أكدت صحيفة بريطانية أن مدينة حمص المهجورة تحولت إلى أطلال بعد قصف الجيش السوري لمعظم مناطقها، مما يدل على القوة التدميرية التي يستخدمها نظام الرئيس بشار الأسد ضد شعبه، فيما واصلت قوات نظام بشار الأسد حصدها لأرواح العشرات من السوريين الذين يسقطون قتلى بالرصاص والقصف بالراجمات والمدفعية، بالتوازي مع المزيد من الانشقاقات في صفوف الجنود الذين يرفضون زجهم في حرب قذرة ضد أبناء شعبهم. في وقت دعت تركيا «المجلس الوطني السوري» لأن يكون شاملاً وبعيداً عن التمييز الديني. وأفادت «ديلي تلجراف» بأن «عاصمة الثورة» أصبحت مدينة أشباح، وأنه لم يبق في حي بابا عمرو عند دخول الجيش النظامي له بعد قصف ليلي كثيف، سوى بضعة آلاف بعد أن كان يزيد عدد سكانه على عشرات الآلاف قبل القصف الذي دام 26 يوما. ونقلت الصحيفة البريطانية عن ناشط سوري أطلق على نفسه اسم محمد الحمصي قوله: إن آخر جندي في الجيش الحر غادر الحي عند الساعة الحادية عشرة ليلا يوم الأربعاء (الماضي). وقال: «كنا ننتظر دخول الجيش طيلة الليل، ولكن المفاجأة أن الجيش كان مترددا في الدخول إلى الحي»، مشيرا إلى أن الجنود انتظروا حتى انقشاع الظلام. وأضاف: «إن الجنود بدؤوا عند دخولهم الحي يمشطون المنازل واحدا تلو الآخر، ويكسرون الأبواب ويخربون الممتلكات، وينهبون كل ثمين، ويعتقلون كل من يزيد عمره على 14 عاما». قتلى وانشقاقات وعلى الأرض، أفاد ناشطون بأن دبابات الجيش النظامي السوري اقتحمت أريحا بمحافظة إدلب إثر قصف عنيف، في وقت انشقت فيه مجموعة من الجيش بعد مقتل 47 جنديا حاولوا الانشقاق أول أمس. وقد امتدت الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي لتصل إلى دير الزور وأحياء في محافظة حماة وريفها، وخربة غزالة في محافظة درعا, كما انسحبت قوات الجيش النظامي من مدينة الحراك في درعا. يأتي ذلك في وقت شهدت فيه عدة مناطق سورية أول أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي أسفرت عن مقتل مائة من الجيش النظامي في منطقة منين بريف دمشق وسبعة في جبل الزاوية بإدلب حسب الجيش الحر. وأعلَن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أن قواته تمكنت من قتل أكثر من 100 جندي بالجيش النظامي التابع للرئيس بشار الأسد بريف دمشق. وأشار الأسعد إلى أن قواته استولت على مستودعات للأسلحة خاصة بالجيش النظامي، حسبما أفادت قناة «الجزيرة» الفضائيّة مساء أول أمس، ولم تشر إلى المزيد من التفاصيل. وكان الجيش السوري الحر قد اقتحم، أول أمس، قريتي «البدامة» و»عين البيضا» على الحدود التركيّة واعتقل العشرات. وبلغ عدد القتلى أول أمس 88 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن في مناطق مختلفة من سوريا. في هذه الأثناء أظهرت صور بثها ناشطون سوريون على الإنترنت انشقاق قائد سريّة الهاون في الفرقة الرابعة عشرة الرائد المظلي أنس عبد الرحمن علو مع مجموعة أخرى من صف الضباط. وقال الرائد علو إنه انشق عن الجيش النظامي بسبب ما وصفه بزج القوات الخاصة في مواجهة الشعب السوري الأعزل، معلنا انضمامه إلى الجيش السوري الحر. وفي هذا السياق قالت سارة واتسون، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن المنظمة وثقت عددا من حالات الإعدام في صفوف المنشقين عن الجيش النظامي والمدنيين. وأضافت واتسون أن هذه الأعمال تعتبر جرائم ضد الإنسانية وسيحاسب عليها نظام الأسد. من جهته، قال السفير الفرنسي لدى سوريا إريك شوفالييه إن الطائرة التي تنقل جثماني الصحفيَيْن الغربيين اللذين قتلا في حمص الشهر الماضي غادرت العاصمة السورية مساء السبت في طريقها إلى باريس. وكان السفير الفرنسي ودبلوماسي بولندي في العاصمة السورية دمشق قد تسلما في وقت سابق جثتي الصحفية الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، اللذين قتلا إثر قصف على حي بابا عمرو في حمص في الثاني والعشرين من فبراير. تركيا والمعارضة سياسيا، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو خلال اجتماع مع أعضاء “المجلس الوطني السوري” المعارض، أول أمس، إلى أن يكون المجلس شاملاً وبعيداً عن التمييز، وأفادت قناة “تي.آر.تي” التركية أن لقاء الوزير مع المجلس برئاسة برهان غليون في اسطنبول استغرق 4 ساعات، وتوجّه لهم بالقول: “كونوا شاملين، ولا تمارسوا التمييز الديني والعرقي، إن بابنا سيبقى مفتوحاً للشعب السوري”. وذكرت أنه شرح بالتفصيل وجهة نظر تركيا إزاء الشأن السوري، وتناول “مبادرات تركيا الدولية ضد انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس في سوريا”. وقال إن “سوريا مهمة جداً بالنسبة لتركيا”. وأضاف أن دعم تركيا سيستمر للسوريين اللاجئين إلى هاتاي. وتضمن اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن اجتماع “أصدقاء سوريا” في اسطنبول، وأكد المجلس الوطني ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية. وأكد دبلوماسي أن المجلس لم يطلب فتح مكتب عسكري في تركيا، وقال “تم بحث مسائل أمنية”.