نفت وزارة الخارجية الأمريكية الأنباء بشأن دعمها مرشح جماعة الإخوان المسلمين لانتخابات الرئاسة في مصر خيرت الشاطر. وجاء تصريح الخارجية الأمريكية بعد بيان أصدرته السفارة الأمريكية في مصر، أول أمس، ونفت فيه أن يكون السيناتور جون ماكين قد بحث مع قيادات الإخوان المسلمين مسألة الترشح للرئاسة أثناء زيارته لمصر مؤخرا. وجاء، فيما يبدو، نفي الخارجية الأمريكية أنباء دعم إدارة الرئيس باراك أوباما لترشيح الشاطر للرئاسة المصرية، بعد ورود تقارير إعلامية أمريكية تفيد بأن إدارة أوباما تؤيد ضمنيًا ترشيح «إخوان» مصر للشاطر للحؤول دون وصول مرشح التيار السلفي حازم أبو إسماعيل للرئاسة، الذي تتهمه الدوائر الأمريكيةوالغربية بالتشدد والتطرف. وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند بأن بلادها لن تقوم بتزكية أي مرشح للانتخابات الرئاسية المصرية. كما قالت السفارة الأمريكية: «إنه لم يكن هناك مناقشة بشأن ما إن كان يجب على جماعة الإخوان المسلمين أن تطرح مرشحا في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر أو إن كانت ستفعل ذلك، خلال الاجتماعات التي عقدها السيناتور جون ماكين وسفيرة الولاياتالمتحدة لدى مصر آن باترسون مع الإخوان المسلمين أثناء زيارة السيناتور الأخيرة إلى القاهرة». وكان ماكين زار القاهرة في التاسع عشر من فبراير الماضي على رأس وفد من الكونغرس الأمريكى فى إطار جولة له بالمنطقة. وقد قال ديفد دراير رئيس وفد الكونغرس الأمريكي، الذي التقى خيرت الشاطر في القاهرة: إن اللقاء مع مرشح الإخوان المسلمين كان هاما وفعالا. وأوضح أن وفد الكونغرس التمس منه التزاما بقضية حقوق الإنسان وحرية المرأة وسيادة القانون وعملية السلام والاستقرار في المنطقة. تخوف أمريكي من السلفيين وكان موقع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قد ذكر، أول أمس، أنَّ التخوف من الحملة الانتخابية الناجحة للمرشح السلفي لرئاسة الجمهورية في مصر حازم أبو إسماعيل، ربّما يفسِّر الموافقة الضمنية التي أبدتها الولاياتالمتحدة على دفع جماعة الإخوان المسلمين بمرشحها خيرت الشاطر. وأشارت الصحيفة في تقرير لمراسلها «ديفيد كيرباتريك» إلى أنَّ أبو إسماعيل «يريد مراجعة معاهدة السلام مع إسرائيل، وينظر إلى إيران على أنها نموذج ناجح للاستقلالية عن واشنطن، فضلاً عن أنه يشعر بالقلق حيال اختلاط الجنسين في أماكن العمل وعمل المرأة خارج البيت». ووفقًا للصحيفة الأمريكية، فإنَّ أبو إسماعيل أيضًا يمثل «تهديدًا وتحديًا لوضع جماعة الإخوان أكبر القوى السياسية كصوت للإسلام السياسي في مصر ويهدّد بنسف حملتها لتبديد مخاوف الغرب من الإسلام السياسي». وقالت الصحيفة: إن جماعة الإخوان قامت بمخاطرة كبيرة بترشيحها للشاطر ضد أبو إسماعيل، حيث إنّ الجماعة تضمن فوزه، وأن صانعي السياسة الأمريكية الذين كانوا يخشون من الإخوان في يوم من الأيام لكن الآن يرون في الإخوان حليفًا لا مفر منه ضد التيار المحافظ في مصر ممثلاً في أبو إسماعيل. وأضافت: «الإخوان الذين يقودون البرلمان كانوا قد وعدوا بعدم السعي للحصول على منصب الرئاسة خشية إثارة ردّ فعل من جانب المؤسسة العسكرية المصرية والغرب، غير أنَّ صعود نجم أبو إسماعيل زاد من فرص أن الفائز قد لا يكون شخصية أكثر ليبرالية أو علمانية، ولكن إسلاميًا يعارض براغماتية الإخوان التي تركِّز على علاقات مستقرة مع الولاياتالمتحدة و»إسرائيل» واقتصاد السوق الحرة» بحسب وصف الصحيفة. واعتبرت أنَّ أبو إسماعيل يشكل تحديًا لوضع الإخوان باعتبارهم الصوت الرئيسي للسياسات الإسلامية في مصر ويهدّد بتقويض حملتهم لتهدئة المخاوف الغربية من الإسلام السياسي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية اشترطوا عدم ذكر أسمائهم أنهم لم ينزعجوا من تراجع جماعة الإخوان عن وعدها بعدم تقديم مرشح للرئاسة بل إنهم شعروا بالتفاؤل. ولفتت الصحيفة إلى أنَّ مرشح الإخوان خيرت الشاطر التقى تقريبًا بكل المسؤولين الأمريكيين الكبار بوزارة الخارجية وأعضاء الكونغرس الذين زاروا مصر، وأنه على اتصال مستمر مع السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون، وأن المسؤولين الأمريكيين أشادوا باعتداله وذكائه وفعاليته، وفق «نيويورك تايمز». «الإخوان» متمسكون ب»الشاطر» في غضون ذلك، أكد رشاد البيومي نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن قرار ترشيح خيرت الشاطر النائب السابق لمرشد الإخوان، لرئاسة الجمهورية، قرار نهائي لا رجعة فيه، مستنكرا الهجوم الإعلامي الذي وصفه ب»عشوائي لا معنى له» على جماعة الإخوان. وقال البيومي في مداخلة ببرنامج «أهل البلد» على فضائية «مصر25» مساء أول أمس: «لم يقل الإخوان أي لون من ألوان المناورة السياسية فقرار ترشيح الشاطر قرار نهائي قرار نشأ من مجلس شورى الإخوان مجتمعا على هذا الأمر وقد نوقش هذا الأمر على مدار أسبوعين وانتهت الجماعة مع حزب الحرية والعدالة إلى هذا القرار». وأضاف «بالأمس القريب كنا نقول إنه ليس لنا مرشح لرئاسة الجمهورية حيث كان هناك محيط بالأمور، وتغيرت هذه الأمور كما أعلنا في البيان الصحفي الذي نشر والمؤتمر الصحفي الذي عقده المرشد العام محمد بديع ورئيس الحزب محمد مرسي»، مؤكداً أنه «ليست هناك مساومة ولا مناورة سياسية وإنما قرار نهائي لا رجعة فيه». وحول ردود الفعل على قرار ترشيح الشاطر، قال نائب المرشد العام: «نحن نتواصل مع كل الفرقاء وكل الذين يبغون الرفعة والسمو لمصر ونتحدث معهم بصراحة تامة بقلوب مفتوحة وعقول مفتوحة ونبين لفهم دوافع هذا القرار»، لافتاً إلى أن «هناك نوعية من الناس مهمتها معارضة أي قرار من الإخوان حتى لو اخترنا ما ينادون به سيعارضوننا».