انطلقت يوم الثلاثاء 6 يونيو الجاري عملية العبور «مرحبا 2012»، لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج، في ظرفية أهم خصوصياتها الحالية الأزمة الاقتصادية في عدد من دول الإقامة وما لذلك من انعكاسات على وضعية الجالية. وقد ذكرت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، عن وضع 16 فضاءً لاستقبال ومواكبة «كثافة حركة المرور البحرية والجوية التي تسجل عادة في هذا الوقت من السنة». وهو ذات الأمر الذي أعلن عنه محمد معزوز، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، الذي أوضح أن المؤسسة جندت أسطولا هاما يضم 21 باخرة، تؤمن 59 رحلة يومية و6 رحلات أسبوعية، مما سيمكن من نقل 59.742 شخص و18.989عربة يوميا، مؤكدا أنها جندت 400 فرد للمواكبة الاجتماعية والإسعاف الطبي وتوفير التجهيزات الضرورية للتدخلات الاستعجالية، ب16 فضاء للاستقبال والاستراحة التابعة لها بالداخل والخارج في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا. معزوز: 21 باخرة لنقل أزيد من 59 ألف شخص قال محمد معزوز، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، أن المغرب مستعد كامل الاستعداد لاستقبال مغاربة الخارج خلال مقامهم الصيفي لهذه السنة، مستعرضا أهم خصوصيات الظرفية الحالية المتميزة بالأزمة الاقتصادية في عدد من دول الإقامة، وانعكاسات ذلك على وضعية الجالية، كما استعرض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة مضاعفات زلزال إيطاليا على الجالية المقيمة في المناطق المتضررة. وبخصوص مستجدات عملية العبور، أكد الوزير في عرض له أمام مجلس الحكومة الأخير، على أن التدابير المتخذة من قبل مؤسسة محمد الخامس للتضامن والحكومة وباقي الجهات المعنية، لتأمين نقل واستقبال ومرافقة المغاربة الوافدين، وتضمن لهذه العملية، المرور في أحسن الظروف. وتزامنا مع المقام الصيفي لمغاربة الخارج، أعلن الوزير عن الخطوط العريضة لبرنامج المواكبة الصيفية الذي يتضمن عدة أنشطة ومبادرات ثقافية، يستفيد منها حوالي 2500 مشارك، وتتوج بتخليد يوم 10 غشت، اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج، تحت شعار:"من أجل الارتقاء بالخدمات لفائدة مغاربة العالم“. وخلال عرضه، نوه الوزير بالدور المحوري، الذي تقوم به مؤسسة محمد الخامس للتضامن، من خلال الخدمات المتميزة التي توفرها في مجال مساعدة ومصاحبة مغاربة الخارج، في إطار عملية "مرحبا“، كما نوه بالعمل الذي تقوم به كافة الجهات المتدخلة والذي مكن من تأمين كافة الظروف اللوجيستيكية للنقل والأمن والمساعدة. وفي هذا السياق، قال معزوز إن المؤسسة وضعت مخططا منسجما للملاحة يتضمن أسطولا هاما يضم 21 باخرة تؤمن 59 رحلة يومية و6 رحلات أسبوعية، مما سيمكن من نقل 59.742 شخص و18.989عربة يوميا، مؤكدا أنها جندت 400 فرد للمواكبة الاجتماعية والإسعاف الطبي وتوفير التجهيزات الضرورية للتدخلات الاستعجالية ب16 فضاء للاستقبال والاستراحة التابعة لها بالداخل والخارج، في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.وأشار الوزير، إلى تعزيز المراكز الحدودية وباحات الاستراحة بحوالي 3.000 عنصر لكافة المصالح الأمنية من أمن وطني وقوات مساعدة ودرك ملكي. أبرز الوزير، أن من المتوقع أن تصل نسبة أفراد الجالية الوافدين على المغرب عبر الرحلات الجوية إلى حوالي 44 % و41 %عبر النقل البحري و15% الباقية عبر النقل الطرقي، وأن تزامن المقام الصيفي مع شهر رمضان المبارك، سيجعل عدد الوافدين يصل إلى ذروته خلال عطلتي نهاية الأسبوع، ل24 يونيو وفاتح يوليوز 2012. *** بلكندوز: العودة فرصة لفتح نقاش عمومي حول الهجرة والمهاجرين قال الباحث المهتم بقضايا الهجرة، إن ملف عودة الجالية المغربية لأرض الوطن في الفترة الصيفية يجب أن يكون أمرا عاديا، على اعتبار أن غايته تحقيق التواصل العائلي وصلة الرحم مع الأهل والوطن. وأشار بلكندوز في تصريح ل»التجديد»، أن ما تم اتخاذه من إجراءات شيء عادي لكن المفروض أن يؤخذ ذلك في إطار برنامج شمولي ووفق إستراتيجية حكومية واضحة، مشيرا في هذا الاتجاه إلى أنه رغم هذه الإجراءات إلا أنه «لم يتم طرح نقاش عميق بخصوص الإستراتيجية الشمولية لرؤية الحكومة لقضايا الهجرة والمهاجرين في ولايتها». ورغم تأكيده أن ما جاء به البرنامج الحكومي من إيجابيات في شقه المتعلق بالجالية، إلا أن بلكندوز نبه إلى غياب برنامج متكامل للخمس سنوات المقبلة يتم خلاله الجواب على سؤال محوري هو كيف يمكن تصريف الإجراءات التي جاء بها البرنامج الحكومي على أرض الواقع ومن ذلك الجواب على عدد من الإشكالات، كسؤال الهوية، والدفاع عنها، ورؤية الجالية لتنزيل الدستور وغيرها من القضايا التي تهم تعاطي الحكومة مع مغاربة العالم. وشدد بلكندوز على ضرورة اغتنام فرصة وجود الجالية في أرض الوطن من أجل فتح النقاش حول هذه القضايا ومعرفة رؤيتها لها، داعيا في ذات الاتجاه إلى تخصيص لقاء للمجلس الحكومي تكون الجالية وقضاياها محوره الرئيسي. واستغرب نفس المتحدث من غياب أي اجتماع للجنة المشتركة الخاصة بالجالية، منذ تولي الحكومة الجديدة مسؤولية تدبير الشأن العام، مؤكدا أن اجتماع هذه اللجنة سيبلور لا محالة إستراتيجية منسجمة للعمل الحكومي على المدى الطويل. وبخصوص تعاطي السلطات المغربية مع الأزمة الاقتصادية التي تمر منها بلدان الإقامة وبالخصوص الأوربية منها كإسبانيا، قال بلكندوز إن هذه الملفات بيد بلدان الإستقبال، لكن دور بلدان الأصل يكمن حسب نفس المتحدث ليس في خلق فرص للشغل هناك، لكن يتمثل في التحرك الدبلوماسي للدفاع عن حقوق الجالية، ورفع الحيف والتمييز عنها، من خلال طرح القضية كملف سياسي. وفي حال ما إذا طرح ملف عودة بعض الجالية إلى أرض الوطن نتيجة للأزمة، تأسف بلكندوز لعدم وجود رؤية واضحة في هذا الاتجاه، معتبرا الأمر أزمة هيكلية وعميقة، وما زاد من حدتها هي الأزمة الاقتصادية الخانقة لبعض دول الإقامة، لكن « رغم ذلك تعتبر العودة بالنسبة للبعض أمر محرم» يقول بلكندوز. *** عملية « مرحبا 2012» انطلقت عملية استقبال أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج «مرحبا 2012»، يوم الإثنين الماضي، بمطار الشريف الإدريسي بإقليم الحسيمة. وأوضح قائد المطار، عبد اللطيف بن قدور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الرحلات الجوية المبرمجة برسم «عملية مرحبا 2012»، ستنطلق ابتداء من 18 يونيو الجاري وإلى غاية 14 شتنبر المقبل. وأضاف أن الخط الجوي أمستردامالحسيمة ستؤمنه كل من شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية أيام ( الاثنين والثلاثاء والخميس)، وشركة الخطوط الجوية الهولندية يوم الثلاثاء فقط، والخطوط الجوية العربية يوم الجمعة فقط، فيما سيتم تأمين الخط الجوي بروكسيل - الحسيمة، من طرف الخطوط الجوية الملكية المغربية أيام (الثلاثاء والأربعاء والخميس). وبخصوص الخط الجوي شارل روا - الحسيمة، فستؤمنه شركة الخطوط الجوية البلجيكية يومي (الثلاثاء والجمعة)، أما شركة الخطوط الجوية الهولندية فستؤمن الخط الجوي روتردام الحسيمة يوم (الأحد) فقط، أي رحلة في الأسبوع. وأوضح ابن قدور، أنه بفضل التجهيزات الحديثة والمعايير الدولية المتعلقة بانسيابية الملاحة الجوية الدولية وبسلامة الطيران وأمن المطارات وجودة الخدمات التي أصبح يتميز بها مطار الحسيمة، انضافت هذه السنة شركة الخطوط العربية التي ستؤمن خمس رحلات إيابا، وثمان رحلات ذهابا من أمستردام إلى الحسيمة، وذلك انطلاقا من يوم 22 يونيو الجاري.وأشار إلى أن إدارة المطار، اتخذت جميع التدابير والاحتياطات اللازمة، لكي تمر عملية العبور لهذه السنة في ظروف جيدة ومريحة، تحت إشراف جميع المصالح المتواجدة بالمطار، وذلك من خلال تسهيل عملية التسجيل أثناء الوصول والمغادرة، وتدبير الأمتعة، ووضع شبابيك خاصة ببعض المسافرين (معاقين ومرضى ونساء حوامل ومسنين)، وتدبير ومعالجة الشكايات، بالإضافة إلى رفع مستوى خدمات رجال المطافئ التابعين للمطار. يذكر أن محطة المطار كفضاءات ملائمة لاستقبال المسافرين في ظروف جيدة، تتوفر على تجهيزات تكنولوجية متطورة تستجيب للمعايير الدولية المتعلقة بالسلامة والأمن وجودة الخدمات، وتشتمل على بهو عمومي وقاعة لركوب المسافرين وبهو للوصول وفضاء مخصص لتسليم الأمتعة.