجانية غربي رام الله، درس الابتدائية في الجانية وأكمل الإعدادية و الثانوية في بلدة كفر نعمة القريبة منها . وهو في عمر 15 عاما كان مسئولا عن مسجد رام الله التحتا وبعدها التحق في كلية الدعوة و أصول الدين بجامعة القدس ليدرس الشريعة. س:كيف كانت علاقة أبو مصعب مع أسرته والناس المحيطين به ؟ أم مصعب: كانت علاقة حب و مودة. واصل علاقته بهم ليس كعلاقة أبناء مع أب ولكن كأنه صديق لهم والبنات نفس الشيء يحسون بأنهم فقدوا شيئا كثيرا بعد غياب أبيهم لأنه كان مرحا ولم يكن متزمتا معهم وكان يلبي لهم طلباتهم حتى ولو كانت على حساب راحته. وكان جل وقته يحاول الإصلاح بين الناس وإلقاء خطب الجمعة وعمل حلقات العلم والدين، وفي الوقت القليل الذي كان يجلس مع الأولاد كان يعلمهم الحب والمودة. س: كيف كانت رحلتكم مع الشيخ المجاهد ؟ ج: كانت رحلة شاقة وطويلة، عشنا أربعة عشر عاما مثل البدو الرحل، لا نستقر في مكان، نتنقل بين رام الله والقرى المجاورة، فقد عمل بعد تخرجه من الجامعة إمام مسجد في بلدة عين يبرود، ثم في المنطقة الصناعية في رام الله، وإمام مسجد في مخيم الامعري والبيرة وبيرزيت، وطوال هذه المدة كنا نسكن في شقق متواضعة بالإيجار تكون قريبة من المكان الجديد للوظيفة. إلى أن انعم الله علينا بشراء قطعة ارض في منطقة بيتونيا ثم شيدنا منزلا صغيرا بقرض استدانه من بعض الإخوة على أن يدفع لهم كل شهر 100 دينار فقط واحتجنا لأكثر من 10 سنوات لسداد هذا الدين الثقيل، حيث كان أبو مصعب في تلك الفترة يتعرض بين الفترة والأخرى للاعتقال، إذ سجن أكثر من 12 مرة وكان يأتي للبيت كالضيف وفي بعض الأحيان يخرج من السجن وما يلبث يتلقى التهاني من الناس حتى يعاد اعتقاله مرة أخرى. س: ما هي الظروف والأساليب المحيطة بجميع حالات الاعتقال التي تعرض لها الشيخ سواء من جانب الاحتلال أو السلطة ؟ أم مصعب: كل اعتقال وكانت له اساليبه الخاصة حسب التهمة الموجهة إليه. الاعتقالات كثيرة، إذا السلطة الفلسطينية التي تعتبر نفسها جزءا من الشعب الفلسطيني لم يكونوا مؤدبين أثناء الاعتقال فما بالك مع الجيش الصهيوني ماذا يفعلون؟ . السلطة اعتقلته ستة اشهر متواصلة ولم نكن متوقعين اعتقاله لأنه كان أكثر رجل قادر على التعامل مع السلطة حتى يحل المشاكل بين حماس والأطر الأخرى والسلطة. ودائما كان يلبي طلباتهم حتى يستطيع أن يوفق في الآراء إلا أنه مع ذلك قامت السلطة باعتقاله لمدة ستة اشهر. وكانوا أثناء فترة الاعتقال يخرجون المعتقلين يوم أو يومين خارج السجن ويقولون لهم نحن لسنا كاليهود في الاعتقال مع أن ذل الاعتقال هو ذل. فأبو مصعب هو الوحيد الذي كان لا يوافق على ذلك وكان يقول لهم إما تعتقلوني على طول أو تفرجون عني. أما هذا الإفراج ليوم أو يومين لا اقبل به، وأول واحد تم الإفراج عنه هو أبو مصعب لأنه الوحيد الذي لم يكن يذهب إلى بيته بتاتا. س: أين سجن في عهد السلطة؟ ج: في سجن المقاطعة في رام الله ولم ينقلوه إلى إي مكان أخر حتى أنهم كانوا يضعونه في غرفة ضيقة لا يوجد بها تهوية والشمس لا تدخلها وطلبت أنا(زوجته) وقلت للمسئول: إن أبو مصعب منذ تعذيب المسكوبية في الانتفاضة الأولى عنده مشاكل صحية يا ليت تغيروا لنا الغرفة فيتجاوب معنا ولكن لا ينفذ ما يقول وبقي في هذه الغرفة الضيقة التي تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة إلى أن أفرج عنه. س: ما هو أطول مدة اعتقال للشيخ في السجن ؟ ج: كان يلبث سنتين ومرات اشهر ثم يعود للاعتقال، فيمكث سنة ونصف ثم اشهر ثم سنة ومرات كان يلبث ستة اشهر. وفي احد المرات أفرجوا عنة يوم الاثنين ويوم الثلاثاء الذي يليه حاصروا المنزل واعتقلوه بتهمة مواصلة النشاط لان الناس كانوا يترددون عليه للسلام عليه حبا به وقالوا اعتقلناه بسبب مواصلة نشاطه في حماس. وكانت إحدى المرات التي اعتقل فيها الشيخ كانت على جسر الأردن وهو في طريقه للحج وسجن مدة سنتين. وفي ذلك الاعتقال ادخل إلى المستشفى في سجن الرملة، وكانت هذا الاعتقال من أقسى المرات على الشيخ حيث كانت التغذية شحيحة جدا . فتقسم (البيضة) لاثنين وحبة البرتقال يقتسمها أسيران والدجاجة تقسم بين ثمانية معتقلين وكانوا يعانون من الجوع والمرض وعذاب نفسي شديد جدا. س: وكيف كانت أساليب الاعتقال ؟ ج: أتذكر مرة -ونحن في البيرة -الدوريات والدبابات التي حاصرت المنطقة كأنهم جاءوا لاعتقال كتيبة بأكملها. حاصروا المنطقة بالدبابات و الدوريات و المشاة، كان في باب المنزل في الحديقة خلف السور أعداد كبيرة وكان الناس يتساءلون بأنه هل كل هذه الكتيبة من الجيش جاءت لاعتقال شخص واحد . كانوا يأتوا يدقوا على الباب مجرد ما يسمعوا أحد قال لهم (نعم) يضربوا الباب بأيديهم وبأرجلهم وبالأسلحة التي معهم . في كثير من المرات كان جنود الاحتلال يتعمدوا التخريب والتدمير ودب الرعب والخوف في قلوبنا .وكانوا يعملون جو خاص بالاعتقال لكي يرهبوا الأطفال والجيران . وكنت أنا وأبو مصعب نزرع الكثير من الورد داخل وخارج بيتنا فكان الجنود يحطموا كل القوارير . جاءوا يبحثوا عنه في الاجتياح الأخير " السور الواقي " فلم يجدوه فضربوا قنابل حارقه فأحدثت حفرا في البلاط وتستطيع أن تزرع ورد داخل الحفر، عندي قوارير داخل الفرنده محتفظة بها من عمر ابني البكر أي حوالي قبل 20 سنه ضربوا عليها قنابل كسرت الفخار واشتعلت النيران في أثاث البيت كله وبدأت أصيح على الجنود "ولعت الدار " وعندي اسطوانتان غاز داخل المنزل دعونا نطفئها فكان يرد علي باستهزاء "الآن بتصلك مع الاطفائية". وكانوا عاملين جبهة حرب . جنود أمام الدار ومن خلفها وعلى السطوح والجميع يضرب .فكنا نعتقد أنهم يضربون من أمام الدار وكأن أحدهم يواجههم خلف الدار. وقصوا الشبك على ارتفاع خمسة أمتار واخذوا سلم الجيران بالقوة وصعدوا إلى المنزل دون أن نحس وصاروا ينزلون اثنين اثنين من وراء الدار ولما صار القصف من أمام البيت هم صاروا يكسروا الزجاج من الخلف ولم يبق لوح زجاج سليما. اقتحموا البيت الساعة 8:30 صباحا وحتى 1:30 وأخرجوا جميع أفراد العائلة خارج البيت ورفضوا حتى أن يسمحوا لنا بارتداء ملابسنا .