قال الشيخ محمد رفيقي الملقب بأبي حفص إن الربيع العربي دفع بالعديد من السلفيين الذين عارضوا العمل السياسي، إلى مراجعة أفكارهم ، وطالب أبو حفص المنتمين لهذا التيار قبل إصدار أي حكم أخذ وقت حتى لا يجدوا أنفسهم مضطرين بعد زمن تبنى ما كانت تقام من أجله المعارك. وشدد أبو حفص، في الندوة التي نظمتها منظمة التجديد الطلابي فرع أسفي مساء الخميس المنصرم بمناسبة منتداها الأول تحت شعار «من أجل جامعة القيم» وشارك فيها كل من الشيخ أبو حفص ومحمد الهلالي نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح وسعيد الخمري أستاذ علم السياسة ونظام الحكم في الإسلام، (شدد) على أن النظام السياسي في الإسلام ليس له شكل معين نلزم به الناس. وتحدث امحمد الهلالي نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح عن مجموعة من المفاهيم التي تتبناها الحركة حول الدولة الاسلامية ومبادئها وأسسها فقال إنها دولة مدنية في شقها الفلسفي والديني والممارسة السياسية للإسلاميين وفي الفكر الاسلامي ممارسة تعاقدية وليس تعبدية مع أن أي ممارسة للمسلم تعتبر عبادة يتقرب بها إلى الله. وعن المرجعية العليا للإسلام فالسيادة في الاسلام للأمة، والسلطة للشعب الذي يختار حكامه ويعبر عن ارادته في التشريع والرقابة عن طريق ممثلين، والقرار في الإسلام بشورى الأغلبية، والحرية في التعبير والحق في الاعتراض للأقلية، كما أن الحقوق بالعدالة، والواجبات بالأمانة. وتحدث الهلالي عن المقتضيات الثلاث فلا قداسة في السياسة، ولا عصمة لحاكم، وتدبير الشأن العام محض اجتهاد ومصلحة. وفي الإسلام الممارسة السياسية تعتبر عملا مدنيا ودنيويا يجتهد فيه الناس حسب ما تقتضيه المصلحة، والدولة مدنية ديمقراطية بمرجعية إسلامية ترتبط فيها ممارسة السلطة بالمسؤولية والمحاسبة على أساس تعاقد سياسي يضمن الكرامة والحرية والعدالة ويحقق استقلال سلطة القضاء والارتقاء بمنظومة حقوق الإنسان وإطلاق الحريات. وقال سعيد الخمري أستاذ علم السياسة ونظام الحكم في الإسلام أن الكاريزما التي ترتبط بالقدرات الخارقة للمسؤول الذي ينظر إليه المجتمع أنه الشخص المنقذ انتهت وأصبح الأساس الآن هي الديمقراطية إضافة إلى الإنجاز والفاعلية. وحدد الخمري بعض المواصفات التي ينبغي أن يتحلى بها القائد السياسي في الحركات الإسلامية في ظل الربيع الديمقراطي وهو يتحدث في ندوة حول «الفكر والسلوك السياسي عند الحركة الإسلامية» احتضنتها الكلية متعددة التخصصات بأسفي، فقال لابد أن تكون للقائد الرؤية الاستراتيجية، الإقناع، التواصل، الثقة، المصداقية، المبادرة، الإبداع، وحسن تدبير الاختلاف.