وأنا أتابع إحدى البرامج الدعوية على قناة الشارقة يوم السبت الماضي، اتصل مقدم برنامج قضايانا هاتفيا بمدينة الدارالبيضاء، تساءلت مع نفسي من يكون على الطرف الآخر من الخط، لا شك أنه سيكون عالم من علماء المغرب المقتدرين، أو داعية من الدعاة المعروفين، أو أحد مفكريه البارزين..، خاصة وأن موضوع الحلقة كان هو منهج الدعوة إلى الله عند الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لقد كان مخاطب البرنامج من المغرب الفنان القدير عبد الهادي بلخياط الذي أتحف متابعي ومشاهدي القناة الإماراتية بقصيدة رائعة في مدح محمد صلى الله عليه وسلم وتعداد مناقبه ودعوته إلى الله سبحانه وتعالى، خاصة عندما أداها بصوته الجميل، الأمر الذي نال استحسان ضيوف البرنامج. ولم يفت مقدم برنامج قضايانا الذي سبق له أن رافق الفنان عبد الهادي بلخياط في إحدى خرجاته الدعوية إلى دول آسيا أن يغتنم هذه الفرصة ليذكر الأستاذ عبد الهادي بلخياط بواحدة من تلك الذكريات الجميلة التي مرت به من قبل، حيث طلب منه رفع الآذان لإحدى الصلوات في مدينة أسيوية، وما كاد الأستاذ عبد الهادي بلخياط يفرغ من الآذان حتى وجد أمة من الناس تنتظره عند باب المقصورة، وقد حجت من مختلف ربوع المدينة الصغيرة لتتطلع لصاحب هذا الصوت الجميل المسبح بحمد الله والتالي لذكره والمتغني بآلائه، فما كان منه إلا أن قال لمرافقه الذي هو مقدم برنامج قضايانا على قناة الشارقة : الحمد لله الذي أبدلني بجمهوري جمهورا آخر يحبني كل هذا الحب في الله. وبينما الأخ المقدم يسترسل في استعراض هذه المحطات الإيمانية الجميلة خلال هذه الجولة الدعوية، أطلق الفنان عبد الهادي بلخياط العنان لدموعه تأثرا وشوقا لتلك اللحظات. وقد استطاع مقدم البرنامج أن يعرف ذلك رغم أن الأستاذ عبد الهادي بلخياط كان يتكلم عبر الهاتف، وقد أجابه بلخياط حين سأله لاشك أن عينك الآن تغرورق بالدموع: نعم. ومن تلكم الذكريات الإيمانية الجميلة كذلك التي أفخر بها شخصيا مع الأستاذ عبد الهادي بلخياط، يوم زارنا في حينا الشعبي والفقير والمعدم، وأدى معنا صلاة المغرب ومكث بالمسجد في الاستماع لموعظة حتى صلاة العشاء، فما أن انتهى إلى علم شباب ذلك الحي أن الأستاذ عبد الهادي بلخياط بمسجد حي واد الذهب بمدينة سلا حتى التحقوا بأعداد كبيرة بالمسجد، وبعد الانتهاء من صلاة العشاء تجمعوا حوله في بساحة أمام المسجد، يعربون له عن ترحيبهم به وإعجابهم بشخصه ويدعون له خكما دعا له مرافقه في جولته الآسيوية-بأن يوفقه الله في إفراغ فنه وموهبته لخدمة الإسلام والدعوة إلى الله. إن لحظات إيمانية جميلة، لحظات حب خالص يكنه لك شباب، وأنا منهم، أعجبوا بفنك خاصة عندما يكون في خدمة الإسلام والمسلمين، أحببت أن أذكركم بها أستاذي عبد الهادي بلخياط، وذلك بعدما آلمني ظهوركم في يسمى ببرنامج كاستينغ ستار ومساهمتكم في لجنة تحكيم ما يسمى باستديو دوزيم، هذه البرامج التي ليس لها من الفن إلا الاسم، في حين أنها وضع لخدمة أغراض لا أشك أنك تفهم مراميها جيدا. لكن تأثرك وذرفك للدموع على قناة الشارقة شوقا لتلك الذكريات الجميلة التي انتهت بسرعة لسبب لا زلت أجهله، أعاد إلي بعض الروح بأن عبد الهادي بلخياط الفنان والمبدع والأستاذ الكبير لا يزال بخير، وما كاستينغ ستار واستديو دوزيم إلا كبوات حصان، سرعانما سينهض بعدها. محمد لشيب