لاحظ مشاركون في المعرض السنوي للصيدلة ب»أوفيسين 2012» المنعقد بمراكش يومي 2 و3 مارس الجاري، وجود فرق شاسع في الولوج إلى الدواء بين المناطق الحضرية والقروية النائية بالرغم من الوجود الهائل للصيدليات (حوالي 12 ألف صيدلية)، مطالبين بضرورة حل هذه المشكلة وتمكين جميع المواطنين من ظروف مناسبة للاستشفاء. وشدد هؤلاء في ندوات نظمت في إطار هذا المعرض في نسخته التاسعة على عدم تسليم أدوية تعتبر بمثابة منشطات يستعملها بعض الرياضيين إلا بوصفات من قبل طبيب مختص، مؤكدين على ضرورة الاعتناء بالتكوين المستمر للعاملين في قطاع الصيدلة وتأمين تغطيتهم الصحية. من جهته، وعد الحسين الوردي وزير الصحة في مداخلة ألقاها في اختتام المعرض السبت، بالعمل بشراكة مع جميع الفاعلين من أجل وضع سياسة دوائية لحل المشاكل التي يعاني منها قطاع الصيدلة. وأضاف أن الوزارة ستعمل على توفير الأدوية والمستلزمات الطبية٬ بدون انقطاع وبجودة عالية لكل المواطنين مع الحفاظ على قدرتهم الشرائية. وشدد الوزير على ضرورة تحسين وضعية 40 ألف عامل في قطاع الصيدلة سواء من حيث وضعيتهم المهنية أو من ناحية التغطية الصحية. ولاحظ الوزير أن نصف الصيادلة بعانون من ضعف رقم المعاملات السنوي وأن الكل معني من أجل العمل على تخطي هذا المشكل التي بات يؤرق الصيادلة في المغرب. وشدد يونس بلعياشي، مدير المعرض على ضرورة تأهيل الصيدليات سواء من حيث تكوين العاملين أو توفير مطويات من أجل الرفع من مستوى وعي الساكنة، وتقديم المعلومات الصحيحة للمرضى، وهو ما سيوفر للدولة الجهد والمال والوقت. وأضاف في تصريح ل»التجديد» أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بتظافر جهود كل من الوزارة والصيادلة وجمعيات المجتمع المدني والساكنة. وأشار من جهة ثانية أن دورة المعرض لهذه السنة تميزت على الخصوص بعرض أدوية مستخرجة من النباتات أو من الزيوت الأساسية، والتي تعتبر تراثا مغربيا خالصا، موضحا أن الأمر يتعلق بعلم مستقل بذاته يمكن أن تساهم في تطوير ميدان الصيدلة في المغرب. وبخصوص الأدوية الجنيسة، أوضح مسؤول نقابي فضل عدم الكشف عن إسمه أن النقاش حول هذه الأدوية مازال مطروحا، لكنه لاحظ تقدما في وصفها من قبل الأطباء كما أن شركات الأدوية المتخصصة هدفت إلى الرفع من المنتجات الجنيسة الخاصة بالأمراض الأكثر انتشارا بين سكان المغرب. يشار أن هذا المعرض المقام على مساحة تبلغ 3500 متر مربع شارك فيه أكثر من 3000 من الصيادلة والخبراء والأطباء وممثلي الشركات المختصة في صناعة الأدوية المغاربة، كم ضم وفودا من الجزائر وتونس وعدد من الدول الافريقية إضافة إلى بلجيكا وكندا فرنسا واسبانيا والبرتغال وأمريكا.