كشفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي الثاني عشر، للمنظمة الدولية للوقاية الطرقية، الذي انطلق أمس الخميس 7 يونيو الجاري، بمراكش، عن أرقام مخيفة لضحايا حوادث السير، القتلى منهم والمصابين، إذ تسجل المعطيات الإحصائية لحوادث السير سنويا أكثر من 1,5 مليون قتيل وأزيد من 40 مليون مصاب بجروح جسيمة. وأجمعت جميع المداخلات في هذه الجلسة، التي حضرها وزير النقل والتجهيز، ورئيس المنظمة الدولية للوقاية الطرقية، على ضرورة تبني مقاربة أخرى أكثر شمولية، تتبنى البعد التربوي التحسيسي من أجل الحد من حوادث السير التي تفاقمت، بالرغم من تحسن البنية التحتية واستعمال التكنولوجيا. وقال عزيز رباح، وزير النقل والتجهيز ورئيس اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، إن العامل البشري هو أكثر العوامل المسببة لحوادث السير، بعدم احترام السائقين لقوانين السير سواء بوضع حزام السلامة أو باحترام علامة التشوير واحترام السرعة. وشدد رباح على تبني مقاربة نفسية وتربوية تساهم فيها جميع القطاعات من أجل التحسيس والتوعية ، موضحا أنه لا يمكن أن نضع شرطيا في كل مقطع طرق أو كاميرا مراقبة في كل كيلومتر. وقال فان هيت كونينكريجك، سفير هولندا بالمغرب، إن بلده رائد في مجال السلامة الطرقية، مشيرا أن المقاربة التربوية أعطت أكلها، إذ يتلقى الطفل الهولندي ومنذ نعومة أظفاره مجموعة من الحملات التحسيسية المتواصلة، تساعد على جعله مستوعبا لأهمية احترام قوانين السير. وأبدى السفير رغبة هولندا في تقديم تجربتها في هذا المجال، لكل الدول الراغبة في ذلك ومنها المغرب. في ما قالت هالة صقر، ممثلة منظمة الصحة العالمية في إقليم الشرق الأوسط، إن هذا الإقليم يحتل المرتبة الأولى في حوادث السير ويأتي بعده الإقليم الإفريقي، كما أن 90 في المائة من الضحايا هم من الفئات الفقيرة والمتوسطة، كما أن الحوادث تصيب أكثر فئات الشباب ما بين 15 و29 عاما، مما يضيف إلى العبء الصحي لحوادث السير، عبئا اقتصاديا يفقد الدول من 1 إلى 3 في المائة من الناتج الوطني الإجمالي. ووعد جوب كووس، رئيس المنظمة، بتخفيض حوادث السير إلى النصف في أفق سنة 2015، بعد تطبيق عقد عمل الأممالمتحدة من أجل السلامة على الطرق، للفترة الممتدة ما بين 2011 و2020 ، وينتظر أن يتم تفعيله خلال مؤتمر مراكش. يشار أن المؤتمر الذي ينهي أشغاله اليوم الجمعة 8 يونيو الجاري، يعرف 41 مداخلة تبحث في الاكراهات التي يطرحها التنقل وتدبير حركة المرور، خاصة في الدول النامية، كما يشكل المؤتمر الذي يعرف مشاركة العديد من الخبراء والباحثين الدوليين المنتمين إلى أكثر من 35 دولة من مختلف قارات العالم، فرصة سانحة لمقاربة قضايا متعددة، مرتبطة باكتظاظ حركة السير بالوسط الحضري وارتفاع حوادث السير وسلامة الفئات العديمة الحماية، وتهيئة الفضاءات المرورية الحضرية ودور التكنولوجيا الحديثة في سلامة النقل.