لا تختلف وصفات الشعوة والذجل كثيرا بين الشعوب في مواجهة «العين الشريرة»، و يلوذ المغاربة إلى عدد من الوسائل من أجل صد العين ووضع حد لتأثيرها السلبي، ومن أشهر هذه الوسائل «الخميسة» ومجسم العين التي تضعها النساء كما الرجال كحلية، أو كأدات تزيين في السيارات وعلى عتبات البيوت وجدران المكاتب وغير ذلك. وقد يصل الخوف من الحسد بالبعض حد رفع الكف في وجه المتحدث لدرء عينيه الحاسدة، وإلى جانب الوسائل المادية يلجأ البعض إلى «متخصصين» في إبطال أذى العين. الخميسة تسمى في المغرب الشعبي ب»الخميسة» وهي تميمة «يد فاطمة» من أشهر التمائم والتعاويذ المشهورة في المجتمعات الإسلامية وهي عبارة عن كف متلاصقة الأصابع، تصنع من الذهب أو الفضة أو النحاس أو الحديد أو غيرها من المواد المعدنية وتعلق على مكان بارز من الجسم (العنق في الغالب)، حتى تكون في مرمى بصر الآخرين، وتبطل مفعول كل عين شريرة. ويقول Trumbull في كتابه (The threshold covenant) إن اليهود يسمون هذه التميمة أحياناً «كف موسى» أما مسيحيي سورية فيسمونها «كف مريم» إشارة إلى مريم العذراء أم النبي عيسى عليه السلام أما Drazin فيذكر في كتابه (Maimonides and the Biblical Prophets) أن اليهود استعاروا من المسلمين تميمة «يد فاطمة» إلا أنهم استبدلوا الاسم باسم آخر يحمل طابع ديانتهم وهو «يد ميريام» التي ورد ذكرها في التوراة وهي أخت النبيين موسى وهارون عليهما السلام. ويعتقد الناس أن هذه التميمة بها قوى سحرية تحصن حاملها من المخاطر وتقيه من العين الحاسدة أو تدرأ عن سيارته الحوادث. طقوس درء العين عن المولود يكون الرضيع أكثر عرضة للإصابة بأذى العين الشريرة، لذلك تلجأ الأمهات إلى عدد من الطقوس حماية لأبنائهم تقول السيدة زهرة وهي في العقد السادس من عمرها إنها تحرص عقب ولادة أبنائها او بعد ولادة احفادها بعد ذلكم على ان ترش الملح على فراش الرضيع وامه تجنبا للعين، وتضيف « أيضا نضع المصحف الشريف بجانب رأس الرضيع ليقيه من أي عين تنظر إليه نظرة سيئة، كما أنني أمنع دخول بعض السيدات المعروفات في الحي بوضعهن تمائم و»حجابات» إلى غرفة الرضيع لأن هذه الأخيرة مضرة به وتسبب الأذى». «الشبة والحرمل» من أكثر الوسائل استعمالا لدرء العين سواء على المولود وحتى الكبار إذ يتم إطلاق هذه البخور خلال الأسابيع الأولى للمولود في كل غرف المنزل حماية له من اي سوء، ومن العادات المعروفة أيضا تزيين يد الرضيع بتميمة مصنوعة من العقيق الأسود، كما تلجأ النساء إلى «لفقها» من أجل كتابة «حجاب» يوضع بمعصم المولود مع عقيقة حمراء. وسائل متعددة للصد لأن عين الحسود لا تصيب البشر فقط بل قد يصل أذاها إلى الأشياء والممتلكات، فإن عددا من السائقين يحرصون على تزيين سياراتهم أو شاحناتهم برسم كف وسطها عين، ويكتب إلى جانبها عبارة «عين الحسود فيها عود» على الشاحنات، ويعلق « قرص مدمج» كتعويذة في السيارات، وتلصق « صفيحة» الحصان على الجدران و أبواب المنازل وقد يرسم في باب المنزل علامة باللون الأسود وعند بناء بيت جديد يضع البعض على السطح قدرا مكسرا أو عجلة سيارة اعتقادا انها تصد كل عين شريرة مؤذية، كما يلجأ البعض لحيوانات يقال إنها تبطل مفعول «العين الشريرة»، كالسلحفاة البرية التي تترك في البيت لطرد الأعين، أو العقرب، هذا ويحمل بعض الرجال رصاصة نحاسية فيها «الشبة» و»الحرمل» أو فارغة لدرء العين.