اتّفقت دول الاتحاد الأوروبي على وقف شراء نفط إيراني، في مدة أقصاها أول يوليوز المقبل، وتَمّ إبلاغ الشركات الأوروبية النفطية التي تتعامل مع إيران بهذا القرار، فيما رفضت بعض الدول الأوروبية هذا الاتفاق نظرًا لارتباطاتها بعقود طويلة الأمد مع إيران. في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الأمريكية أن حاملة الطائرات «يو إس إس إبراهام لينكولن» باتت موجودة في الخليج العربي بعد أن عبرت مضيق هرمز. ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله: «إن الدول ال27 في الاتحاد ستُقرّ غدًا هذا التدبير الذي أبلغته باريس الى شركة «توتال» النفطية الفرنسية الخميس الماضي» مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية ستبدأ تدريجيًا وفورًا، خفض الكميات التي تشتريها من النفط الإيراني، «حتى تصل إلى وقف تام بحلول مطلع شهر يوليوز». ولفت المصدر إلى أنّ اليونان لم تكن راضية عن هذا التدبير، إذ إنها مرتبطة مع إيران بعقد طويل الأمد، ولكن بكمية قليلة، تبلغ نحو مائة ألف برميل يوميًا، ويمكن استثناءها أسابيع حتى تعويض هذه الكميات. أما سائر الدول المستوردة للنفط الإيراني، فوافقت على التدبير، وأبلغت الشركات النفطية في بلادها بالقرار السياسي في هذا الشأن. وقال المصدر: إنّ الاتحاد سيتخذ غدًا (أمس) قرارات أولية في شأن تجميد العمليات المصرفية مع المصرف المركزي الإيراني، لكنه أوضح أن من غير الممكن الآن التوصل إلى الهدف النهائي الذي يريده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وهو اتخاذ تدبير شديد وكامل، كما فعلت الولاياتالمتحدة التي أوقفت تمامًا أي تعامل مع المصرف المركزي الإيراني. ولهذا التدبير، إذا اتُّخذ لاحقًا، تأثير ضخم في الاقتصاد الإيراني. وأضاف المصدر الفرنسي أن دول الاتحاد بدأت العمل على تفاصيل التدابير المتصلة بالمصرف المركزي الإيراني، وستتخذ قرارات أولية غدًا (أمس). وكشف المصدر الفرنسي أن رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي، التقى أبرز المسؤولين الفرنسيين، قبل زيارته «إسرائيل» حيث أبلغ مسؤوليها أن تشديد العقوبات على إيران سيكون صارمًا، وأن أحدًا لا يحبذ هجومًا تشنّه تل أبيب على طهران. من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن حاملة الطائرات «يو إس إس إبراهام لينكولن» عبرت مضيق هرمز وباتت موجودة في الخليج. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي: «يو إس إس إبراهام لينكولن أجرت عبوراً روتينياً لمضيق هرمز في 22 يناير بهدف قيادة العمليات الأمنية البحرية»، مؤكداً أن اجتياز المضيق حصل «من دون حوادث». ويواكب حاملة الطائرات التي بإمكانها حمل ما يصل إلى 80 طائرة ومروحية، الطراد «يو إس إس كايب سانت جورج» ومدمرتان. ومن ناحيتها، أشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن سفينة عسكرية بريطانية وأخرى فرنسية كانتا في عداد القطع العسكرية التي واكبت حاملة الطائرات الأمريكية لدى عبورها المضيق. وفي بيان لها، لفتت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن وجود قطع بحرية فرنسية وبريطانية إلى جانب مجموعة تابعة للبحرية الأمريكية «يشير إلى الالتزام الدولي بالإبقاء على حق العبور (في مضيق هرمز) تماشياً مع القانون الدولي». وجرى في العادة أن تشارك سفن حليفة غالباً في تمارين مع البحرية الأمريكية أو تشكل أحياناً مجموعات