سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح في برنامج نادي الصحافة بقناة: الاتحاد المغاربي ضرورة وحتمية آتية لا محالة ومن يقف في وجهه ستبوء محاولاته بالفشل
العلاقة بين حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان كانت أحد نقاط البرنامج وتناول فيها محمد الحمداوي، بوضوح وتفصيل تطورات هذه العلاقة منذ القدم وإلى اليوم، كما تناول حصيلة الحكومة المغربية خلال الثلاث أشهر الأولى سواء على المستوى الداخلي أو ما تعلق بالسياسة الخارجية، وتطرق الحمداوي أيضا وهو يجيب الصحفيين الأربعة العاملين بالقناة التركية، إلى موضوع وحدة الأمة الإسلامية وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه كل من تركيا والمغرب على هذا المستوى، كما استحضر المناقشون موضوع الاتحاد المغاربي وقضية الصحراء المغربية وأفق هذا النزاع وحلم الاتحاد. الصحفيين الذين لم يتوانوا في التعبير عن انبهارهم بالتجربة المغربية، سألوا الحمداوي عن إمكانية لعب دور الوساطة بين الأنظمة والمعارضة في عدد من الدول من بينها سوريا لتقديم التجربة المغربية التي اعتبروها نجحت في تحقيق الإصلاح أو دخول بوابته بشكل حبي وفي نوع من التوافق والهدوء. الجزء الثالث والأخير من هذا البرنامج للنشر يتناول أيضا موضوع العلاقة بين حزبي العدالة والتنمية التركي والمغربي وإمكانيات تطوير هذه العلاقة، وموضوع الإرهاب وما عانته حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية خلال أحداث 16 ماي 2003 وما عقب ذلك من تشويه إعلامي لصورتيهما وأيضا من تهافت لدعوات طالبت بحلهما، تفاصيل أوفى في الحوار أسفله. ● نود أن نعرف علاقتكم بجماعة العدل والإحسان هل هناك تعاون وتنسيق أم أن هناك تعقيدات بينكم، وكيف يجري التواصل بينكم؟ ❍ بالنسبة لجماعة العدل والإحسان فهي مدرسة مختلفة عن مدرسة التوحيد والإصلاح سواء على مستوى آليات الاشتغال وطرق اتخاذ المواقف والقرارات، ومن خلال ما تكتب الجماعة أسجل أن هناك اختلاف ليس على مستوى الواقع الذي يجمع كثيرين أنه يعرف اختلالات مختلفة بل على مستوى المعالجة، وعلى هذا المستوى أعتقد أن لدينا خيارين إما أن ندخل في هذا الواقع وداخل المؤسسات الموجود والتي يثار حولها العديد من الأسئلة المرتبطة بمصداقيتها ونزاهتها ونساهم في تغيرها من الداخل وهذا خيار حركة التوحيد والإصلاح، وإخوتنا في العدل والإحسان يرون أن الدخول لهذا الواقع بهذا الشكل والقبول به هو مساهمة في إدامة هذا الواقع. أما عن العلاقة بيننا وبينهم فقد مرت من عدة مراحل ففي مرحلة الثمانينيات والتسعينيات فقد كانت حالة تقاطب وصراع خاصة بالجامعات المغربية بين شبابنا وشبابهم وبعد ذلك وصلنا إلى مستوى من النضج تم معه تجاوز حالة الصراع إلى حالة تعايش وتفهم للآراء المختلفة بين الطرفين وفي مراحل أخرى يكون بيننا تنسيق في قضايا مجتمعية كبرى أو قضايا الأمة مثل القضية الفلسطينية وغيرها وهي محطات تذوب فيها تلك الاختلافات. واليوم بعد ترأس حزب العدالة والتنمية للحكومة توصلنا منهم برسالة يعاتبون فيها الحركة والحزب على مساهمتهما في هذا المشهد الذي يعتبرون مآله الفشل، وأجبناهم برسالة غاية في اللطف، وقلنا لهم إن نصيحتكم وصلت لكننا لم نجد فيها جديدا، فأن تحذروننا من المشاركة في المؤسسات فهذا موضوع عمره ثلاثون سنة ونسأل الله عز وجل أن يجمعنا على الخير. ● إطالة عمر النظام يعني؟ ❍ ليس فقط عمر النظام، بل يرون أن هذا الواقع ليس هناك أمل في تغييره من الداخل، ويرون أن الحل هو في تعبئة الناس وحشدها من أجل تغيره أو على الأقل بما يوفر ظروف يكون فيها تكافئ الفرص، ونحن نقول من سيحسن هذه الظروف، هل ستتحسن لوحدها؟ ولذلك قررنا الدخول إليها ومدافعتها ومحاولة تغيرها، ثم إذا انتظرنا حتى تتحسن تلك الظروف فالمغاربة ليسوا في حاجة لا لحركة التوحيد والإصلاح ولا لجماعة العدل والإحسان، أما عن العلاقة بيننا وبينهم فقد مرت من عدة مراحل ففي مرحلة الثمانينيات والتسعينيات فقد كانت حالة تقاطب وصراع خاصة بالجامعات المغربية بين شبابنا وشبابهم وبعد ذلك وصلنا إلى مستوى من النضج تم معه تجاوز حالة الصراع إلى حالة تعايش وتفهم للآراء المختلفة بين الطرفين وفي مراحل أخرى يكون بيننا تنسيق في قضايا مجتمعية كبرى أو قضايا الأمة مثل القضية الفلسطينية وغيرها وهي محطات تذوب فيها تلك الاختلافات. واليوم بعد ترأس حزب العدالة والتنمية للحكومة توصلنا منهم برسالة يعاتبون فيها الحركة والحزب على مساهمته في هذا المشهد الذي مآله الفشل. وأجبناه برسالة غاية في اللطف وقلنا لهم إن نصيحتكم وصلت لكننا لم نجد فيها جديدا، فأن تحذروننا من المشاركة في المؤسسات فهذا موضوع أصبح في عمره ثلاثون سنة ونسأل الله عز وجل أن يجمعنا على الخير. ● طبعا لستم مع فكرة إما الإسلام وإما الطوفان؟ ❍ المغرب ليس في حاجة إلى الطوفان، ونحن نعتبر أن المجتمع المغربي كله مجتمع مسلم فيه اختلالات وفيه انحرافات، لكن خاطئ من يعتقد اليوم أن المدخل لتغيير المجتمع هو جماعته وتنظيمه فقط أمام تعدد التنظيمات واتساع مساحة الفضائيات وما حصل من ثورة تكنولوجية وتواصلية، فأنت واحد من المؤثرين ولست المؤثر الوحيد. ● أمام هذه التجربة الفريدة لحركة التوحيد والإصلاح بالمغرب، ألا تفكرون في الدخول في وساطات بين الحكام والمعارضة في عدد من البلدان التي هي موضع توتر اليوم مثل سوريا، وهل أجريتم أو تفكرون في عقد لقاءات مع المعارضة أو الحكام في مثل هذه البلدان؟ ❍ نحن حركة دعوية تشتغل في المجتمع المدني فأن يكون لنا هذا الدور وبهذا المستوى الدولي من الإشعاع لا أراه حتى الآن، لكن نحن الآن بالكاد نستجيب لطلبات الاطلاع على هذه التجربة ومع هذا التجاوب لا ندخر جهدا في كل ما ينفع أمتنا، وقد علمنا في الموضوع السوري أن جهات مشرقية اتصلت به في البداية واقترحت عليه الاستفادة من التجربة المغربية خاصة أن مطالب المعارضة في البداية كانت محددة ومحدودة وكانت مساعي أخرى من خالد مشعل ورجب طيب أردوغان لكن يبدو أن تلك النصائح لم تجد الآذان الصاغية، أما عن علاقتنا بالمعارضة فقد تواصلنا منذ البداية وعرضنا التجربة وهم أيضا قالوا إن مطالبنا ليست إسقاط النظام ونبحث عن مجال للانخراط في إصلاحات جدية لكن لم يتح لنا هذا الأمر. ● بالنظر إلى ما تفضلت به وما تم الوقوف عليه الآن يبدوا أن المغرب ليس في حاجة للتجربة التركية، بل يبدو أن تركيا هي من تحتاج إلى الاستفادة من المغرب؟ ❍ (يضحك) أنا قلت أن التجارب تتلاقح ولا تستنسخ، فالحالة التركية لها خصوصيتها ونتابعها بكل اهتمام وتقدير، وكثيرون يدفعون في اتجاه استنساخ التجارب وأنا أقول بعدم إمكانية ذلك، لأن الواقع والوقائع تختلف والأنظمة مختلفة، فهنا تركيا علمانية ونحن عندنا الدولة إسلامية على الأقل على مستوى الدستور وهذا مكسب بالنسبة إلينا، وإلا فإن الاشتغال بمنطق التدرج والانفتاح والالتقاء مع الآخر. ● هل هناك برنامج للتعاون بينكم وبين حزب العدالة والتنمية على المستوى تبادل الأفكار والتجارب أو التنسيق في أمور ما؟ ❍ بالنسبة لحركة التوحيد والإصلاح المغربية وحزب العدالة والتنمية التركي ليس هناك علاقات مباشرة، لكن بين حزبي العدالة والتنمية المغربي والتركي فهناك علاقة وإن كانت محدودة، لكن أعتقد وأمام الوضع الحالي للحزبين بالبلدين فإن التنسيق سيرقى إن شاء الله إلى مستويات أحسن. ● سنة 2003 عرفت أحداثا دامية بالمغرب وتعرضت حركتكم بعد ذلك إلى هجمة شرسة من طرف قوى مختلفة ولعدة أيام من طرف الإعلام، فإلى أي حد ما يزال الخطر الأمني قائم ويهدد حركتكم؟ ❍ بالفعل فقد هوجمنا عقب أحدث 16 ماي 2003 وتمت المطالبة بحل الحزب والحركة، وأجبنا ببيان على جريدتنا اليومية قلنا فيه لأبناء الحركة استمروا في دعوتكم ومجالسكم فإن ما تقومون به من بث للفكر الوسطي والمعتدل هو من ساهم في تأخير مثل هذه التفجيرات الصادرة عن فكر الغلو والتطرف لمدة ثلاثين سنة، فهل هناك من خطر أمني الآن؟ أقول أن التكفير والتفجير هي ظاهرة عالمية ومتداخلة ، وبدون تعاون وتكامل جميع المكونات وبمقاربة شمولية ستظل المقاربة الأمنية لوحها غير كافية والمغرب طبعا مهدد شأنه شأن كل البلدان مادامت الظاهرة عالمية وما دمنا نسمع باستمرار عن تفكيك خلايا وعن اختراقات هنا وهناك، ويراد لهذه الأعمال أن تخدم أحيانا أجندات معينة بكل البلدان ، لكن تظافر جهود الجميع وتكامل مختلف المقاربات الاجتماعية والفكرية والحوارية والقانونية وغيرها سيحد من هذا الخطر وقد يقضي عليه. ● بخصوص حلم اتحاد المغرب العربي هل ترون أن هناك مؤشرات الآن تفيد بتحققه قريبا، كما أن هناك رغبة من المغرب كما هو الشأن لتركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي فأين تقف الحركة والحزب من هذا الشأن؟ ❍ بالتأكيد إن الأولوية لاتحاد المغرب العربي في نظرنا للبعد العربي والإسلامي، مع مراعاة ما يقتضيه حسن الجوار مع الدول الأخرى، وأرى أن تركيا والمغرب المطلين من مدينتي إسطببول وطنجة على أوروبا قادران على إيقاف الصراع بين الحضارتين وأن يحولوا مفهوم صراع الحضارات إلى تلاقح وحوار بين الحضارات، أما موضوع الاتحاد المغاربي فهو ضرورة وحتمية آتية لا محالة وكل من يقف في وجهه ستبوء كل محاولاته بالفشل، وقد التقيت مؤخرا بالشيخ راشد الغنوشي وقال إن تونس لا يمكنها الاستمرار دون التفكير في الاتحاد الإقليمي والجهوي، وعليه فلا يمكن للجزائر لوحدها أو المغرب لوحده أو ليبيا أو موريتانيا أن يحدث فيها ذلك الإقلاع التنموي والاقتصادي في غياب اتحاد، والشعوب التي ثارت والتي خرجت من أجل الإصلاح لن تقبل بغير الوحدة، وعلى الأنظمة أن تعلم أن مدخل التنمية والاستجابة للشعوب هو في إحداث أحواض حضارية واتحادات قوية،لأن بدونها لا يمكن لأي طرف لوحده أن يحقق التنمية المنشودة لشعبه. ● هل أنتم كحزب وكحركة راضون اليوم على السياسة الخارجية للمملكة المغربية، خاصة بعد الربيع العربي وأعني بذلك الأبعاد الإستراتيجية، فهل لديكم مشروع بديل أم ستغيرون بشكل معين في هذه السياسية أم انتم راضون على القائم اليوم؟ ❍ في أحد استطلاعات الرأي الأخيرة صنف وزير الخارجية عن حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني بالوزير الأكثر حيوية، وقد قام بزيارات عديدة من بينها وأكثرها أهمية زيارته للجزائر والتي كانت ناجحة، وموضوع الاتحاد المغاربي حاضر بشكل قوي، في تطورات الشأن السوري وموقف جامعة الدول العربية فقد كان للمغرب دور محوري في الموضوع خاصة أمام موقعه في مجلس الأمن، وعموما فالسياسة الخارجية اليوم تعرف نشاطا وحيوية اتجاه إفريقيا والدول الأوروبية وفي المشرق أيضا، ونقدر أن الثلاث أشهر الأولى من عمل الدبلوماسية المغربية أعطت إشارات دالة ونأمل أن تكون وفق بوصلة واضحة ومحددة وألا تكون فقط حيوية وهذا مهم أيضا. ● كيف تقيم أداء الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية سواء على مستوى الداخل أو المحيط من خلال هذه الثلاث أشهر الأولى من تنصيبها؟ ❍ على المستوى الداخلي هناك حالة ارتياح على مستوى مواجهة الفساد والعمل من أجل إعمال الشفافية وتكافئ الفرص وإيقاف جزء من اقتصاد الريع الناتج عن المنافسة غير الشريفة وعن الامتيازات غير المشروعة وتم نشر أسماء بعض من أولئك المستفيدين وأثار الموضوع ضجة كما تمت إحالة عدد من الفاسدين على القضاء هذا إلى جانب إشارات مختلفة بدأت تعطي نوع من الثقة وعودة الشباب إلى الاهتمام بالشأن السياسي وتطوراته، ومن جهة أخرى وفيما يتعلق بالقضايا الكبرى كالفقر والبطالة والجانب التنموي بثلاث أشهر غير كافية بالمرة وهناك وعود لكن ما يزال هناك بعض التعثرات. ● لوحظ على بعض وزراء العدالة والتنمية مشيهم في الأسواق وقيامهم بسلوكات عدة مفادها طمأنة المواطنين بأنهم منهم إلى غير ذلك كيف نظرت إلى هذه الأمور؟ ❍ هي لم تكن رسائل أو إشارات متعمدة، بل وزراء العدالة والتنمية تصرفوا كعادتهم بشكل عادي، غير أن هذا مع الأسف جلب لهم انتقادات بالشعبوية وغيرها. ● أود العودة إلى موضوع الاتحاد المغاربي والسياسة الخارجية وزيارة سعد الدين العثماني للجزائر، لأطرح مشكل الصحراء المغربية فهل من حل باد في الأفق والمشكل تحديدا بين من ومن في هذا الملف؟ ❍ بين من ومن، معروف أنه بين المغرب والجزائر أساسا، والمغرب قدم منذ سنة 2007 مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية التي هي الصحراء المغربية، وهذا طرح جد متقدم في إطار مشروع الجهوية التي نص عليها الدستور المغربي الجديد بشكل واضح كتوجه، وهذه إشارة قوية للصحراويين المغاربة الموجودين على الأراضي الجزائرية وأنا أرى أن دخول الصحراويين المغاربة للمغرب وممارسة المعارضة في الأقاليم الجنوبية ضد الحكومة المركزية فهذا في تقديري في مصلحة الأسر الموجودة في المخيمات وحتى على المستوى السياسي فإن ما هو متاح بالمغرب اليوم أفضل بكثير مما عندهم، وواقع حرية التعبير والانتخابات وحرية التنقل داخل هذه المخيمات لا تصر، ومع الأسف الشديد فحتى الجهات التي تتحرك في الموضوع عليها أن تبحث لصيغ أكثر جدية لحماية تلك الأسر فنحن الآن أمام مشكل لأزيد من ثلاثين سنة وما نزال غارقين في موضوع الزعامة في المغرب العربي، مع الأسف الشديد. هل هناك من أفق؟ يبدو أن المفاوضات كما عبر وزير الخارجية مؤخرا وصلت إلى الباب المسدود والانتخابات الأخيرة بالجزائر لم تأت بجديد وأبقت الأمور على ما هي عليه في ما يتعلق بالسياسة الخارجية. ● أين هو دور الحركة الإسلامية بالمغرب والجزائر للضغط على الأنظمة ودفعها إلى أيجاد حل لهذا المشكل الذي عمر كل هذه السنين أم أنه لا دور لكم على هذا المستوى وستتركون الكرة في ملعب الحكام؟ ❍ نحن ولأكثر من مرة قلنا إن الموقف المغربي القاضي بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا هو حل وسط يتيح لأهل المنطقة تسيير أمورهم الخاصة داخل المنطقة وتحت السيادة المغربية. وبالجزائر ما أن يتحدث مكون من مكونات البلد عن مغربية الصحراء الغربية إلا ويواجه بكل من الأشكال من طرف النظام الحاكم ويحضرني هنا عباس مدني واليسارية لويزة حنون فكل من صرح بأن قضية الصحراء هي قضية مفتعلة وأن قضية الصحراء المغربية يجب أن تحل لكي ننطلق إلى اتحاد المغرب العربي يواجه . ونسأل الله أن تذهب الأمور مستقبلا إلى الأحسن. ● يقود وزارتي الخارجية بالمغرب وتركيا اليوم رجلين سياسيين منظرين أيضا هما أحمد أوغلو وسعد الدين العثماني هل يمكن الحديث على ضوء ما تقدم من أن هناك نوع من التكامل بين التجربتين؟ ❍ المفروض أن ننظر للأمر بهذا الشكل، لأن الوضع الذي يوجد عليه حزب العدالة والتنمية بالمغرب وما حققه نظيره التركي من إنجازات وتقدم على هذا المستوى، وما تحققه الحياة السياسية في تركيا، وكلما دعمنا تجربة ناجحة في أي من البلدان العربية والإسلامية فنحن نساهم في تهيئ الظروف للإقلاع الحضاري للجديد للأمة لأن هذه الحضارة أنتجت من قبل ولعل إسطنمبول والأندلس ما تزالان شاهدتان على هذا الإنتاج وبمقدورها أن تنتج هذه التجربة مرة أخرى إن شاء الله في إطار الحديث النبوي الشريف «يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها»، أي أن عملية الإنتاج هي أطوار ونحن إن شاء الله في طور هذا الإقلاع الجديد للأمة الإسلامية.