بعث الشيخ كمال خطيب – نائب رئيس الحركة الاسلامية – مساء الاربعاء برسالة الى ثمانين سفيرا وقنصلا معتمدا في البلاد . أطلعهم فيها على حقيقة اعتقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية وأخوانه من قبل قوات الامن الاسرائيلية , وشرح لهم آخر التطورات في القضية وطالبهم بإيصال الرسالة الى رؤساء دولهم . وأكد الشيخ كمال في رسالته للسفراء أنّ السلطات الاسرائيلية أقدمت على أعتقال الشيخ رائد صلاح تحت حجج واهية روجتها وسائل الاعلام الاسرائيلية , كما أكد الشيخ كمال خطيب براءة الحركة الاسلامية بقوله : " إن الحركة الإسلامية إذ تؤكد للمرة بعد الألف نظافة يدها وعدم تعاونها مع الأجسام المشبوهة وفق المعايير الاسرائيلية أي كانت تؤكد أمام سيادتكم مجموعة من الحقائق والتي بالقطع تعلمون بعضها." . هذا وقدم الشيخ كمال خطيب في رسالته شرحا مستفيضا عن وضع الاقلية العربية في البلاد ودور الحركة الاسلامية الاجتماعي والانساني وفعاليات جمعياتها في هذه الجوانب , كالاهتمام برياض الاطفال , الاهتمام بالعائلات الضعيفة المنكوبة , إنشاء العيادات الطبية ودعم الطلاب الجامعيين . ورأى الشيخ كمال أنّ هذه الاعمال تصب في مصلحة الجماهير العربية وأنّ الحركة الاسلامية تعتبر هذه الاعمال واجبا دينيا وأخلاقيا وإنسانيا وسياسيا يؤسس لمستقبل أكثر إشراقا لجماهيرنا العربية ، وهو ما لا تريده المؤسسة الإسرائيلية بحال من الأحوال . وتطرق الشيخ كمال أيضا في رسالته الى مشروع كفالة الايتام التي تقوم عليه الحركة الاسلامية انطلاقا من القناعات الايمانية والانسانية , وهو المشروع الذي اعتبرته وسائل الاعلام الاسرائيلية أحد أسباب الحملة الاخيرة على الحركة الاسلامية . واستغرب الشيخ كمال خطيب من موقف المؤسسة الاسرائيلية الأهوج والأعرج من العمل الانساني والاخلاقي هذا الذي نقوم به الجماهير العربية في البلاد الذين تربطهم مع أخوانهم في الضفة الغربية وقطاع غزة أواصر الدين والملة والجنس واللغة والدم والقرابة . وتحدث الشيخ كمال خطيب عن الشيخ رائد صلاح والذي يعتبر شخصية سياسية ودينية لها مكاناتها بين المسلمين , وشرح حيثيات اعتقال الشيخ رائد وما رافقه من غوغائية وشذوذ واستخفاف بكرامة الانسان وكيفية وتوقيت أعتقال الشيخ رائد صلاح . وأشار الشيخ كمال خطيب في رسالته أنّ أوامر الاعتقال بحق الشيخ رائد صلاح وأخوانه صدرت من مكتب رئيس الحكومة مباشرة الأمر الذي يشير أن هناك أهدافا سياسية تريد الحكومة تحقيقها وكسبها من وراء عملية الإعتقال على الصعيدين الدولي والإقليمي وهي رسالة تريد المؤسسة الحاكمة توجيهها إلى الأقلية العربية . . . رسالة تهديد ووعيد أن لا تفكر بمصلحتنا أبدا . هذا وطالب الشيخ كمال خطيب السفراء والقناصل بعد ان أطلعهم على حقيقة الأمور بإيصال الرسالة الى رؤساء دولهم لتبيان الامر على حقيقته وقال : " نتوجه إلى حضرتكم لإطلاعكم على حقيقة الإعتقالات الجائرة بحق أبناء الحركة الإسلامية وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة لتكونوا على علم ودراية بما تفعله هذه السلطات معنا كأقلية عربية في هذه البلاد لا تريد لها أن تتقدم قيد انملة وتريدها دائما أن تبقى تحت الهاجس الأمني والمعيشي... ونحن في الحركة الإسلامية نطمع من طرفكم أن تواصلوا هذه الرسالة إلى دولكم الكريمة لتبيان الأمر على حقيقته فنحن حركة إسلامية ذات أهداف إجتماعية وتربوية تطمع إلى إحداث تغيير طيب في