قال الرئيس التونسي، محمد منصف المرزوقي،الذي يبدأ غدا زيارة أخوة وعمل للمغرب، إن البعد العاطفي والسياسي سيكون حاضرا ضمن محادثاته مع كبار المسؤولين المغاربة. وأضاف في حديث أدلى به اليوم للقناة التلفزيونية المغربية الثانية، إن ذهنه يحتفظ بصورة للمغفور له الملك محمد الخامس، لدى استقباله لوالده سنة 1956، وعلق قائلا" سيكون من مفارقات الدهر أن الحفيد، ويعني الملك محمد السادس، سيستقبل الإبن." ووصف المرزوقي دول المغرب العربي الخمس، الجزائروتونس وموريتانيا وليبيا والمغرب بأنها "مثل أصابع اليد الواحدة، ولا تشتغل إلا بأصابعها مجتمعة، وكل أصبع في حاجة إلى الأصابع الأخرى." كما تحدث أيضا للوكالة الأنباء المغربية، وقال إن زيارته للمغرب تكتسي "أهمية قصوى ٬سواء على المستوى الشخصي أو من الناحية السياسية"٬ مشيرا إلى أن محادثاته مع العاهل المغربي الملك محمد السادس ستتناول على الخصوص الوسائل الكفيلة بتفعيل المشروع المغاربي وتطوير علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين المغرب وتونس. وأضاف الرئيس المرزوقي ٬ "إن المغرب يعتبر بالنسبة لي بلدي الثاني ٬ حيث تربطني به علاقة حميمية .. فهو البلد الذي عشت ودرست فيه لسنوات٬ وحصلت فيه على شهادة الباكلوريا.. كما أن والدي عاش وعمل في المغرب 33 سنة ودفن فيه ٬ ونصف عائلتي مغربية٬ أي أن ثلاثة من اخواني من والدي هم مغاربة٬ بعيشون في المغرب٬ وبالتالي فهذه الزيارة هي زيارة حميمية جدا" . وعلى المستوى السياسي ٬ قال الرئيس التونسي٬ إن الزيارة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لتونس "لأننا نعمل لكي تكون هذه هي سنة إعادة اللحمة بين تونس وبين أشقائنا في الجزائر والمغرب وليبيا ومويتانيا٬ من أجل إعادة إحياء هذا الحلم الجبار المتمثل في الاتحاد المغاربي ٬الذي توقف منذ سنوات"٬ مضيفا أنه بعد أن ساعد الربيع العربي على إعطاء "نفس جديد من الحياة لهذا المشروع ٬نحن نأمل أن تكون فعلا هذه السنة ٬سنة الاتحاد المغاربي". وعلى صعيد العلاقات الثنائية ٬ قال الرئيس المنصف المرزوقي إن زيارته للمغرب ومحادثاته مع الملك محمد السادس ومع كبار المسؤولين المغاربة ستشكل مناسبة سانحة لبحث الوسائل الكفيلة بتطوير وتعميق التعاون بين البلدين و"إيجاد الحلول لبعض المشاكل العالقة ٬ خاصة ما يتعلق بتفعيل العديد من الاتفاقيات التي لم يقع تنفيذها في العهد السابق". وأشار إلى أن المحادثات المغربية التونسية ستتناول أيضا وضعية ومشاكل أفراد الجاليتين المغربية بتونس والتونسية بالمغرب والعمل على "تسهيل حياة المغاربة المقيمين في تونس والتونسيين المقيمين في المغرب"٬ مذكرا بأنه ٬ قبل بدء هذه الزيارة٬ "أعطى كل التعليمات من أجل تسوية وضعية أكبر عدد ممكن من الاخوة المغاربة في تونس" . وأعرب الرئيس التونسي عن أمله في أن يتحقق ٬ في اطار إحياء الاتحاد المغربي " لكل المواطنين المغاربيين ما أسميه بالحريات الخمس ٬ أي حرية التنقل وحرية الاستقرار وحرية العمل وحرية الاستثمار والتملك وحرية المشاركة في الانتخابات البلدبة٬ حيث يوجدون"٬ مؤكد أن تونس قررت أن تذهب في هذا الاتجاه في أسرع وقت ممكن ٬ ومعربا عن أمله في أن يكون ذلك في إطار "قرار جماعي".