قال محمد مرسي رئيس حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة " الإخوان المسلمين " في مصر إن قررا ترشيح خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة للانتخابات الرئاسية جاء بالنظر للمستجدات على الساحتين الداخلية والخارجية . واعتبر محمد مرسي مساء اليوم السبت في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه عن ترشيح خيرت الشاطر ٬ أن تقديم " الإخوان المسلمين " لمرشح عنهم لانتخابات الرئاسية بعد أن سبق وأكدوا عدم المنافسة على أسمى منصب في البلاد " ليس فيه تغيير للمبادئ "٬ مضيفا أن الجماعة كانت "جادة" في قرار عدم خوض الانتخابات الرئاسية " إلا أن المستجدات وما يحدث على الساحة الإقليمية والسياسية الداخلية والخارجية دفعتنا إلى تقديم المرشح الرئاسي". وتحدث محمد مرسي عن "معوقات تهدف إلى عرقلة التحول الديمقراطي وهو ما يناقض ما نطمحه" مضيفا أن حزب الحرية والعدالة اقتنع بأن " المسار الذي تسير عليه الأمور في مصر ليس في الاتجاه السليم ". ومن بين المبررات التي قدمها محمد مرسي لتغير موقف الجماعة بخصوص الاستحقاق الرئاسي كون البرلمان الذي يحظى فيه حزب الحرية والعدالة بأكبر هيئة برلمانية " لا يستطيع أن ينفذ ما يتطلع إليه إلا من خلال سلطة تنفيذية" مجددا التأكيد على مطلب "الإخوان المسلمين" بتشكيل حكومة جديدة وإسقاط حكومة كمال الجنزوري التي يتمسك بها المجلس العسكري الأعلى الحاكم. وقد عقدت قيادة جماعة " الإخوان المسلمين " وحزب الحرية والعدالة مساء اليوم مؤتمرا صحافيا أعلن خلاله عن قرار ترشيح خيرت الشاطر عضو مجلس إرشاد الجماعة ونائب مرشدها العام للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 23 و24 ماي المقبل. وقال محمود حسين الامين العام للجماعة في مستهل المؤتمر الصحافي إن الجماعة قررت ترشيح أحد أعضائها للانتخابات الرئاسية وذلك عقب اجتماع لمجلس شورى الجماعة والهيئة العليا ل"حزب الحرية والعدالة". واعتبر الامين العام للجماعة أن ترشيح خيرت الشاطر جاء من منطلق "حرص الإخوان واستشعارهم المسؤولية" وفي ظل المتغيرات التي تمر بها الثورة وبعد "دراسة كاملة للموقف السياسي"٬ موضحا أن الجماعة قامت بالتواصل مع أكثر من شخصية لتدعمها في الانتخابات الرئاسية ولكنها لم تتوصل إلى اتفاق مع أي منها وهذا ما دفعها إلى ترشيح خيرت الشاطر. وأعلن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع خلال المؤتمر الصحافي عن أن نائبه خيرت الشاطر قدم استقالته من مسؤولياته داخل جماعة " الإخوان المسلمين". ويأتي قرار جماعة " الإخوان المسلمين " بخوض السباق الرئاسي في مصر ليتوج أزمة سياسية في البلاد طبعها بالخصوص تصعيد بين الجماعة والمجلس العسكري الحاكم ترجمه تراشق بالبيانات في الأيام القليلة الماضية وكذا الخلاف حول استمرار حكومة كمال الجنزوري من عدمه. كما أن قرار خوض خيرت الشاطر للانتخابات الرئاسية يأتي في ظل التعثر الذي يطبع مسار البناء الدستوري في البلاد بعد الانسحابات المتتالية من اللجنة التأسيسية التي شكلها البرلمان الذي يهيمن عليه حزبا " الحرية والعدالة " والنور السلفي.