جماهيرنا العربية وأن تنتقل من طور القلق المعيشي والأمني إلى طور الإبداع الخلاق وأن تعيش آمنة الجانب على أرضها ومن حقها أن تحافظ وتحفظ مقدساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك ودفاعنا عنه ورفع لواء الصلاة فيه حق خالص لنا أقرته شرائع السماء وعلم الآثار" . وتمنى الشيخ كمال على سفراء العالم ان تلقي هذه الرسالة الصدى الواسع من طرفهم وفي بلادهم . يذكر ان الشيخ كمال خطيب أبان خلال رسالته موقف الحركة الاسلامية من السلام وقال : " الحركة الاسلامية تؤكد على ايمانها بالسلام العالمي الشامل بين كل الامم والشعوب وبالسلام في منطقة الشرق الاوسط بما يضمن حق الجميع في العيش الآمن ، وان الطريق الى ذلك هو عبر الحوار وليس عبر المدفع والرصاصة " . وفيما يلي نص الرسالة التي تلقت "التجديد" نسخة منها: المبحث : الهجوم السلطوي على مؤسسات العمل الإسلامي في إسرائيل 1- تعلمون أن السلطات الإسرائيلية أقدمت على إعتقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية ليلة الثلاثاء الماضي 13/05/2003 وذلك تحت حجج واهية روجتها وسائل الإعلام زاعمة أن مؤسسات العمل الخيري الإسلامي تتلقى أموالا من جهات إرهابية وترسل هذه الأموال إلى جهات معادية في الضفة والقطاع ، وقد رافق الإعتقال للشيخ ورفاقه الاربعة عشر مرافقة تلفزيونية بثت عملية الاعتقال فيما بعد ، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول هذه العملية المتلفزة . 2- إن الحركة الإسلامية إذ تؤكد للمرة بعد الألف نظافة يدها وعدم تعاونها مع الأجسام المشبوهة وفق المعايير الاسرائيلية أي كانت تؤكد أمام سيادتكم مجموعة من الحقائق والتي بالقطع تعلمون بعضها . أ?- الحركة الإسلامية جزء حي من الجماهير العربية في البلاد تلكم الجماهير التي سعت إسرائيل لتهميشها ودفعها دائما إلى الزوايا وتحويل أبنائها وبناتها إلى حطابين وسقاة وعمال أجرة ، وعمالا في السوق السوداء وهو وضع شاذ لا يستقيم وتقدم الحياة والتطور المدني المرافق للتطورات الحياتية المختلفة . . . لا وفي ظل الإهمال السلطوي المتعمد لأوضاع الأقلية العربية برزت الجمعيات الأهلية والمدنية الساعية لسد هذا الفراغ وكانت الحركة الإسلامية السباقة في هذا المجال فغطت جوانب عديدة في حياة جماهيرنا العربية منها على سبيل المثال لا الحصر : الإهتمام برياض الأطفال ، الإهتمام بالعائلات الضعيفة المنكوبة ، الاهتمام بانشاء عيادات صحية ، دعم الطلاب الجامعيين . . . . وجميعها فعاليات إنسانية تصب في مصلحة الجماهير العربية عموماً وعلى ذلك فالحركة الإسلامية ترى هذا في العمل واجبا دينيا وأخلاقيا وإنسانيا وسياسيا يؤسس لمستقبل أكثر إشراقا لجماهيرنا العربية ، وهو ما لا تريده المؤسسة الإسرائيلية بحال من الأحوال . ب?- وانطلاقا من القناعات الإيمانية والإنسانية شرعت الحركة الإسلامية لمشروع كفالة الأيتام في الضفة الغربية وقطاع غزة بغض النظر عن والد اليتيم وكيف مات أو قتل وما هي الخلفية السياسية والدينية لهذا الوالد ، وهذا العمل ووجه بصعوبات جمة من قبل السلطات الإسرائيلية ووفقا لما ورد في الإعلام الإسرائيلي يعتبر أحد أسباب الحملة الأخيرة على مؤسسات العمل الخيري الإسلامي . ولنا ان نعجب من هذا المنطق الأهوج الأعوج ، ففي حين تقوم إسرائيل عبر مؤسسة التأمين الوطني بدعم ورعاية أطفال أبناء المستوطنين الملطخة أياديهم بدماء الفلسطينين ولا ينكر عليها أحد ذلك ، وهو واجب إنساني أخلاقي من الدرجة الأولى ، تقوم الحكومة الإسرائيلية بتحريم ذلك على الجماهير العربية التي تربطها مع إخوانها في الضفة الغربية والقطاع أواصر الدين والملة والجنس واللغة والدم والقرابة . ت?