أسدل الستار يوم السبت 26 ماي 2012، بمسجد الحاج بشير بمدينة تمارة بالرباط، عن فعاليات الملتقى الدولي السادس للسماع القرآني، الذي نظم على مدى يومين تحت شعار "أفلا يتدبرون القرآن". وشكل هذا الملتقى الديني السنوي، الذي ينظم من قبل مؤسسة الحاج بشير للتعليم العتيق، في إطار فعاليات الأسبوع الثقافي السادس، مناسبة لإحياء التراث الديني، ولترسيخ هذا العرف الجميل الذي تميز به المغاربة بشدة حبهم وعنايتهم بالقرآن الكريم حفظا وتجويدا وضبطا ورسما. وشارك في الملتقى الذي نظم بشراكة مع المجلس العلمي المحلي لمدينة تمارة، وبتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، ومركز خديجة لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثلة من الدرر اللوامع والنجوم الطوالع في سماء القراءة والتجويد والترنم بحروف كتاب الله تعالى على المستوى الدولي، يمثلون دول مصر والسعودية ولبنان والولايات المتحدة والمغرب. ويعد هذا الملتقى فرصة للتعريف بالقراء المغاربة وإبرازهم على الصعيد الدولي، ومناسبة لجمع شمل الناس لسماع كلام رب العالمين بأصوات عذبة شجية، من حناجر قراء برعوا في العزف على مقامات التجويد. وتضمن برنامج هذه الدورة، حصصا للسماع القرآني، تلاها على مسامع الحاضرين الذين امتلأت بهم جنبات مسجد الحاج بشير قراء أفذاذ، يتقدمهم الشيخ أحمد محمد عامر صاحب 87 ربيعا من جمهورية مصر العربية، صاحب الصوت الخاشع والأداء الناقع، والقارئ ياسر محمود الشرقاوي هو الآخر من مصر، والشيخ حسن مرعب من لبنان، والقارئ حسام بن جاسم خوجى من المملكة العربية السعودية، و القارئ عبد الكريم الدغوش من أمريكا، و القارئ المغربي معاذ العسال الفائز مؤخرا بجائزة الكويت الدولية للقرآن الكريم، إضافة إلى مصطفى زقان وعبد الإله مفتاح وأحمد الخالدي وحسن امسيمك من مدينة الدارالبيضاء. وفي ختام الملتقى قال الدكتور الحسن السكنفل الذي أشرف على تسليم الهدايا وتقديم الشواهد للمشاركين، إن هذا الملتقى يعتبر مبعث فخر واعتزاز لمؤسسة الحاج بشير الخاصة بالتعليم العتيق، التي خرجت من قلب رجل رزقه الله تعالى حب كتابه الكريم فوهب المسجد ليكون منارة تحتضن حفاظ القرآن الكريم، ونوه السكنفل بالخطوة الموفقة التي دأب عليها القائمون على هذه المؤسسة، كما قدم لهم الشكر على الجهود المبذولة في توفير الأجواء الجيدة للملتقى. وأضاف السكنفل بأن هذه المبادرات تؤكد على أن المغرب بلد شغوف بالقرآن الكريم قولا وفعلا وغاية ومقصدا، كما أنه محضن كريم لحاملي كتاب الله تعالى على مر التاريخ الإسلامي بهذا البلد. واعتبر السكنفل الذي توجه بالشكر لكل القراء المشاركين في الملتقى، بأن المجالس العلمية من واجبها رعاية مثل هذه المبادرات التي تتماشى وفق مرجعية الدولة المغربية، كما أنها تضع كل الإمكانيات المتاحة لإقامتها، مضيفا في ذات السياق على أن مثل هذه الملتقيات تعكس الوجه الحقيقي لعمق هوية الشعب المغربي المتجدر في إسلاميته، والمطلوب هو التكثيف منها لتحقيق الأهداف المنشودة. وعلى هامش الملتقى صرح الدكتور عبد الفتاح الفريسي رئيس ومدير الملتقى الدولي للسماع القرآني للتجديد، بأن هذا الملتقى هو ثمرة فكرة لا زالت ترتقي بتوفيق من الله وَمَنِه في سلم العز محققة النجاح تلو النجاح، واعتبر بأن هذا الملتقى يعكس وعي المنظمين بأهمية كتاب الله العظيم، وضرورة التفنن بالاعتناء به وبقرائه وبحفظته. وقال الفريسي في ذات التصريح بأن الملتقى يهدف إلى إشعاع القراء المغاربة أمام نظرائهم في العالم الإسلامي، وكذا التعريف بمكانة القرآن الكريم عند المغاربة خلال ماضي العصور، وبإنتاجاتهم العلمية في هذا المجال، حيث لا يمكن أن نتحدث عن القراءات والتجويد والدراسات القرآنية دون أن نتكلم عن أئمة مغاربة، كالإمام ابن بري والإمام ابن أجروم والإمام الشاطبي وأبو عمر الداني وغيرهم. وزاد على ذلك في ذات التصريح بأن هذه المبادرة التي تروم التحسيس بأهمية التشبت بالخصوصيات الدينية، وثوابت الأمة المغربية، وإنعاش ثقافة الاحتفاء بالقرآن الكريم عبر إكرام قرائه والتباهي بهم في مثل هذه المحافل، تعد قيمة مضافة للساكنة المحلية بتمارة بصفة خاصة، وللأمة المغربية عموما التي تتشوق إلى الرقي والتغيير والتنمية والازدهار، وبالتالي فإنه لا سبيل إلى ذلك إلا بالتمسك بكتاب الله تعالى الفارق بين الحق والضلال وبين الحيرة والرشاد والهادي إلى صراط مستقيم.