الخبيزة أو البقولة كما نسميها في المغرب من النباتات الشتوية التي تساعد على مقاومة كثير من الأمراض المترتبة عن البرد والتي تصيب الحلق على الخصوص. ونبات الخبيزة موجود بكثرة في المغرب، وهو نبات بري. وتحتوى أوراق الخبيزة على مواد هلامية، ومواد قابضة، وقليل من المواد الدابغة. والخبيزة عشب حولي يبلغ ارتفاعه ما بين 10 إلى 35 سم. وأوراقه مستديرة الشكل بحواف مسننة. وتكون أزهار الخبيزة صغيرة الحجم، وذات لون بنفسجي باهت متجمعة في آباط الأوراق. وتخرج ثمرة خشنة ومشققة. وتنتشر الخبيزة في الوديان والمزارع، وحول المنازل ويقل وجودها في أعالي الجبال. وتحتوي الخبيزة على ستيرولات وتربينات ثلاثية ومواد هلامية وفلافونيدات وكومارينات وحمض السالسيليك وأحماض فينوليه وطبعا مركب الكلوروفايل. أما الجذر فيحتوي على نشا ومواد عديدة السكاكر وأسباراجين وحمض العفص، ومن أشهر الفلافونيدات التي تمتاز بها الخبيزة نجد المالفين والدلفنيدين، وتحتوي على مادة الهليونين، والألثين، والبكتين، والكويرسيتين، لعاب نباتي، انثوسيانات، فيتامين أ ب س وطبعا فمكونات الخبيزة لا يمكن حصرها نظرا لقلة الأبحاث التي أجريت عليها، وربما يرجع العلم إلى هذا النبات، لأنه أعطى نتائج عالية في علاج بعض الأمراض، ويعرف نبات الخبيزة بتطهيره للبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية، وهذه الأمراض ترتبط طبعا بالسعال والكحة والتهاب الغشاء المخاطي، لكن الغريب هو فعالية الخبيزة في التبول حيث يعمل كمدر للبول ومطهر للمثانة، ويساعد الأطفال خصوصا في فصل البرد. وتعتبر جذور الخبيزة كذلك نافعة في بعض الأعراض التي تزعج الناس، ومنها التبول المؤلم وآلام المسالك البولية، وتستهلك الجذور كنقيع حيث تغلى مع الماء ثم تشرب وقد تؤكل طازجة لكن يجب الحذر من الخبيزة التي تنبت في أماكن نجسة، وهو ما يجعل الناس لا يقبلون على استهلاك الخبيزة. والخبيزة تلين البطن وتدر البول، وخاصة القضبان دون الأوراق، فهي نافعة للأمعاء والمتانة، والبذور أنفع للرئة وخشونة الصدر. وورقه ينفع في تسكين السعال، وأزهارها نافعة لقروح الكلي والمتانة شربا وضمادا. وتحتوي جذور الخبيزة على مادة سائلة بيضاء حيث تسيل كلما قطع الجذر أو أي جزء من البقولة. وتكون هذه المادة البيضاء شديدة المرارة نظرا لطبيعة الفلافونويدات الموجودة فيها وهي نافعة لأصحاب السكري، والقلب وآلام الظهر. والمعلوم أن كل المركبات المرة الموجودة في النبات تعتبر مواد علاجية أو طبية. والخبيزة تدخل في تغذية الطفل والمرأة الحامل والمصابين بالسكري والكوليستيرول، والمصابين بالحصى في المرارة والأشخاص الذين يعانون من الإمساك والتهاب القولون. وبما أن الخبيزة تكون تقريبا في نفس الفصل الذي يظهر فيه السكوم، فإن استهلاكهما معا يكون بفائدة أكبر ويعطي نتيجة أعلى، ويفضل استهلاك الخبيزة مع السكوم للحصول على المركبات العلاجية بمستوى مرتفع، ولما يجتمع السكوم مع البقولة أو الخبيزة فإن العلاج يصبح سهلا، وهذه الوجبة هي علاج آلام الظهر والأعراض المرتبطة بالبرد.