شكلت قضايا الإعلام والتعاون بين المغرب والولايات المتحدة في هذا المجال محور مباحثات أجراها يوم الجمعة الماضية وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي مع مسؤوليين أمريكيين بوزارة الخارجية. وفي هذا الإطار، تباحث الخلفي مع مساعد كاتبة الدولة في الخارجية المكلفة بالعلاقات العامة «تارا سونوشين»، وكذا مع مساعد كاتبة الدولة المكلف بشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان. وتم خلال هذه المباحثات إبراز الإصلاحات التي قام بها المغرب في إطار تعزيز مسلسل الديموقراطية وتفعيل الدستور الجديد والسبل الكفيلة بتعزيز التعاون في مجال الإعلام وتبادل الخبرات في هذا المجال وخاصة في قطاع تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتحرير القطاع السمعي البصري. وشكلت هذه اللقاءات مناسبة لاستعراض أخر التطورات بمنطقة المغرب العربي في ظل التغيرات الناجمة عن «الربيع الديموقراطي «والتأكيد على ضرورة إرساء إطار للتعاون من شأنه إعطاء دينامية جديدة للمبادلات بين بلدان المنطقة. وبخصوص قضية الصحراء، شدد الخلفي على ضرورة أخذ الواقع الإقليمي الجديد والإصلاحات التي قام بها المغرب بعين الاعتبار، مؤكدا أن مفهوم الجهوية بالوثيقة الدستورية ينسجم والمخطط المغربي للحكم الذاتي، الذي وصفته واشنطن في أكثر من مناسبة ب»الجاد وذي المصداقية والواقعي». من جهة أخرى، أجرى الوزير مباحثات مع مسؤولين بالمنظمة الأمريكية غير الحكومية «هيومان رايتس ووتش»، استعرض خلالها الإصلاحات التي قامت بها المملكة في مجال حرية الصحافة وتفعيل المقتضيات الدستورية الجديدة في مجال الصحافة. وقد شارك الخلفي، خلال زيارته لواشنطن، في ندوات ولقاءات حول «الربيع الديمقراطي»، نظمت من قبل مجموعات تفكير بالعاصمة الفدرالية الأمريكية. كما شارك الوزير، الخميس الماضي في ندوة دولية احتضنها مركز التفكير الأمريكية (كارنيغي للسلام الدولي)، وقد شهد هذا اللقاء حضورا كبيرا واستفاد من تغطية إعلامية مهمة خاصة من جانب القناة التلفزية الأمريكية «سي سبان» التي بثت الحدث مباشرة. كما نشيط الخلفي ندوة احتضنها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وهو مجموعة تفكير أمريكية، حول موضوع «تحديات الإصلاحات الديمقراطية في المغرب». وأبرز الوزير، خلال هذا اللقاء، المكانة «المركزية»التي تحظى بها المؤسسة الملكية في مسلسل الإصلاح بالمغرب، وكذا في الاستقرار الذي يعد «طابعا مميزا» للمملكة في محيطها الإقليمي. كما التقى الخلفي أيضا مع مسؤولي المنظمة غير الحكومية «أمريكان ناشيونال إندوومنت فور ديموكرسي». وقال الخلفي، خلال لقاء مع الجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدة احتضنته أكاديمية ابن خلدون بمدينة الإسكندرية «فرجينيا»، إن الجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدة مدعوة للاضطلاع بدورها في دينامية التغييرات التي تشهدها المملكة، وكذا في تعزيز العلاقات المغربية-الأمريكية. وأشار إلى أن الجالية المغربية المقيمة بامريكا، والمتميزة بتنوعها وبمستواها التعليمي العالي وبظروف عيشها المريحة اقتصاديا واجتماعيا، لديها الإمكانيات للمساهمة في النهوض بالعلاقات بين البلدين. وبحسب الوزير، فإن هذه الجالية، البالغ عددها حوالي 150 ألف نسمة، مدعوة لأداء دورها وتحمل مسؤولياتها في تعزيز العلاقات المغربية-الأمريكية، المتعلقة منها، على الخصوص، ببعض القضايا الحيوية كقضية الصحراء وأيضا الفرص المتاحة للتنمية الاقتصادية ولتبادل الخبرات والمهارات لا سيما في مجال التكنولوجيا.