فجميع أبنائي كانوا في ملابس النوم، خايفين أن يكون احدهم يلبس حزاما ناسفا يفجره في جنودهم المرعوبين. ومن شدة القصف والقنابل الصوتية والحارقة التي ألقيت على البيت اعتقد الجيران أننا قد استشهدنا جميعا داخل البيت. وبعد أن حرقوا البيت واتلفوا جميع محتوياته استدعوا قوات إضافية من بينها عدة دبابات واليات مدرعة ،واخبرني الضابط المسئول أنهم يريدون هدم المنزل فقلت لهم إذا جايين تهدوها هدوا ما انتم حرقتوها، فيجيب: خيمة بقعد فيها أنا وأولادي وزيادة، وقال :لا أنت زوجك كبير في حماس بكرة بجيكي دعم وببنوا لكم شقة في أرقى مكان في رام الله، وقالت له ابنتي " لا، وأنت الصادق بكرة رب العالمين ببنيلنا بدالها قصر في الجنة “، اليهود ما بحبو يسمعوا سيرة الجنة وسيرة الشهيد . ولما شافوا الأعصاب هادية ومش مهتمين لفوا الدبابات وطلعوا. وفي احد المرات جاء اليهود ليعتقلوا مصعب .كان صغيرا. كان أيامها يحيى عياش قد استشهد وبعز علينا قائد من قادتنا فأخذت من البوسترات صورتين فبروزتهن ووضعتهن في صدر البيت، جاءوا لاعتقال مصعب فقالوا لي لمن هذه الصور، فقلت له هذه صورة الشهيد يحيى عياش فقال بتقولي انه شهيد، فقلت شهيد الله يرحمه (رحمة الله عليه) صعد على الكرسي واخذ الصورة المعلقة، اخذ صورة وترك صورة . فقالوا له: كيف بتخلي صورة يحيى عياش عندك فرجع ثاني يوم واخذ الصورة الثانية. فاعتقلوا مصعب وهو تحت السن القانوني، كان يلبس جاكيت جديد فمرغوه هو وجاكيتة في كمية ماء في بيتونيا وداسوه بإقدامهم وكسروا النظارات الخاصة به، وضربوه على وجهه حتى حدث كسر في الفك لا زال يعاني منه حتى اليوم. قبل الاعتقال الأخير كان مهيأ نفسه لإجراء عملية جراحية لفكه فأخذوه وعذبوه 78 يوما وهو في المسكوبية وحكم سنة ونصف وخرج بحمد الله عز وجل . س: كم مرة خضع للتحقيق؟ ام مصعب : كل مرة اعتقل فيها كان يخضع لتحقيق قاس وعنيف ومتواصل . س: كيف كانت ظروفه أثناء فترة التحقيق معه، ووضعه الصحي؟ أم مصعب: وضعه الصحي كان صعبا جدا حتى انه أصيب بأمراض ما زال يعاني منها حتى اليوم، وبعض المشاكل الصحية التي ظهرت معه أثناء التحقيق ما زالت موجودة في جسمه منها شبه عجز في كتفه الأيمن فهو لا يستطيع أن يرفع يده إلى الاعلى ولا يستطيع أن يقود السيارة، تعرض لتحقيق قاس وشديد في سجن المسكوبية لأكثر من ثلاثة شهور، كانت المخابرات الصهيونية تضعه في ثلاجات تصل درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر. س: متى ذلك؟ أم مصعب: في الانتفاضة الأولى، ومع ذلك معنوياته مرتفعة جدا يشعر انه يعمل في سبيل الله وكل شيء في سبيل الله يهون. س: نتحدث عن الاعتقال الأخير، كيف تمكن الاحتلال من اعتقاله مع انه كان حريصا، وما الأساليب التي استخدموها للوصول إليه؟ أم مصعب: كان حريصا جدا ولم يكن يريد تسليم نفسه بسهوله، إلا انه اتصل مع شخص فاستطاعوا أن يميزوا أين هو بالضبط . كانت شبكة كبيرة من العملاء مهيأة له وتعمل فقط في رصد ومتابعة تحركاته، وأنا اعرف انه كان في مسئولين من السلطة الفلسطينية مسئولين عن عملية الاعتقال هذه . وقبل اعتقاله بفترة قصيرة كان هؤلاء يعرفون مكانه، وطول الفترة التي كان يتخفى فيها كانوا متابعين كل الأماكن التي يتردد عليها أو البيت يتوقعون انه سيكون فيها أو سيأتي إليها من البيت الذي كان باستمرار محاصر بالعملاء، المساجد كانت محاصرة، في أي مكان كان يخطر على بالهم أن يذهب إليه كان محاصرا، وكنا نراهم بأم أعيننا، حتى