وصفها البعض بمثابة ثورة حقيقية في منظومة التربية والتكوين بقطاع التربية الوطنية ،كما أن وزير التربية الوطنية محمد الوفا قال عنها إنها بمثابة وليده(c' mon bébé) ، إنها المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين التي ستنطلق إبتداء من الموسم الدراسي المقبل (2012-2013) حيث قررت الوزارة الوصية بحسب ما أكده الوزير الوفا إعادة النظر في منظومة التكوين وتوحيد مسار التكوين لهيئة التدريس على اعتبار أنها أسرة واحدة. سياق الإحداث بحسب محمد دالي مدير الوحدة المركزية للتكوين بوزارة التربية الوطنية فإحداث المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين يندرج في سياق مجموعة من التدابير التي تتخذها الوزارة الوصية لتطوير منظومة التكوين،كما أن الهدف الأساسي من هذه المراكز يتوخى توفير إطار مؤسساتي مناسب من حيث بنيته التحتية ومناهجه والأطر العاملة فيه لتكوين أساتذة ذوي كفاءات مهنية تربوية تمكنهم من أداء مهامهم بمهنية متميزة والارتقاء بالممارسة التدريسية وتأهيل منظومة التربية والتكوين ليكون الفعل التربوي بحسبه متمركزا حول المتعلم.ولتكون المؤسسة التعليمية مفعمة بالحياة من خلال نهج تربوي نشيط يتجاوز التلقي والسلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعليم الذاتي والقدرة على المشاركة في الاجتهاد الجماعي.دالي شدد ايضا على أهمية جودة عمل المدرسين التي ترتكز أساسا على جودة التكوين الأساس والتكوين المستمر الفعال والمستديم. لماذا الإصلاح؟ دالي أوضح أيضا أن قرار الوزارة حول إصلاح منظومة التكوين إنما جاء بسبب مجموعة من الاعتبارات منها تشتت ملف التكوين وتعدد مراكز التكوين وغياب التدبير العقلاني لمواردها (34 مركزا لتكوين المعلمين، 13 مركزا تربويا جهويا، 8 مدارس عليا لتكوين الأساتذة،ومركز تكوين مفتشي التعليم (1)، ومركز التخطيط والتوجيه التربوي (1)،ثم عدم مسايرة أنظمة تكوين الأطر التربوية لمستجدات المنظومة التعليمية والتناغم مع التكوين بالجامعية (LMD)؛وكذا ضعف التواصل بين مؤسسات تكوين الأطر وبين الجامعات؛ ناهيك عن ضعف البحث التربوي وانعكاساته على التكوين وتطور المنظومة. وصايا الميثاق الوطني للتربية والتكوين عملية إصلاح منظومة التكوين انطلقت حسب الوزير محمد الوفا منذ أربع سنوات خصوصا وأن الميثاق الوطني للتربية والتكوين سبق ان أوصى بضرورة إعادة النظر في التكوين الأساسي ، وفي هذا السياق فالمادة 134و المادة 135 من الميثاق الذي حقق إجماعا وطنيا من لدن كل الحساسيات والفعاليات الوطنية أكدت على «أن تجديد المدرسة رهين بجودة عمل المدرسين وإخلاصهم والتزامهم. ويقصد بالجودة، التكوين الأساس الرفيع والتكوين المستمر الفعال والمستديم، والوسائل البداغوجية الملائمة، والتقويم الدقيق للأداء البداغوجي «بالإضافة إلى ضرورة وجود « توحد على المستوى الجهوي مختلف مؤسسات إعداد أطر التربية والتكوين، كما يتم ربطها بالجامعة طبقا للمادتين 42ج و 77 من هذا الميثاق.. ما هي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين؟ يعرف محمد دالي المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بأنه مؤسسة لتكوين الأطر العليا خاضعة لوصاية السلطة الحكومية المكلفة بالتعليم المدرسي، وتنتظم المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين في « شبكة وطنية لمؤسسات تكوين الأطر التربوية ” ، كما تحدد آليات التنسيق بين المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين المعنية بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بقطاع التعليم المدرسي. في حين تتحدد أدوارها البارزة في تأهيل أطر هيئة التدريس المتدربين و تهيئ المترشحين لاجتياز مباريات التبريز للتعليم الثانوي التأهيلي؛ ثم تكوين أطر الإدارة التربوية وأطر هيئة الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي؛ وكذا تنظيم دورات للتكوين المستمر لفائدة مختلف فئات موظفي الوزارة،؛ بالإضافة إلى القيام بأنشطة البحث العلمي التربوي النظري والتطبيقي، وكذا إنجاز الدراسات والأبحاث في المجالات التي تدخل ضمن اختصاصات المركز؛ وإنتاج الوثائق التربوية، وكذا القيام بتبادل المعلومات والوثائق ذات الصلة باختصاصات المركز مع الجهات المعنية؛ مكونات المراكز ستحتضن المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين الأسلاك والمسالك التالية: سلك تأهيل المدرسين ويضم مسلك التعليم الأولي الابتدائي ومسلك التعليم الثانوي الإعدادي ثم مسلك التعليم الثانوي ألتأهيلي بالإضافة إلى سلك تحضير التبريز وسلك تكوين أطر الإدارة التربوية والمالية وأطر الدعم الذي سيضم مسلك تكوين اطر الإدارة التربوية ومسلك تكوين الممونين ثم مسلك تكوين اطر الدعم. يشرف على إدارة وتسيير المركز مدير(ة)، وأربعة (4) مديرين(ات) مساعدين (ات) وكاتبا (ة) عاما (ة)، كما يتكون موظفو المركز، بالإضافة إلى المدير والمديرين المساعدين والكاتب العام من :هيئة للتدريس؛ موظفين إداريين وتقنيين؛ أعوان للخدمة.أيضا يتوفر المركز على مجلس يتكون من أعضاء بحكم القانون، وأعضاء منتخبين عن الأساتذة والموظفين الإداريين والتقنيين وعن المتدربين، ومن شخصيات من خارج المركز.ويمكن للمجلس أن يحدث في حظيرته لجانا دائمة، و إن اقتضى الحال لجانا خاصة لدراسة مسائل معينة، كما تحدث في حظيرة المركز لجنة علمية، تخضع في تأليفها وتسييرها وكيفية تعيين أعضائها لمقتضيات المرسوم رقم 885-05-2 الصادر في 21 أبريل 2006. شروط الولوج بحسب وزير التربية الوطنية ،الذي نظم ندوة صحفية أول أمس الثلاثاء وذلك لتقديم هذه المراكز للرأي العام بمساهمة مدير الوحدة المركزية للتكوين محمد دالي ،سيقبل في سلك تأهيل أطر هيئة التدريس الناجحون في المباراة التي يشارك فيها المترشحون الحاصلون على شهادة الإجازة في المسالك الجامعية للتربية أو ما يعادلها والذين لا يتجاوز سنهم 45 سنة عند تاريخ إجراء المباراة، ثم المترشحون الحاصلون على الأقل على شهادة الإجازة أو شهادة الإجازة في الدراسات الأساسية أو شهادة الإجازة والمهنية أو ما يعادل إحداها والذين لا يتجاوز سنهم 45 سنة عند تاريخ إجراء المباراة والمتوفرون على كفاءات نظرية وعلمية مماثلة للتكوين في المسالك الجامعية للتربية،وذلك بعد الخضوع لانتقاء اولي تحدث كيفيات تنظيمه بموجب قرار للسلطة الحكومية المكلفة بالتعليم المدرسي. وبخصوص سلك التبريز أوضح مدير تكوين الأطر بالوزارة ان ولوجه سيتم في وجه المترشحين الحاصلين على الأقل على شهادة الماستر أو الماستر المتخصص أو دبلوم مهندس الدولة أو ما يعادل إحداها والذين لا يتجاوز سنهم 35 سنة عند تاريخ إجراء المباراة ثم في وجه اساتذة الثانوي التأهيلي من الدرجة الثانية الرسميون الحاصلون على شهادة الإجازة أو شهادة في الدراسات الساسية أو شهادة الإجازة المهنية أو ما يعادل إحداها والمتوفرون على ثلاث سنوات في الأقدمية بهذه الصفة على أن تستغرق مدة التكوين بسلك تحضير التبريز سنتين دراسيتين.