أكدت مصادر عليمة ل«التجديد» أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بقنواتها وإذاعاتها تعيش حالة ارتباك كبيرة في ما يرتبط بالبرمجة الرمضانية التي لم تر النور إلى غاية اليوم على عكس السنة الماضية وأيضا في تراجع تنافسي واضح مقارنة مع العديد من القنوات العربية التي انطلقت في الإعلان عن عدد من برامجها منذ أزيد من شهرين. وفي اتصال ل«التجديد»، بمسؤول مقرب من المديرية المركزية للإنتاج والبرامج فضل عدم ذكر اسمه، أكد أن أسباب التأخر في إعلان البرمجة الرمضانية بمختلف قنوات القطب العمومي بما فيها القناة الثانية يعود للتأخر في حسم المواد التي ستبث بالإضافة إلى كون العديد من الأعمال ما تزال قيد التصوير أو في مراحله الأخيرة، فضلا عن عوامل أخرى لوجستيكية وتسييرية. نفس المصدر أكد أن هذا التأخر سيكون له لا محالة تأثير على جودة المنتوج الرمضاني الذي ظل محط انتقادات من طرف الجمهور والمجتمع المدني لسنوات كما سيؤثر أيضا يضيف مصدرنا على حجم منافسة القنوات العمومية للقنوات الأجنبية. ويسند هذا التوجه ما أعلنت عنه مؤسسة ماروك متري المتخصصة في قياس نسب مشاهدة البرامج الأسبوع الماضي من كون أزيد من 57 بالمائة من المشاهدين المغاربة يشاهدون القنوات الأجنبية. و أجمع مصدري «التجديد» على أن الإعلام العمومي يشكل حالة شاذة مقارنة بنظيره العربي في هذا الموضوع، على الرغم من كون مدرائه أعلنوا في وقت سابق اتخاذ إجراءات لتدارك عدة نقائص مباشرة بعد انتهاء رمضان الفائت غير أن دار لبريهي تؤكد مصادرنا مازالت على حالها. وتعليقا منه على هذا الواقع قال الخيبر الإعلامي يحي اليحاوي، في تصريح ل «التجديد» إن حالة الارتباك التي يعرفها الإعلام العمومي اليوم وحالة التأخر الحاصلة على مستوى تسويق البرمجة الرمضانية يعكس نوع من الاستهتار بالمشاهد المغربي وأيضا بشهر رمضان الكريم، وأضاف اليحياوي، أنه لم يعد يستغرب هذا السلوك من الإعلام العمومي لأنها أصبحت سياسة إعلامية تقوم على التدخل المرتبك وفي آخر لحظة . اليحياوي، قال أيضا أن موضوع الجودة والتنافسية آخر ما يفكر فيه مسيرو الإعلام العمومي. من جهته، قال المكون في مجال علوم الإعلام عبد الوهاب الرامي إنه من غير المعقول ارتجال البرمجة الرمضانية لأنها تشكل أهم فترة يتعرف فيها المغاربة على الإنتاجات الدرامية، وأكد الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال في تصريح ل «التجديد» أنه من غير المعقول أن تدبر البرمجة الرمضانية التي تخصص لها النسبة المهمة من الميزانية المخصصة للبرمجة بهذا الشكل من الارتجال، كما أن هذا الموضوع يقول الرامي في حاجة إلى لجنة مكونة من اختصاصيين في مجالات مختلفة بالنظر إلى ما تعنيه هذه البرمجة من جلب للمستشهرين وما تستقطبه من نسب مشاهدة، وقال أن على الإعلام العمومي الأخذ بعين الاعتبار تقييم المشاهدين لما يقدم وبحث سبل الاستجابة لتطلعاتهم.