أوضح وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني أن القضية السورية، تعد مسألة جوهرية وإنسانية بالنسبة للمغرب اعتبارا للمأساة الحقيقية التي يعانيها الشعب السوري. وأشار العثماني أن المغرب، باعتباره العضو العربي الوحيد بالمجلس، قام بشجاعة بتقديم قرار إلى مجلس الأمن يهدف إلى دعم المبادرة العربية الرامية إلى إيجاد حل للقضية السورية مبرزا أنه على الرغم من كل الجهود التي قام بها الدبلوماسيون المغاربة وإدخال جميع التعديلات التي طلبها بعض أعضاء المجلس فقد تم رفض القرار باستخدام حق النقض. وأضاف الوزير ردا على سؤال شفوي بمجلس النواب أول أمس الاثنين حول موضوع «دعم الشعب السوري»، أنه بعدما فشل مجلس الأمن في التصويت على قرار لحل الأزمة في سوريا، شارك المغرب في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، وهو الاجتماع الذي توج بتوصية تدعو مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للمراقبة والتحقق من تنفيذ وقف إطلاق النار في هذا البلد، بالإضافة إلى وقف كل أشكال التعاون الدبلوماسي مع ممثلي النظام السوري في الدول والهيئات والمؤتمرات الدولية. وشدد الوزير على تأكيد وتشبث المغرب بالثوابت المتعلقة بالحفاظ على وحدة سوريا ورفض أي تدخل عسكري والعمل على وقف نزيف الدم السوري، وكذا العمل في إطار المبادرة العربية. وفي سياق مرتبط بالقضية السورية دائما، قال رضوان زياده مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، والمسؤول المكلف بالعلاقات الخارجية داخل المجلس الوطني السوري المعارض، الذي يقوم بزيارة حاليا للمغرب، أن المملكة، حكومة وشعبا وقفوا مع الشعب السوري في محنته، مؤكدا أن الكلمة المغربية في مجلس الأمن عبرت عما «بداخلنا كسوريين وهذه ليست المرة الأولى التي يقف المغرب مع سوريا». وأوضح زيادة في ندوة نظمها المركز المغربي لحقوق الإنسان، أول أمس الإثنين بالرباط، أن ميزت النظام السوري في حربه على الشعب السوري تتمثل في تعذيب الأطفال بتأكيده أن حوالي 320 طفل سقطوا أمواتا تحت التعذيب معطيا مثالا على ذلك بأحد الأطفال الذي قال إنه تعرض ل11 رصاصة في جسده، إضافة إلى إطلاق النار على المشيعين في الجنائز. وأوضح زيادة أن الجيش السوري لم يعد يمثل الشعب السوري، معتبرا أن النشيد الوطني الذي يستهل بحماة الديار في إشارة إلى الجيش تحولوا إلى غزاة الديار. هذا وافتتح اللقاء بكلمة ترحيبية لخالد الشرقاوي السموني رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان أعلن تضامن مركزه مع الشعب السوري مضيفا بخصوص موقف الأممالمتحدة والجامعة العربية، بالقول «كنا ننتظر من الأممالمتحدة أن تصدر قرارا منصفا في حق الشعب السوري»، لكنه كان مخيب للآمال كما أن قرار الجامعة العربية حسب السموني كان غير جرئ وملتبس وفيه اعتبارات سياسية. وأوضح الشرقاوي «أن دورنا كمغاربة أن نتحرك من أجل الضغط على المنظمات الحقوقية العربية والدولية من أجل وقف التقتيل». وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا في ختام اجتماعهم بالقاهرة أمس الأحد إنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب ودعوة مجلس الأمن لإصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار. كما تعهد قرار وزراء خارجية الجامعة العربية لأول مرة بمساعدة المعارضة التي تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. ودعا القرار إلى «فتح قنوات اتصال مع المعارضة السوريا وتقديم كافة أشكال الدعم لها»، وذلك في بيان وصف بأنه بيان استثنائي من الجامعة التي عرفت بتجنب الشؤون الداخلية لأعضائها.