عاشت منطقة الشليحات بإقليمالعرائش، على مدى ثلاثة أيام وإلى حدود صباح أول أمس السبت، على وقع مواجهات عنيفة بين القوات العمومية والساكنة، احتجاجا على ما قالت عنه الساكنة «إنه نهب تتعرض له أراضيهم من طرف شركات أجنبية إسبانية، استفادت من تفويتات طالت أراض سلالية لاستغلالها في زراعة الأرز، مقابل تشريد العديد من أسر الفلاحين بالمنطقة». ووفقا لمصادر حقوقية، فقد أسفرت المواجهات عن إصابة أزيد من 100 شخص، بالإضافة إلى إلحاق خسائر مادية بممتلكات المواطنين، بينما أصيب حوالي عشرة من رجال حفظ الأمن، حسب بلاغ لوزارة الداخلية. وذكرت مصادر إعلامية محلية، أن القوات العمومية عمدت إلى الاستعانة بمروحيات تابعة للدرك الملكي، كما استعملت القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين الغاضبين أيضا على اعتقال عدد من أبناء القرية من لدن مصالح الدرك على خلفية أحداث مشابهة قبل عدة أيام. إلى ذلك، نددت وزارة الداخلية بشدة بأعمال العنف التي ارتكبها بعض المتظاهرين إزاء قوات حفظ النظام، التي تدخلت من أجل تأمين السير العادي لعملية الحرث الخاصة بزراعة الأرز في إقليمالعرائش، مذكرة بأنه «لن يسمح بأي عرقلة لحرية الشغل والحركة وأن السلطات العمومية ستحرص على التطبيق الدقيق للقانون ومعاقبة كل انتهاك». وسجلت الوزارة أن عملية الحرث تتعرض منذ أزيد من شهرين للعرقلة بشكل عنيف من طرف المتظاهرين المنحدرين من دواري «شليحات» و»سحيسحات» المحاذيين لأرض الدومين التي تستغلها شركة إسبانية، في الجماعة القروية «زوادة» بإقليمالعرائش. وأشار البلاغ إلى أن القطعة الأرضية تستغل حاليا من قبل شركة (أغرو مروان)، وهي تابعة للمجموعة الاسبانية موندييز، بمقتضى عقدي إيجار وقعا عام 1998. وأبرزت الوزارة، أنه عقب عقد اجتماعين برئاسة السلطات الإقليمية والمحلية وممثلي الشركة الاسبانية ومندوبي الدواوير المعنية، تم التوصل إلى تفاهم يتمثل في إحداث حزام للحماية ضد الحشرات طوله 150 مترا عرضا وعشر كيلومترات طولا ووضع برنامج لمواكبة التعاونيات المحدثة من قبل السكان.