يرى العديد من المتتبعين والمهتمين للشأن التعليمي التربوي ببلادنا أن استعمال الوسائل السمعية البصرية في التدريس مايزال متأخرا وتقابله مجموعة من المعيقات، والمشاكل، بل إن عددا لا يستهان به من هؤلاء يؤكدون أن القائمين على القطاع السمعي البصري لم يستغلوا وسائل الإعلام، وخاصة القناتين الأولى والثانية، منذ سنوات في تطوير مهارات التدريس ل«أبنائنا، رجال الغد»، واعتبروا أن القناة الفضائية الرابعة لوحدها «من الصعب أن تلبي مطلب التعلم واستدراك الفهم، لكون مقارباتها الإعلامية شاملة للمجال التربوي وغير متخصصة في المجال المدرسي من جهة، ومن جهة أخرى فهي تحظى بنسب ضئيلة من المشاهدة». الفئات المستهدفة يوم 11 يناير 2010 انطلق بث سلسلة دروس متلفزة خاصة بتلاميذ نهاية المراحل التعليمية، ضمن برنامج «التلفزة المدرسية» على القناة الرابعة. وسبق لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، أن أكدت أن هذه الدروس التي تندرج في إطار التعاون المثمر بين الوزارة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تروم مساعدة التلاميذ على اكتساب المعارف الأساسية في المواد الدراسية المقررة في الامتحانات الإشهادية (السنة السادسة ابتدائي، السنة الثالثة ثانوي إعدادي، السنة الأولى والسنة الثانية باكالوريا بالنسبة لجميع الشعب. وأن هذه الدروس، التي ستبث يوميا من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى الثامنة والنصف مساء ويعاد بثها يومي السبت والأحد، تهدف أيضا إلى تكوين رصيد من الموارد البيداغوجية التي يمكن استغلالها في التعليم. وتشمل هذه الدروس المواد المقررة في الامتحانات النهائية للتعليم الثانوي التأهيلي ومواد اللغة الفرنسية والتربية الإسلامية واللغة العربية بالنسبة للسنة الأولى باكالوريا. كما تشمل المواد المقررة في الامتحانات النهائية لنهاية المرحلة الثانوية الإعدادية، إضافة إلى المواد المقررة في الامتحانات النهائية لنهاية المرحلة الابتدائية (اللغة العربية واللغة الفرنسية والتربية الاسلامية والرياضيات). الأهداف الأساسية للتلفزة المدرسية بحسب وثيقة صادرة عن قطاع التعليم المدرسي التابع لوزارة الترية الوطنية فالبرنامج يهدف إلى دعم مدرسة النجاح باعتبارها من أولويات الإصلاح التربوي والإسهام في تحقيق وتوسيع مبدأ تكافؤ الفرص باستعمال وسائل الإعلام السمعي البصري، مع ضمان الوصول إلى شرائح عريضة من التلاميذ والأسر في كل ربوع المملكة، بالإضافة إلى الرفع من جودة التعلمات باستعمال تكنولوجيا الإعلام والتواصل، ومن بينها التلفزيون الذي يعتبر من بين أنجع وسائل التعليم والتكوين عن بعد، ولقدرته على جذب اهتمام التلاميذ وإحداث متعة فكرية لديهم؛ بما يضمن وفاءهم للبرنامج، أيضا تهدف الوزارة من خلال برنامجها المذكور إلى إعطاء فرص جديدة لتعلم التلاميذ يمكن أن تساعد على محاربة بعض الممارسات المشينة كالدروس الخصوصية غير المرخص لها. مراحل البرنامج بحسب مصادر مسؤولة في وزارة التربية الوطنية فقد تم تحديد ثلاث مراحل لإنجاح برنامج التلفزة المدرسية، إذ انطلقت المرحلة الأولى في 11 يناير المنصرم ببث دروس متلفزة على القناة الفضائية الرابعة، وتهم جميع المواد المبرمجة في الامتحانات الإشهادية أي شهادة نهاية السلك الابتدائي(المستوى السادي ابتدائي)، وشهادة نهاية السلك الثانوي الإعدادي(الثالثة إعدادي) ثم شهادة الباكالوريا. فيما تستهدف المرحلة الثانية تهييء التلاميذ والتلميذات لاجتياز الامتحانات من خلال أنشطة تربوية منها دروس علمية حول منهجية الإعداد للامتحانات والتعامل معها ثم أنشطة تطبيقية. أما المرحلة الثالثة بحسب المصادر نفسها فستحدد خلالها عملية تعميم هذه الأنشطة والدروس على جميع المستويات في الأسلاك الثلاثة للتعليم المدرسي. وتعتبر الدروس التي قررت الوزارة بثها أخيرا عبر قناة الرابعة خطوة مهمة، لكنها متأخرة، خصوصا وأن التلفزة المغربية سبق أن قدمت دروسا متلفزة في الثمانيات وخلفت صدى طيبا إلا أنها لم تستمر. و من الواجب على من يهمهم الأمر أن يضعوا بعين الاعتبار تيسير عمل التلفزة المدرسية؛ لأنها باتت بمثابة مطلب أساسي لمساعدة الأسرة التعليمية، خصوصا هيئة التدريس في المؤسسات التعليمية، على توطين المعارف والمهارات في عقول التلاميذ، مع العلم أن الصغار باتت لهم علاقة جيدة وحميمية بالقنوات الفضائية وبالوسائل السمعية البصرية، بمعنى أنه يمكن للمتعلم أن يركز مع التلفاز أكثر مما يركز في الفصل،فقد نجد بعض التلاميذ يمنعهم الخجل من الإجابة والتجاوب مع التمارين لكن بمنزله قد يحدث العكس». الهدر المدرسي ودروس التلفاز يمثل الهدر المدرسي مشكلا أساسيا في قطاع التعليم المدرسي بالمغرب، حيث تمس المغادرة القسرية قرابة 400 ألف تلميذ وتلميذة سنويا لفصول الدراسة وهذا لن يزيد إلا في تأزيم الوضع، وتصدير هؤلاء الصغار نحو المجهول؛ كالإجرام والسرقة والاغتصاب والاعتداءات وبيع السجائر بالتقسيط والتشرد وغيرها من المواقف والمواقع التي يخجل المرء من ذكرها، ويمكن للدولة من خلال برامج التلفزة المدرسية القيام بأدوار تحسيسية أولا لحث هؤلاء على الاستمرار والرجوع إلى داخل أسوار المدرسة، وثانيا بتقديم دروس متلفزة لهذه الفئة من أجل تشجيعها على الاستمرار في التمدرس، ولم لا القيام باختبارات حقيقة لفائدتها لما يقدم في التلفاز، ومن ثم استعادة هؤلاء إلى حضن المؤسسة التعليمية، وبذلك يتم إنقاذه وإنقاذ المجتمع من مصيره المجهول، ويمكن للوزارة على تطوير عمل التلفزة المدرسية وتعمميها على قنوات فضائية وأرضية أخرى، مع العلم أن بعض المغاربة المعنيين بالهدر المدرسي لا يملكون صحونا هوائية أو أجهزة استقبال رقمية.