حل رئيس الجمهورية التونسية الدكتور محمد منصف المرزوقي، بعد ظهر يوم الأربعاء 9 فبراير 2012 بالرباط، في زيارة أخوة وعمل للمغرب. واستقبله الملك محمد السادس مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد بمطار الرباطسلا. واعتبر الرئيس التونسي أن وصول الإسلاميين للسلطة بالديمقراطية يعد مكسبا وانتصارا للديمقراطية نفسها، ودليل على نجاج الديمقراطية التي استقطبتهم مؤكدا خلال استضافته بالقناة الثانية في برنامج خاص بمناسبة زيارته للمغرب أنهم في تونس ليس لهم أدنى خوف من الإسلاميين الديمقراطيين، لأنهم جزء من اللعبة الديمقراطية وسيحترمونها وهذه قناعتي يضيف المرزوقي. وعن سؤال حول تخوف بعض الجهات وبالخصوص الغربية منها من تصدر الإسلاميين للمشهد السياسي، في عدد من الدول العربية ومن ضمنها المغرب، قال المرزوقي إن على هذه الدول الغربية أن تثيرها الديكتاتوريات السابقة التي كانت جاثمة على قلوب الأمة، موضحا في مقابلة مع مبعوث القناة الثانية "دوزيم" إلى تونس أمس أنه يجب أن نفصل بين نوعين في الظاهرة الاسلامية، الأولى حسبه والتي اكتسبتها الديمقراطية والثاني تمثله النزعة السلفية، وهي نوعين حسب المرزوقي الذي قال إن الخطر على الديمقراطية يأتي مما اعتبرها السلفية الجهادية والإرهابية والعسكرية، والتي يجب أن نتعامل معها وفق الأليات الديمقراطية كما تتعامل بعض الدول الغربية مع اليمين المتطرف بدون تعديب وفي إطار القانون، أما الثانية والتي ستمارس عملها بسلمية فهذا حقها.وقال المرزوقي إنه سيعمل على جعل سنة 2012 سنة للوحدة المغاربية، معتبرا أن إستمرار إغلاق الحدود والتقوقع الحدودي والفكر الوطني الشوفيني هو عمل انتحاري، مؤكدا أن التغيرات الجذرية التي حصلت جعلتنا نعيش منعرجا تاريخيا ويجب فتح هذا الفضاء المغاربي لأننا اختنقنا وسط هذه الحدود المصطنعة. وأكد المرزوقي، أن لا حل بالنسبة لدول المغرب العربي إلا في الإتحاد بالقول "رهاننا ومستقبلنا كدول خمسة هو الإتحاد لأن الغرب لن يدوم ومساعداته لن تدوم"، وبالتالي لا يمكن أن نعول على الغرب، مؤكدا أن فتح هذه السوق المشتركة سيرفع نسبة النمو ب 2%، واصفا المغرب العربي باليد التي لا يمكنها أن تتحرك بدون اصابعها الخمسة وكل أصبع بحاجة إلى الأخر.وبخصوص قضية الصحراء المغربية قال المرزوقي إنه "يمكن أن نتغلب عليها ولا يمكن أن تشكل عقبة أمام الوحدة المغاربية، موضحا أنه لا يمكن أن نجعل منها شرطا للتوحد، وبجانب استعادة الشعوب للثقة في نفسها فالأكيد يضيف المرزوقي "أننا سنجعل من سنة 2012 سنة للإتحاد المغاربي". وبخصوص زيارته للمغرب قال المرزوقي إنها أول زيارة رسمية موضحا أنه زار المغرب مئات المرات وكانت أولها عندما كان عمره 15 سنة، عندما كان أبوه لاجئا سياسيا وعلاقتي بالمغرب حميمية وهذا وطني الثاني، وأعرف المغرب كما أعرف تونس وأعرف الطبقة السياسية التي من جيلي. وفي الشق المتعلق بالاصلاحات التي تجرى في المغرب قال المرزوقي إنها "تدل على أن المغرب يسير الطريق التاريخي الصحيح لأن التاريخ يطالب بإصلاحات جوهرية وحتى لا يقع ما نراه في اليمن وسوريا وغيرها". وأشار المرزوقي أن الأصل هو التماشي مع رغبات الشعوب ووضع أسس الحكم الرشيد لأن خيار الثورة لن يستثني من لم يتجاوب وهو ما سجلناه في تونس وانهار النظام، وهناك أنظمة لم تتجاوب وتقاتل لكنها ستنهار مثلما هو الحال في سوريا وهناك أنظمة تلقت الرسالة وبدأت الإصلاحات مثل المغرب مسترسل قائلا "أنا سعيد أن يكون المغرب في مقدمتها التي ستوفر على المغاربة كل المآسي التي نعرفها الأن والتي الأكيد أنه لن يدفع ثمنا لها في ظل هذه الإصلاحات".