قال سياسي ليبي يطالب بقدر أكبر من الحكم الذاتي لشرق ليبيا إن حركته قد تلجأ إلى عرقلة تدفق إمدادات النفط إذا تقاعست الحكومة المركزية عن تلبية مطالبها لمنحها المزيد من المقاعد في الجمعية الوطنية. وأطلق زعماء مدنيون من شرق البلاد الذي يعرف باسم برقة، حملة لإنشاء اتحاد فيدرالي في ليبيا في وقت سابق من الشهر الحالي وهو ما يشكل تحديا للتماسك الهش في البلاد بعد الإطاحة بمعمر القذافي العام الماضي في ثورة دعمها حلف شمال الأطلسي. وأثار هذا الاقتراح غضبا في العاصمة طرابلس حيث يخشى الكثيرون من أنه قد يؤدي إلى تفكيك ليبيا فيما يكافح المجلس الوطني الانتقالي الحاكم لتأكيد سلطته على البلاد بالكامل في الفترة الانتقالية بعد الثورة. وزار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية وعاصمة الشرق الثلاثاء حيث اجتمع مع ممثل لمؤتمر شعب برقة القوة الدافعة وراء الحملة في محاولة لتهدئة النزاع. وقال أبو بكر بويرة وهو من مؤسسي المؤتمر في تصريح لوكالة «رويترز» إن الاجتماع اتسم بالعمومية ويمثل بداية حوار لكن لم يتقرر شيئا ملموسا. وعندما سئل بشأن ما الذي ستفعله جماعته إذا لم يتم تلبية مطالبها رد بويرة بقوله إنهم سيضطرون إلى وقف تدفق النفط. وأضاف يوجد عدد كاف من الفنيين المتخصصين في مجال النفط ممن يؤيدون الدعوات إلي قدر أكبر من الحكم الذاتي في الشرق يمكنهم وقف تدفق النفط وهو مصدر الدخل الرئيسي للحكومة. وأكد بويرة أنه يريد تمثيلا أكثر عدلا للمنطقة الشرقية التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة من إجمالي سكان ليبيا البالغ ستة ملايين والتي كانت مهد الثورة في فبراير 2011 ومقر المجلس الوطني الانتقالي حتى سقوط طرابلس في غشت. ويقول سكان شرق ليبيا إن القذافي همش المنطقة ويطالبون أيضا بنصيب أكبر من الثروة النفطية. ويضم شرق ليبيا 80 بالمائة من ثروة ليبيا النفطية وخصص له 60 من 200 مقعد في الجمعية الوطنية التي سينتخب ممثلوها في يونيو في أول انتخابات عامة منذ الإطاحة بالقذافي.