قدم مسؤولون ليبيون كبار ووزراء ودبلوماسيون وعسكريون استقالاتهم, او تخلوا عن نظام معمر القذافي, تعبيرا عن رفضهم ممارسات القمع الدامي ضد المتظاهرين. استقال وزير العدل مصطفى عبد الجليل الاثنين الماضي «احتجاجا على الاستخدام المفرط للقوة» ضد المتظاهرين, كما ذكرت صحيفة قورينا الليبية. اعلن وزير الداخلية اللواء الركن عبد الفتاح يونس العبيدي استقالته وانضمامه الى «ثورة 17 فبراير» في ليبيا. كما اعلن المندوب الدائم لليبيا لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني, استقالته للالتحاق ب»الثورة» والاحتجاج «على اعمال القمع والعنف». وكان يمثل ليبيا لدى الجامعة العربية منذ اكثر من عشر سنوات. وقد حض اعضاء في الفريق الدبلوماسي الليبي في الاممالمتحدة وعلى رأسهم مساعد السفير ابراهيم الدباشي, الجيش الليبي على الاطاحة بمعمر القذافي «الطاغية» الذي يتهمونه بارتكاب «ابادة» بحق شعبه. وقد حطت مقاتلتان ليبيتان الاثنين الماضي في مطار فاليتا (مالطا). واكد الطياران انهما فرا بعدما تلقيا امرا بقصف المتظاهرين في بنغازي. الثمثيليات الدبلوماسية : استقالات بالجملة - في الولاياتالمتحدة, اعلن السفير علي العجيلي انه يرفض خدمة «دكتاتورية» ودعا الى تنحي معمر القذافي. - في فرنسا, دعا السفيران في باريس ولدى اليونيسكو الى «وقف الرعب» لكنهما اعلنا انهما باقيين في منصبيهما ل»خدمة الشعب الحر في ليبيا». - في الهند, استقال السفير علي عيساوي بسبب العنف «الكثيف» و»غير المقبول» ضد المدنيين. - في دكا, تلقى سكرتير الدولة البنغلادشي للشؤون الخارجية مذكرة من السفارة الليبية تبلغه باستقالة السفير احمد الامام. - في استراليا, قطعت السفارة الليبية صلاتها بالنظام, كما ذكرت صحيفة الاوستراليان. - في ماليزيا, دانت السفارة «المجزرة» ضد المدنيين وسحبت تأييدها لرئيس الدولة. - في الصين, استقال دبلوماسي ودعا جميع اعضاء البعثة الدبلوماسية الليبية الى القيام بالخطوة نفسها, كما ذكرت قناة الجزيرة. - في المغرب, استقال دبلوماسي يعمل في الجهاز الاعلامي للسفارة الليبية احتجاجا على «الابادة اليومية» للشعب الليبي. رجّح أن يقدم القذافي على الانتحار وزير الداخلية الليبي اللواء عبد الفتاح يونس يعلن انضمامه لثورة الشعب أعلن وزير الداخلية الليبي اللواء عبد الفتاح يونس انضمامه لثورة الشعب، مؤكدا أنه يعتبر نفسه جندياً في خدمة ليبيا عبر قناة «العربية». وقال وزير الداخلية في اتصال هاتفي مع العربية إنه أصدر قراراً بمنع توجيه البندقية ضد الشعب الليبي، رافضا مسؤولية وزارته عما حدث من مجازر بحق الشعب الليبي في الأيام الأخيرة. وطالب الوزير عبد الفتاح يونس العقيد معمر القذافي باعتذارٍ لأسر الضحايا الذين سقطوا في الاحتجاجات التي بدأت منذ السابع عشر من فبراير، موضحا أن القذافي أصبح بوضع صعب للغاية. وقال يونس إن أحد أعوان القذافي أطلق عليه الرصاص, لكنه أخطأ وأصاب أحد أقارب الوزير المستقيل. مبينا أن القبائل الليبية تؤيد المحتجين وأن المتظاهرين سيطروا على مدينة بنغازي، وأن السلاح أصبح بمتناول الشعب. وقال يونس في حديثه ل»العربية» إن خطاب القذافي مخيب للآمال، ورجح ألا يغادر الزعيم الليبي البلاد وأنه قد يقدم على الانتحار، مضيفا أنه يعتبر نظام القذافي قد انتهى ويعيش آخر أيامه. كما قال الوزير الليبي إنه يعتبر نفسه جنديا في خدمة ليبيا ويعتبر الشباب الثائر أبطالا. ثروة القذافي مصدر خلافات بين أبنائه قالت صحيفة فايننشال تايمز الاربعاء الماضي, نقلا عن برقيات دبلوماسية اميركية سرية حصل عليها موقع ويكيليكس, ان الزعيم الليبي معمر القذافي اقام امبراطورية مالية ضخمة هي مصدر خلافات جدية بين ابنائه. وتحت عنوان «مجموعة القذافي» يؤكد دبلوماسيون اميركيون ان القذافي واسرته يملكون مساهمات هامة في قطاعات النفط والغاز والاتصالات والبنية التحتية للتنمية والفنادق والاعلام وتجارة التوزيع. وفي مذكرة مؤرخة في مايو 2006 يوضح دبلوماسيون اميركيون أن أبناء القذافي يحصلون على عوائد منتظمة من الشركة الوطنية للنفط التي تبلغ قيمة صادراتها السنوية عشرات مليارات الدولارات. واوضحت المصادر ذاتها ان سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي ينشط في صناعة النفط عبر فرع لمجموعته «وان ناين». واستثمر معمر القذافي بنفسه في 2009 ما قيمته 9,21 مليون دولار في مجمع فندقي في مدينة لاكويلا الايطالية التي شهدت زلزالا مدمرا في 2009. واشارت برقية دبلوماسية اخرى مؤرخة في مارس 2009 الى «صراعات داخلية» بين ابناء القذافي يمكن «ان توفر ما يكفي من الاثارة والصخب لانجاز مسلسل مليودرامي ليبي». وقال الدبلوماسيون الاميركيون ان التوتر زاد بين افراد العائلة? خصوصا مع التركيز على اظهار سيف الاسلام في مقدمة الساحة السياسية الليبية. شرق ليبيا لم يعد تحت سيطرة الحكومة الليبية أعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أمس الاربعاء في روما ان اقليم برقة, اي المناطق الشرقية من ليبيا والتي تضم خصوصا بنغازي والبيضاء ودرنة, لم يعد خاضعا لسيطرة حكومة معمر القذافي. وقال فراتيني خلال اجتماع نظمته جمعية سانت ايجيديو «لم يعد اقليم برقة خاضعا لسيطرة الحكومة الليبية وتشهد انحاء البلاد كافة مواجهات واعمال عنف». واضاف ان الحكومة الايطالية تطلب الوقف الفوري «لحمام الدم الفظيع» الذي «اعلنت عنه حكومة القذافي وتواصل تنفيذه». واعلنت ليبيا الثلاثاء الماضي عن حصيلة من 300 قتيل في اعمال العنف في البلاد التي تشهد انتفاضة غير مسبوقة منذ 15 فبراير توعد الزعيم الليبي معمر القذافي بسحقها, داعيا انصاره الى تعبئة صفوفهم «لتطهير ليبيا شبرا شبرا».