أجمعت الصحف السعودية الصادرة أول أمس السبت 2003-8-2 على وجود دور إسرائيلي في الاتهامات بتمويل ودعم الإرهاب التي وجهها الكونجرس الأمريكي إلى السعودية ضمن تقريره حول اعتداءات 11 شتنبر ,2001 واعتبرت إحدى هذه الصحف أن نواب الشعب الأمريكي أصبحوا أكثر حرصًا على مصلحة إسرائيل من مصلحة بلادهم. وقالت صحيفة الندوة تحت عنوان الدور الإسرائيلي في تحريك الحملات الجائرة: إنه لا شك في أن أصابع اليهود وإسرائيل على وجه الخصوص وراء هذه الحملات تخطيطا وتنفيذا. وأكدت أن المملكة أحرص من غيرها على الكشف عن تقرير الكونجرس الذي حمل في 28 صفحة سلسلة اتهامات للسعودية بتمويل هجمات سبتمبر وذلك من أجل تفنيدها، إلا أن واشنطن ترفض ذلك بزعم أن الكشف عن المعلومات التي يتضمنها التقرير يتعارض مع أسباب أمنية قومية. من جهتها كتبت صحيفة اليوم أن الكونجرس استمع بحفاوة إلى أكاذيب ساقها المندوب الإسرائيلي السابق في مجلس الأمن دوري جولد المعروف كثيرًا بعدم نزاهته وقدرته الفائقة على اختراع الأباطيل، ورأت أن ذلك يعني أن هناك مصلحة لإسرائيل وليس للولايات المتحدة، وأن ممثلي الشعب الأمريكي يدافعون أولا عن مصالح دولة أخرى لا عن مصالح بلادهم. حملة حاقدة من ناحيتها نشرت صحيفة الوطن تفاصيل جلسة الاستماع للتقرير التي عقدها مجلس الشيوخ الأمريكي الخميس ,2003-7-31 وقالت بأنها جاءت في إطار حملة حاقدة ضد السعودية تنظمها وتنسقها بعض الدوائر الأمريكية المرتبطة باللوبي الصهيوني. وأضافت: الغريب في الأمر أن الجلسة دعي لحضورها دوري جولد السفير الإسرائيلي السابق في الأممالمتحدة الذي تحدث أمام الجلسة، فشن هجومًا عنيفًا على السعودية، مستغلا الجو العام والحملة التي تشن ضد المملكة، وأعطى حججا وذرائع لاتهاماته مثل المساعدات السعودية للأسر والعائلات الفلسطينية لكي يربط بين السعودية والإرهاب. دعوة للتدخل ووفقًا للوطن فإن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي طالبوا بالضغط على السعودية لتكثيف جهودها في الحرب على الإرهاب، ودعوا إلى إقرار عدد من الإجراءات التعسفية من بينها توجيه اتهام رسمي بارتكاب جرائم ضد مؤسسات سعودية، حتى إن البعض أعطى لنفسه حق التدخل في الشئون السعودية الداخلية، مطالبا بإجراءات داخلية في المملكة من أجل الرقابة على الأموال التي تمر من جمعيات خيرية سعودية إلى منظمات إرهابية، حسب زعم هؤلاء الأعضاء. وطالب في هذا السياق السيناتور الجمهوري أرلين سبيكتر بتطبيق عقوبات إجرامية ضد المملكة. وقال سبيكتر: إن هناك قلقًا كبيرًا هنا في الكونجرس من أن السعودية تتمتع بحماية لأهداف تتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية. وقال ريك نيوكومب أحد كبار مسؤولي وزارة الخزانة: إنه كان من الصعب الفصل بين الأموال المشروعة وتلك التي كانت مخصصة للإرهابيين عندما تم التحقيق في أمر الجمعيات الخيرية السعودية. وقال نيوكومب في شهادته أمام لجنة الاستماع في الكونجرس: إن وزارة الخزانة طالبت بتطبيق عقوبات اقتصادية على عدة جمعيات سعودية، لكنها منعت من ذلك من قبل وزارة الخارجية الأمريكية وبعض المسؤولين الأمريكيين الآخرين. وتركزت أسئلة أعضاء الكونجرس بشكل خاص في هذا السياق حول الرابطة العالمية للشباب الإسلامي، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، بزعم أنهما تدعمان حركة المقاومة الإسلامية حماس وتنظيم القاعدة، لكن نيوكومب اكتفى بالقول بأن وزارة الخزانة تراقب هذه الجماعات منذ هجمات 11 شتنبر، إلا أن مسؤولين في وزارة الخزانة قالوا بعد جلسة الاستماع بأن وزارة الخارجية الأمريكية لم تلعب دورًا معيقًا، لكنها كانت تبحث عن أفضل السبل للحد من تمويل الإرهاب، وأنه أحيانا يكون من الأفضل عدم تطبيق العقوبات الاقتصادية، بحسب الصحيفة السعودية. وأشارت الوطن إلى أن المسؤولين الأمريكيين استشهدوا بالطريقة التي تم التعامل بها مع مؤسسة الحرمين بالتعاون مع الحكومة السعودية، والتي أدت في النهاية إلى قيام المملكة بتجميد عمل المؤسسة خارج السعودية بسبب عدم كفاية الضوابط المالية فيها. وقال نائب مدير قسم مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي جوث بيستول في شهادته أمام لجنة الاستماع بأنه سيلتقي مع مسؤولين سعوديين في جدة الأسبوع المقبل، وسيطلب منهم تكثيف جهودهم في وقف تمويل الإرهاب، بحسب المصدر نفسه. يُذكر أن الإدارة الأمريكية امتنعت عن توجيه أي نقد للرياض في أعقاب المعلومات التي نشرتها الصحف الأمريكية عن تقرير الكونجرس وتصريحات بعض أعضاء مجلسي النواب والشيوخ التي حملت بشدة على السعودية.