افتتح يوم الثلاثاء 20 مارس 2012 أشغال الدورة ال45 للاتحاد العام للجامعات العربية بمدينة فاس، تحت رعاية الملك محمد السادس، من أجل التباحث حول المبادرات التنموية التي ستتخذ على الصعيدين الإقليمي والدولي وكذا السبل الكفيلة بإعطاء نفس جديد لمشاريع التعاون الواعدة، و تلى عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رسالة ملكية أكد من خلالها على أن اختيار موضوع مستقبل الجامعات العربية في ظل التغيرات في العالم العربي يعبر عن تزايد الوعي بضرورة أن تنهض الجامعة العربية بأدوار محورية في سبيل تحقيق التنمية والمساهمة في تكوين وتأهيل الشباب العربي لرفع مختلف التحديات التي تواجه البلدان العربية، وأضاف الملك محمد السادس في رسالته ، أن تقدم الشعوب والأمم يقاس بمدى نجاعة أنظمتها في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وإشعاع جامعاتها ومؤسساتها ومراكزها العلمية. وشدد العاهل المغربي في رسالته السامية الموجهة إلى المشاركين في المؤتمر المقرر أن تختتم أشغاله أمس، على أن الجامعة العربية مدعوة إلى تكريس قيم ومبادئ الديمقراطية والحكامة الجيدة والمشاركة الإيجابية والعقلانية والفكر النقدي المتنور وحري التعبير والاجتهاد وتشجيع البحث والابتكار والتنافسية وترسيخ هذه القيم المثلى والانفتاح على محيطها الاقتصادي والاجتماعي. ودعا الملك محمد السادس إلى تضافر جهود الجامعات العربية ودعم تطوير أدائها وتعزيز استقلالها، والاستثمار الأمثل لإمكانياتها ووضع آليات للتنسيق والتكامل والتفاعل فيما بينها، وذلك من خلال الرفع من مستوى تبادل الأساتذة والطلبة، والخبرات والتجارب، وفتح آفاق أرحب للتعاون بين جميع مكواتها. من جهته أكد لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن الجامعة أصبحت مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالانخراط الفعلي في مسلسل الإصلاحات لتحقيق التنمية الشاملة. وقال الداودي، إن ذلك لن يتأتى إلا من خلال الاندماج والتكامل بين الجامعات العربية وإرساء معالم عقد اجتماعي جديد يضع ضمن أولوياته الاهتمام بمختلف شرائح المجتمع وبخاصة فئة الشباب وأصحاب الكفاءات. وأضاف الداودي، أن الغايات الكبرى لإصلاح التعليم العالي تتمثل في تخويل الجامعة الإمكانيات والصلاحيات التي تؤهلها لتكون قاطرة للتنمية، وتنفتح على محيطها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، إضافة إلى جعلها مرصدا للتقدم العلمي والتقني وفضاء لاستقطاب الطلبة والباحثين.