أكد مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أن نظام بشار الأسد اعتمد في بقائه على التخويف والقمع وأن الشعب السوري الأبيّ كسر حاجز الخوف وزلزل النظام في أهمّ أركانه، مشدداً على أن سوريا المستقبل هي دولة العدلُ والحريةُ والتعدّديةُ. وقال مجلس شورى الإخوان في البيان الختامي لدورته الطارئة المنعقدة من 8 إلى 10 مارس الجاري: «مضى عام على ثورة الشعب السوري المباركة، وحناجرُ أحرار سورية تهتفُ بسقوط الطاغية، وأرواحُ الشهداء تصعد إلى بارئها تشكو تجبّر الظالمين»، مشيداً بجهاد الشعب السوري البطولي وصموده الأسطوري أمام «آلة القمع الأسدية المتوحشة» من أجل حقه في الحرية والكرامة. وأضاف البيان، الذي نشره الموقع الرسمي للجماعة، «أننا نحن على يقين أن الدماء التي تسيلُ على أرض سورية الحبيبة، لن تضيعَ بإذن الله، وأبوابُ الحرية التي تدقّها أيدي شعبنا المضرجة بدمائها، ستُفتَح، فالفرج آتٍ والنصر قريبٌ بإذن الله». وأكد البيان على أن الثورة السورية «بدأت سلميةً وطنية، واستمرت كذلك، ولم يُتِحِ النظامُ الأسديّ فيها أيّ أفقٍ سياسيّ، يستجيبُ لمطالبكم العادلة، ظنّاً منه أن الوحشيةَ والجبروت، سيُنجيانه من مصيره المحتوم». وشدد على أن «جميعَ مكوّنات الشعب السوري، هم شركاءُ في الوطن، وأنهم متساوون في الحقوق والواجبات، وأن (سورية المستقبل) التي نعملُ على بنائها جميعاً، هي سوريةُ القانونُ والعدلُ والحريةُ والتعدّديةُ والمساواة، سوريةُ التي تتّسعُ لكل أبنائها، من عربٍ وكردٍ، مسلمين ومسيحيين، سنةٍ وعلويين، دروز وإسماعيليين.. وغيرهم». وتابع البيان: «أما من تلوثت أيديهم بدماء الشعب السوري، من أي طائفة أو عرق أو دين.. فإنّ القضاء العادل هو الذي سيحكم في أمرهم». وأكد البيان أن «الدفاع عن النفس حق مشروع، وأن الدفاع عن المظلومين واجب شرعي وقانوني»، قائلاً: «نحن إذ ندعمُ صمودَ شعبنا، وندعمُ جيشنا الوطنيّ الحر، ومن يتعاون معه في الدفاع عن المواطنين، بكل أنواع الدعم الماديّ والمعنويّ.. فإننا نمارس حقنا المشروع، ونقوم بواجبنا الشرعيّ». وأشار في هذا السياق إلى نوعية الجرائم التي يرتكبها النظام، وهي «جرائم القتل، بحق الأطفال والرجال والنساء والشيوخ.. وانتهاك الحرمات، وتعذيب المرضى في المستشفيات، والإجهاز عليهم، وقتل المشيّعين في الجنائز، وما يعانيه السجناء من إذلال وتعذيب وانتهاك لآدمية الإنسان». وعن الموقف الدولي، طالب مجلس شورى الإخوان، «المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، والقيام بواجبه، في ردع آلة القتل الأسدية، وحماية المواطنين من أبناء شعبنا، بكل وسائل الحماية اللازمة»، مرحباً في الوقت ذاته بكل «المبادرات السلمية، التي تؤدي إلى وقف القتل، وتمهّد لتنحّي بشار الأسد، ورحيل النظام». وقال مجلس شورى الإخوان موجهاً كلامه لروسيا والصين وإيران: «نقول لهذه الدول إنّ مصالحها الحقيقية هي مع الشعب السوري الباقي، وليست مع النظام السوري الزائل»، معبراً عن شكره الجزيل باسم الشعب السوري، لكل الدول والحكومات الداعمة لثورة الشعب السوري، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا.