«ماذا يشاهد المغاربة» على القناتين الأولى والثانية تحديدا؟ أية علاقة تربطهم بتلفزيونهم بشكل عام؟ وماذا يفضلون؟ وإلى أي حد يمكن للمعطيات والدراسات، التي تهم مقاييس المتابعة، أن تقدم صورة واضحة عن ميولات المشاهد المغربي نحو هذه القناة أو تلك؟.. إن الحديث أو السعي للإجابة عن هذه الأسئلة بقدر ما يقدم لنا ملامح وسلوكات المشاهد المغربي، بشكل عام، بقدر ما يجرنا للحديث، أيضا، عن دور دراسات قياس المتابعة، وعن المجهود الذي يبذله المشاهد المغربي لإيجاد فضاء أرحب للمشاهدة. النتائج الأخيرة التي كشفت عنها «ماروك متري» بينت أن المغاربة فضلوا بالدرجة الأولى مشاهدة الأعمال النظيفة مثل السلسلة الفكاهية «دار الورثة» على قناة «الأولى»، التي أجمع العديد من المتتبعين، أنه بالرغم من زلاتها الفنية والتقنية غير «المفضوحة»، كانت مادة تلفزية فكاهية «مهضومة» «بوتابل» كما يقال في لغة «التلفزيون». فسلسلة «دار الورثة» أعادت من خلال متواليات أحدثها ونوعية الممثلين الذين شاركوا فيها إلى أذهان المشاهد المغربي معنى ضرورة الحفاظ على المفهوم التقليدي للأسرة الممتدة. المشاهد المغربي فضل أيضا متابعة سلسلة «بنت بلادي» على القناة الثانية التي تمكن أسلوبها المتجدد على مستوى الرؤية الاخراجية من جعله إحدى الاضاءات التلفزية وميزة البرمجة الرمضانية على «دوزيم» هذه السنة. فقد مكنت سلسلة «بنت بلادي» من استقطاب جمهور مشاهدين لم تفلح «كوول سنتر» لصاحبتها نرجس النجار في استقطابه بالرغم من المجهودات المضاعفة. غير أنه من بين فضائل نتائج «ماروك متري» أيضا أنها مكنتنا أيضا من تجديد التأكيد من جديد على أن المشاهد المغربي لم يغير من عادات مشاهدته، فقد ظل ملتزما بتفضيله بالأساس للاعمال التخييلية سواء الدرامية أو الكوميدية كما فعل خلال رمضان الماضي. هذا التفضيل يحيل أيضا بالدرجة الأولى في قراءة أولية إلى مضامين السلسلات الدرامية أو الكوميدية التي حظيت «بعطف المشاهدة» وحظيت بمتابعة متفاوتة من قبل المشاهد المغربي حسب زمن البث على القناتين إلى أن القاسم المشترك لعدد منها هو توحدها في «تيمة» «الزواج» في كل تجلياتها سواء تعلق الأمر بالبحث عن زوج أو زوجة أو مشاكل ما بعد عقد القران.. ويظهر هذا جليا سواء في سلسلة «دار الورثة»، «بنت بلادي»، «دابا تزيان»، «فركوس وفركوسة»، ونفس التيمية تتكرر في «الگيشي» و«ولد أمو».. ربما أن حال التلفزيون اليوم يعكس فحوى الأغنية الشعبية «بغا يتزوج ما گال عيب»، وقد ظهر هذا جليا منذ إطلاق حلقات «لالة العروسة» على القناة الأولى، مما جعل المنتوج الرمضاني هو الآخر لم يخرج على هذا السياق العام متخذا من الزواج مواضيع له. الواضح أن التلفزيون أيضا ربما يريد الزواج، ولما لا عقد القران بين القناتين الأولى والثانية بعدما أصبح يعيشان منذ فترة ما يسمى بالتكامل «لاسينيرجي» وكأنهما زوج تلفزيوني تحت سقف واحد.. خاصة أنهما تعاونا ونسقا في أكثر من منتوج تخييلي وفكاهي غيب التنافسية عنهما..