أطفالي الصغار وأبناء الحارة والجيران كانوا يدركون ذلك، مرة يأتي العميل على شكل بائع كعك وفلافل، وينادي صوتين ويقف بباب البيت ولا يبيع نعرف انه جاء لمراقبة البيت، مرات أخرى يجيء يقف بالسيارة وطول الوقت والموبايل معه ومكث خمسة عشر يوما لا يغادر الحارة، دائما يتكلم ليلا نهارا ولا يسكت، شيء مكشوف، والفترة الأخيرة حاولوا أن يضبطوه . في الفترة الأخيرة بدأت أخشى على حياة أبنائي منهم، كان شخصان يتناوبون على سيارة من نوع فورد ترانزيت حتى ما بعد منتصف الليل. واتصلنا بالسلطة لنقول لهم بأنه يوجد ناس تراقب البيت وطلبنا منهم أن يتحركوا لفعل شيء فيقولون لنا " إحنا واضعينهم عليكم رقابة"، فطلعوا مش رقابة طلعوا من العملاء اللي عندهم هم اللي حاطينهم منهم وفيهم مين بده يحمينا إذا هم العملاء !!!. س: ما هي التهم التي وجهت للشيخ في التحقيق؟ أبو مصعب: وجهوا له 150 تهمة، وبحسب المحامي فلدى المخابرات أكثر من 5000 تقرير استخباري، له صور بالمسيرات، خطب الجمعة في المساجد، دروس وحلقات العلم، يتحدث باسم حماس في الضفة الغربية. س: هل اعترف على أي واحدة فيهن؟ أم مصعب: لا، لم يعترف على أي واحدة فيهن . وقالوا انه يحكي على الجزيرة وأشياء ظاهرة للجميع ولا يستطيع إخفاءها طبعا فالجميع يعرفها فثبت عليه ثلاثة: الناطق باسم الحركة الإسلامية والمشاركة في انتفاضة الأقصى وخطيب بالمساجد إما هو لم يعترف على شيء. س: من أين اعتقلوه؟ أم مصعب: اعتقلوه من منطقة "السيتي إن" في الشرفة، وهو في السجن خير لنا وهو سنه ونصف مطارد، على الأقل هذا العيد اتصل بنا وقال كل سنه وانتم سالمون على الأقل صار في مجال للاتصال، وهو في الخارج كان الوضع صعبا وليس سهلا. س: كيف ظروف اعتقال الشيخ الآن ؟ أم مصعب: أنهى تحقيقه في المسكوبية ونقل إلى منطقة اسمها المعبار ونقل الآن إلى السجن المركزي في الرملة. س: كيف تجري محاكمته الآن ؟ أم مصعب: خرج بعد شهرين من المسكوبية، يخرج من المسكوبية في القدس إلى بيت أيل قرب رام الله ولم يحكموه وقد طلبنا أن نراه فاتوا به وقالوا لنا معكم 5 دقائق أن تروه فقط، كانوا واضعين في يديه ورجليه قيدا وكان بيننا وبينه 5 امتار. س: هل يعاني من أمراض حاليا؟ أم مصعب: فترات السجن الطويلة سببت له الكثير من الأمراض فهو يشكتى من الروماتزم والكلية وكتفه الأيمن وصدره ويده وبصره. س: في وسيلة اتصال معه؟ أم مصعب: ليس زمان في الفترة القريبة بعد خروجه من المعبار حاول الاتصال وهو في سجن الرملة إلا أنهم لاحظوا الاتصال فاخذوا يشوشون على الاتصال. س: وماذا يقول للشعب الفلسطيني؟ أم مصعب: أبو مصعب لا يتخلى عن مبدئه مهما صار، والجهاد من صميم العقيدة عنده ولا يرده سجن ولا أي شي اخر. س: كيف احتفلت الأسرة بالعيد على انه يوجد اثنان من العائلة في المعتقلات ؟ أم مصعب: الحمد لله ليس أول عيد ولا أخر عيد نعيد وهو ليس بيننا، أعياد كثيرة وسنوات طويلة وهو خارج البيت والعيد الذي كان فيه بيننا كان يكون صدفة، الصغار لا بد أن يذكروا أباهم، ونحن ندوس على الآلام لكي نبين للأطفال الصغار بأننا مبسوطين في العيد حتى نربي فيهم العزة والكرامة . عن موقع كتائب الشهيد عز الدين القسام