تستمر المؤامرات الصهيونية ضد فلسطين عامة، والمسجد الأقصى خاصة، في ظل وضع دولي وإسلامي صعب للغاية. فبخصوص المسجد الأقصى تزايدت التهديدات الصهيونية المتطرفة بتدميره أو بتدمير قبة الصخرة فيه، ولا تقتصر التهديدات على الدولة الصهيونية المحتلة، بل هناك أكثر من 25 منظمة صهيونية تعمل بالليل والنهار، سرا وعلانية، من داخل الكيان الصهيوني ومن خارجه لتحقيق الحلم الصهيوني ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى المبارك. وتستمتع هذه المنظمات الصهيونية بتأييد صهيوني وتأييد اليمين المسيحي الأمريكي المتطرف المؤمن بأسطورة معركة هارماجدون. كما أن السلطات الصهيونية المحتلة تغض الطرف عن الأنشطة والترتيبات والاستعدادات الجارية على قدم وساق من لدن المتطرفين الإرهابيين الصهاينة بما فيها استعمال الأسلحة الجوية ضد المسجد الأقصى. وعندما يقال إن الأقصى في خطر فإن حقيقة كونه يقع تحت الاحتلال الإسرائيلي هو الخطر بعينه -كما قال رئيس تحريرجريدة صوت الحق والحرية الفلسطينية- وهو المسبب لما تعرض له المسجد المقدس منذ احتلال القدس الشريف عام 1967 وحتى يومنا هذا من محاولات احراق وتفجير ومجازر وتضييقات، تتمثل بمحاولات الأذرع الأمنية الإسرائيلية السيطرة عليه ومنع المسلمين أهله وأصحابه من الصلاة فيه إن كان عبر منع شخصيات معينة من دخوله بتاتا أو كان ذلك عبر تحديد سن من يسمح لهم بأداء صلاة الجمعة فيه، أو كان ذلك عبر التحرش بمصلي الفجر، ومنعهم من دخوله، أو كان ذلك عبر الحفريات أسفله، أو كان ذلك عبر التصريحات الرسمية المطالبة بتقسيمه. وفي سياق إفراغ المجال للعملاء وتصفية القضية الفلسطينية بكل الطرق الممكنة يبدو واضحا أن الصهاينة سائرون نحو القضاء النهائي على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بطريقة خاصة، فبعد أن نفذوا سلسلة من الاغتيالات ضد قادة فلسطينيين من أمثال الشيخ الشهيد أحمد ياسين والدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي وقادة آخرين في فصائل مختلفة، يريدون حاليا وبتواطؤ مع بعض العملاء والوكلاء تفجير السلطة الفلسطينية من الداخل والتصفية السياسية للرمز الفلسطيني الرئيس ياسر عرفات صاحب السجل الطويل والمسار الحافل مع القضية الفلسطينية. ولذلك قال ياسر عرفات يوم الاثنين الماضي في تجمع حاشد أمام مكتبه إن القوة والصلابة ستصمد أمام كل المؤامرات وكل التصعيد مذكرا بأن شعب الجبارين لا يركع لغير الله تعالى. وقال عرفات أيضا أنتم هنا تمثلون هذا الجبروت لهذا الشعب الصامد والمرابط في أرض الرباط دفاعا عن مقدساته المسيحية والإسلامية، دفاعا عن عزة وشرف أمتنا العربية ودفاعا عن كل الحقوق الإنسانية. التطورات الحاصلة في فلسطينالمحتلة تؤكد يوما عن يوم أن هذه الأرض المباركة تشكل بؤرة مشتعلة، وأن التهور الصهيوني قد يقود المنطقة والعالم الإسلامي إلى منعطف خطير ويشعل النيران في جنباتها بحيث لا يمكن السيطرة عليها أو إطفاؤها بسهولة.