التعليم في المغرب ضمن رتب جد متدنية بالمقارنة مع ثلاثة عشر دولة عربية رسمت دراسة دولية حديثة عن « المناخ المدرسي والمهارات المواطنة» صورة قاتمة عن التعليم في المغرب، وصنفت المغرب ضمن رتب جد متدنية بالمقارنة مع ثلاثة عشر دولة عربية، وكشف هذه الدراسة التي أعدها محمد فاعور، ونشرت ضمن أوراق معهد كارنيجي في فبراير، أن تلاميذ المغرب يعتبرون الأقل إحساسا بالأمن في العالم العربي بنسبة تتراوح بين 25 في المائة و 37 في المائة، في حين تصل هذه النسبة إلى 68 في المائة في الكويت و 52 في المائة في الأردن، وصنفت المغرب ضمن الرتب ألأخيرة إلى جانب الجزائر من حيث ضعف المؤهلات الجامعية (الشهادات) لأساتذة الرياضيات الذين يدرسون التلاميذ، بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 22 في المائة. وبخصوص نسبة التلاميذ الذين يدرسون في مؤسسات يتوفر مدرسوها على ما بين( 76 إلى في المائة100) من الأساتذة الذين لهم تأهيل مهني في تحسين مهارات التدريس، صنف المغرب كآخر دولة عربية بأقل من نسبة 7 في المائة بينما احتلت الإمارات الرتبة ألأولى بما يزيد عن 52 في المائة. وفي الشق المتعلق بظروف عمل الأساتذة، استمر المغرب في احتلال المراتب الأخيرة، إذ لم تتجاوز نسبة التلاميذ الذين يتوفر أساتذتهم على شروط عمل عالية أقل من 10 في المائة إلى جانب الجزائر والأردن. من جهة أخرى حملت الدراسة التي ركزت في عينتها على درس الرياضيات والعلوم ومحو الأمية، معطيات أخرى حول التعليم والتعليم وطرق التدريس ومدى اعتمادها على الحفظ والتلقين، حيث صنف المغرب في المرتبة الثامنة ضمن الدول العربية الأربعة عشر، التي يحفظ فيها التلاميذ نصف دروس الرياضيات إذ سجلت الدراسة نسبة التلاميذ الذين أفادوا أنههم يحفظون نصف أو أكثر من نصف دروس الرياضيات أو أكثر. وبخصوص ظاهرة غياب التلاميذ وحضورهم الجيد للدروس، كشفت الدراسة أن أقل من 30 في المائة من التلاميذ يعتبر حضورهم جيدا، في حين سجلت نسب مرتفعة نسبيا في كل من لبنان وعمان تجاوزت 50 في المائة. فيما سجل المغرب إلى جانب اليمن مرتبة جد متقدمة من حيث نسبة الاكتظاظ في القاعات الدراسية، أفادت الدراسة التي استندت على معطيات إحصائية تضمنتها ثلاث دراسات دولية على امتداد سنة 2007 و 2008 و 2009، أن تلاميذ المغرب يصنفون في المتربة ما قبل الأخيرة بعد الكويت بأقل من 32 في المائة فيما يخص الاستفادة من كتب المكتبة المدرسية والاطلاع عليها في بيوتهم، وصنف المغرب في المرتبة الأولى بنسبة تجاوزت 50 في المائة من عدد التلاميذ الذين لم يسحبوا قط كتابا من المكتبة للاطلاع عليه في بيوتهم. وخلصت الدراسة التي تناولت أربعة أبعاد في المناخ المدرسي والمهارات المواطنة: الأمن المدرسي، والعلاقات الشخصية، والتعليم والتعلم، والمناخ المؤسساتي، إلى أن هذه الوضعية التي كشفت عنها هذه ألأرقام لا تشجع الدول العربية لاسيما منها التي تعيش ديمقراطية ناشئة مثل تونس ومصر والمغرب في أن تقوم المدرسة بدورها في تنمية القيم والمهرات الديمقراطية، وفي إنجاح التحول الديمقراطي لاسيما وأن أكثر من 40 في المائة من الساكنة في هذه البلدان العربية لا يتجاوز السن فيها 18 سنة .