دنس صهاينة صباح الأساحات المسجد الأقصى المبارك، وذلك تلبية لدعوة الليكود الصهيوني المتطرف، والدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. واقتحمت مجموعة المغتصبين الصهاينة المتطرفين باحات المسجد وسط حراسة مشددة من قوات الشرطة الصهيونية. وأفاد الشيخ ناجح بكيرات (رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى) أن مجموعتين من اليهود المتطرفين اقتحمت في ساعات الصباح باحات المسجد الأقصى المبارك وقامت بجولات في مرافقه وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال. وأشار بكيرات، وفق ما نقل عنه موقع «فلسطين الآن»، إلى أن اقتحام ما يقارب ال44 مغتصباً صهيونياً للمسجد الأقصى يأتي ضمن الجولات الاعتيادية اليومية التي تنظمها سلطات الاحتلال الصهيوني لساحات المسجد الأقصى المبارك، وليس تلبية للدعوات التي أطلقتها الجماعات اليهودية لاقتحام الأقصى ضمن ما يسمى ب«احتفالات ضم القدس». ولفت الشيخ بكيرات، إلى تجمهر آلاف المغتصبين في البلدة القديمة وخارج أسوار القدس، استعداداً للمسيرة الكبيرة التي تتجه إلى ساحة البراق وأبواب المسجد الأقصى وخاصة باب المغاربة التي تسيطر عليه سلطات الاحتلال. من جهته، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل فلسطينالمحتلة عام(48) الشيخ كمال الخطيب، إن تصاعد المحاولات والدعوات الإسرائيلية لاقتحام المسجد الأقصى، هو استمرار للمشروع الذي رسمته المؤسسة الإسرائيلية بهدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاضه. وأوضح الخطيب أن كل الممارسات التي تجري داخل الأقصى وخارجه، وتحت الأرض وفوقها، هي ضمن المشروع الكبير لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل. وأشار إلى أن المحاولات والدعوات لاقتحام المسجد الأقصى، تتزايد مع اقتراب المناسبات الدينية اليهودية. ولفت في تصريح لصحيفة «فلسطين» اليومية، أمس، إلى أن الاقتحامات الأخيرة اتخذت ملامح مختلفة عن الاقتحامات في السابق، وأصبحت لغايات انتخابية وجزء من التنافس الداخلي في ظل الحديث داخل الدولة العبرية عن احتمال تبكير موعد الانتخابات التشريعية، حيث تحاول الأحزاب السياسية استغلال العامل الديني لصالحها . وأكد أن الجمعيات اليهودية التي تدعو لاقتحام المسجد الأقصى، ليست مستقلة أو قائمة بذاتها كما نظن، بل هي امتداد للأحزاب السياسية الإسرائيلية المختلفة، ولها تمثيل داخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، مدللا بالدعوة التي أطلقها عاموس فيغلن من قيادي حزب الليكود والذي نافس بنيامين نتنياهو على رئاسة الحزب لاقتحام المسجد الأقصى. ونبه الخطيب على أن كل ما يجري في الأقصى هي من مباني الهيكل والمرافق المساعدة، ويجري إقامتها الآن لكي تكون في جاهزية تامة لدى بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى. وشدد على أن هذه المشاريع التهويدية تتم بمصادقة بلدية الاحتلال، الخاضعة لوزارة الداخلية والتي يشرف عليها حزب شاس أحد أركان الحكومة الإسرائيلية، وهذا يعني أن كل شيء يتم بتخطيط وموافقة من قبل الحكومة الإسرائيلية. ولفت إلى أن المتغيرات في الساحة العربية يجب أن تصب في صالح الأقصى، مبينًا أن الإسرائيليين باتوا يدركون أن هذه المتغيرات والمواقف الإيجابية من قضية القدس والمسجد الأقصى، تعتبر تغيرًا جذريًا في المواقف العربية. وأوضح أن الإسرائيليين يريدون استباق هذه المرحلة من خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى، مطالبًا الشعوب العربية والأزهر الشريف وكل المعنيين بأن يكون الربيع العربي هو ربيع القدس والأقصى، وأن يدرك الاحتلال أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة أفعال. وحول مستوى ردة الفعل العربي تجاه ما يجري بالأقصى، أكد الخطيب أن ردود الفعل العربية والإسلامية لم ترق للمستوى المطلوب وإن كانت تختلف عن المرحلة السابقة، خاصة في ظل وجود مواقف عربية ايجابية تجاه المدينة المقدسة. وأكد أن قضية الأقصى والقدس لا تنتهي إلا بزوال الاحتلال، وهذه مسؤولية الأمة العربية والإسلامية جمعاء، وذلك عبر وجود مشروع وحدودي يلتقي عليه الجميع للخلاص من هذا الاحتلال.