- صدرت أوامر الإعتقال بحق الشيخ رائد صلاح وإخوانه مباشرة من مكتب رئيس الحكومة ، وهذا معناه أن هناك أهدافا سياسية تريد الحكومة تحقيقها وكسبها من وراء عملية الإعتقال على الصعيدين الدولي والإقليمي وهي رسالة تريد المؤسسة الحاكمة توجيهها إلى الأقلية العربية . . . رسالة تهديد ووعيد أن لا تفكر بمصلحتنا أبدا . 3- لقد رافق إعتقال الشيخ رائد صلاح وهو شخصية سياسية ودينية لها مكانتها بين المسلمين غوغائية وشذوذ دلت على مدى الإستخفاف وامتهان كرامة الإنسان العربي في هذه البلاد فقد قامت قوات الأمن الإسرائيلية بإعتقال الشيخ رائد صلاح وهو يرقد إلى جانب والده الذي كان يعاني من سكرات الموت بسبب مرض السرطان ، واقتادوه في ملابس النوم بعد أن جروه من جانب والده الراقد في مستشفى الخضيرة إلى مكتبه في مدينة أم الفحم . . . ، نحن على يقين أن إسرائيل ما كانت لتسمح لنفسها أن تفعل ذلك مع راهب مسيحي ولا مع كاهن يهودي .هذا ويتزامن اعتقال الشيخ مع ذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما يقارب الكريسمس عند النصارى والكيبور عند اليهود فهل كانت إسرائيل ستعتقل راهبا في ليلة عيده أوكاهنا يهوديا في ليلة الكيبور ؟!! ولكنها فعلت ذلك مع الشيخ رائد صلاح تحديدا لأسباب كثيرة تداخلت فيها الأبعاد النفسية للمؤسسة الإسرائيلية وأرسال الرسائل إلى الأقلية العربية . . . سيادة السفير المحترم : نتوجه إلى حضرتكم لإطلاعكم على حقيقة الإعتقالات الجائرة بحق أبناء الحركة الإسلامية وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة لتكونوا على علم ودراية بما تفعله هذه السلطات معنا كأقلية عربية في هذه البلاد لا تريد لها أن تتقدم قيد انملة وتريدها دائما أن تبقى تحت الهاجس الأمني والمعيشي... ونحن في الحركة الإسلامية نطمع من طرفكم أن تواصلوا هذه الرسالة إلى دولكم الكريمة لتبيان الأمر على حقيقته فنحن حركة إسلامية ذات أهداف إجتماعية وتربوية تطمع إلى إحداث تغيير طيب في جماهيرنا العربية وأن تنتقل من طور القلق المعيشي والأمني إلى طور الإبداع الخلاق وأن تعيش آمنة الجانب على أرضها ومن حقها أن تحافظ وتحفظ مقدساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك ودفاعنا عنه ورفع لواء الصلاة فيه حق خالص لنا أقرته شرائع السماء وعلم الآثار. الحركة الاسلامية تؤكد على ايمانها بالسلام العالمي الشامل بين كل الامم والشعوب وبالسلام في منطقة الشرق الاوسط بما يضمن حق الجميع في العيش الآمن ، وان الطريق الى ذلك هو عبر الحوار وليس عبر المدفع والرصاصة . وختاما : 1. ونحن نضع بين ايديكم هذه الرسالة ، فان اسرائيل لا تزال تعتقل الشيخ رائد صلاح واخوانه ورئيس بلدية ام الفحم الذي استدعته للتحقيق الاثنين الماضي لتعتقله فور وصوله لمدة ثمانية ايام وترفض الاستئناف ضاربة بعرض الحائط كل الموازين السياسية ومنها انه رئيس بلدية تعداد سكانها 41 الف نسمة فيها اكثر من 600 موظف وعامل . 2. ان هذا الجور اللاحق بنا وهذه التنفيسات التي بثثناها امامكم هي نبرات وحسرات نرفعها امامكم آملين ان تلقى الصدى الواسع من طرفكم وفي بلادكم. مع الاحترام نائب رئيس الحركة الاسلامية الشيخ كمال خطيب الاربعاء 21/5/2003