قال الرئيس التونسي، إن زيارة الأخوة والعمل التي بدأها أمس الأربعاء للمغرب تكتسي «أهمية قصوى، سواء على المستوى الشخصي أو من الناحية السياسية» مشيرا إلى أن محادثاته مع الملك محمد السادس ستتناول على الخصوص الوسائل الكفيلة بتفعيل المشروع المغاربي وتطوير علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين المغرب وتونس. وأضاف الرئيس المرزوقي، في حديث كان قد خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بقصر قرطاج بالعاصمة التونسية، قبل يوم واحد من زيارته للمملكة «إن المغرب يعتبر بالنسبة لي بلدي الثاني، حيث تربطني به علاقة حميمية.. فهو البلد الذي عشت ودرست فيه لسنوات، وحصلت فيه على شهادة الباكلوريا.. كما أن والدي عاش وعمل في المغرب 33 سنة ودفن فيه، ونصف عائلتي مغربية، أي أن ثلاثة من إخواني من والدي هم مغاربة، يعيشون في المغرب، وبالتالي فهذه الزيارة هي زيارة حميمية جدا». وعلى المستوى السياسي -قال الرئيس التونسي- إن الزيارة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لتونس «لأننا نعمل لكي تكون هذه هي سنة إعادة اللحمة بين تونس وبين أشقائنا في الجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا، من أجل إعادة إحياء هذا الحلم الجبار المتمثل في الاتحاد المغاربي، الذي توقف منذ سنوات»، مضيفا أنه بعد أن ساعد الربيع العربي على إعطاء «نفس جديد من الحياة لهذا المشروع، نحن نأمل أن تكون فعلا هذه السنة، سنة الاتحاد المغاربي». وعلى صعيد العلاقات الثنائية ? قال الرئيس المنصف المرزوقي إن زيارته للمغرب ومحادثاته مع جلالة الملك ومع كبار المسؤولين المغاربية ستشكل مناسبة سانحة لبحث الوسائل الكفيلة بتطوير وتعميق التعاون بين البلدين و»إيجاد الحلول لبعض المشاكل العالقة ? خاصة ما يتعلق بتفعيل العديد من الاتفاقيات التي لم يقع تنفيذها في العهد السابق». وأشار إلى أن المحادثات المغربية التونسية ستتناول أيضا وضعية ومشاكل أفراد الجاليتين المغربية بتونس والتونسية بالمغرب والعمل على «تسهيل حياة المغاربة المقيمين في تونس والتونسيين المقيمين في المغرب» مذكرا بأنه قبل بدء هذه الزيارة «أعطى كل التعليمات من أجل تسوية وضعية أكبر عدد ممكن من الإخوة المغاربة في تونس». وأعرب الرئيس التونسي عن أمله في أن يتحقق، في إطار إحياء الاتحاد المغربي «لكل المواطنين المغاربيين ما أسميه بالحريات الخمس، أي حرية التنقل وحرية الاستقرار وحرية العمل وحرية الاستثمار والتملك وحرية المشاركة في الانتخابات البلدية، حيث يوجدون»، مؤكد أن تونس قررت أن تذهب في هذا الاتجاه في أسرع وقت ممكن، ومعربا عن أمله في أن يكون ذلك في إطار «قرار جماعي». ومن جهة أخرى، أكد المرزوقي في برنامج خاص بالقناة الثانية بمناسبة زيارته للمغرب، أن هناك تغييرا في كل العقليات مع هذا الربيع العربي وهناك إمكانية كبيرة للتوحد. وبخصوص قضية الصحراء المغربية قال المرزوقي إنه «يمكن أن نتغلب عليها وبجانب استعادة الشعوب للثقة في نفسها فالأكيد أننا سنجعل من سنة 2012 سنة للوحدة المغاربية». وعن سؤال حول تخوف بعض الجهات وبالخصوص الغربية منها من تصدر الإسلاميين للمشهد السياسي في عدد من الدول العربية ومن ضمنها المغرب تساءل المرزوقي لماذا لم يتخوف الغربيين من الديكتاتوريات؟. وأوضح المرزوقي في ذات المقابلة أنه يجب الفصل بين نوعين في الظاهرة الإسلامية. واعتبر الرئيس التونسي أن الذين وصلوا بالديمقراطية يعدون مكسبا للديمقراطية، وهناك الجزء الآخر والذي تمثله النزعة السلفية وبالخصوص الجهادية والإرهابية والدموية منها والتي يجب أن نتعامل معها وفق الآليات الديمقراطية كما تتعامل بعض الدول الغربية مع اليمين المتطرف على حد قوله. واعتبر المرزوقي وصول الإسلاميين للسلطة دليلا على نجاح الديمقراطية مؤكدا أنهم في تونس ليسوا متخوفين من الإسلاميين الممثلين في حركة النهضة.