بحرية مشتركة، ولكن يرى المحللون أن وجود سفن بريطانية وفرنسية في هذا التحرك يوجه على ما يبدو رسالة إلى طهران بشأن تصميم الغربيين على الحفاظ على حرية التحرك في مضيق هرمز. وكانت طهران قد هددت مطلع يناير عقب مناورات في الخليج بالتعرض للسفن العسكرية الأمريكية إذا ما قامت هذه السفن باجتياز الخليج باتجاه السواحل الإيرانية. الكيان يهدد وإيران جاهزة للرد إلى ذلك، أرسَل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، أمس، تهديدًا لإيران في ذكرى المحرقة، حيث قال فيه: «إنّ لحكومته الحق في منع إبادة أخرى لليهود أو التعرض لدولتهم». وذكر نتنياهو لدى افتتاحه اجتماع حكومته أن «لحكومة إسرائيل الحق والواجب والقدرة على منع إبادة أخرى للشعب اليهودي أو المسّ بدولته». وتأتي أقوال نتنياهو على خلفيّة تقرير نشرته صحيفة (صنداي تايمز)، أول أمس، وأفادت بأنّ الولاياتالمتحدة والغرب يتخوف من إقدام «إسرائيل» على شنّ هجوم عسكري ضد المنشآت النوويّة الإيرانيّة من دون إخطار مسبق. وأوضح نتنياهو أن «هذا هو الفرق بين العام 1942 عندما عقد ذلك الاجتماع وبين العام 2012» وأنه «لا ينقص أعداء اليوم أيضًا، والرغبة ذاتها بإبادة الشعب اليهودي ما زالت موجودة ولم تتغير، والأمر الذي تغير هو قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا وإصرارنا على القيام بذلك». وكان رئيس الأركان المشتركة للجيوش الأمريكيَّة مارتن ديمبسي قد زار الكيان في نهاية الأسبوع الماضي، وذكرت تقارير صهيونية، أن هذه الزيارة تأتي في إطار محاولة أمريكيَّة لتنسيق الخطوات بين الدولتين ضد إيران واستيضاح نوايا إسرائيل بشأن هجوم محتمل ضد طهران. من جانبه، أكد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن بلاده سترد على أي تهديد أمريكي “إسرائيلي” بما يتناسب مع تلك التهديدات. وأشار نجاد للتلفزيون المكسيكي إلى موقف بلاده من التهديدات الأخيرة للإدارة الأمريكية والغربية ضد بلاده، وقال “نعتقد بوجود عقلاء في أمريكا يحولون دون الإجراءات الجنونية للبعض، كما أن الشعب الإيراني تعلّم جيداً كيف يتأقلم مع الظروف الصعبة”. وأضاف “لقد أصبح واضحاً للعيان أن أمريكا وحلفاءها يسعون إلى وضع العراقيل في عجلة التطور الإيرانية وأنهم يخلقون الذرائع لمنع تطور المنطقة وإيران لأنهم يسعون إلى الهيمنة على الشرق الأوسط بشكل كامل وترسيخ وجود الكيان الصهيوني”. وخاطب نجاد الدول الكبرى قائلاً “إن عهد الاستعمار والديكتاتورية قد ولى”. ورداً على سؤال بخصوص الهولوكوست وزوال الكيان الصهيوني قال نجاد إن زوال الكيان الصهيوني لا يحتاج إلى القنبلة النووية وحتى الحرب لأن الكيان الذي تشكل على أساس الظلم والقتل سيزول من تلقاء نفسه، وأكد أن الكيان لا مكان له في الشرق الأوسط لأن جميع شعوب المنطقة ترفض وجوده وتعارضه. وأشار إلى موضوع “الهولوكست”، وقال “إذا قيل إن “الهولوكوست” حدث تاريخي فلماذا يمنع البحث والتحقيق حول هذا الحدث ويزج بالباحثين في السجون؟”. إلى ذلك، أعلن المساعد التنسيقي لوزير الدفاع العميد نصر الله عزتي أن وزارته حققت إنجازات قيمة لتجهيز القوات المسلحة الإيرانية بكل ما تحتاج إليها من معدات وسلاح، ستتم إزاحة الستار عن البعض منها قريبا. وأشار إلى تصميم وإنتاج أنواع المعدات التي تحتاج إليها القوات المسلحة الإيرانية والتي تم عرض جانب منها خلال المناورات التي نفذتها القوات المسلحة.