نشرتنتائج دراسة قامت بها إحدى الجمعيات غير الحكومية الإسبانية حول ظروف العمل داخل معامل الخياطة الإسبانية التابعة لشركة "إنديتكس"، كبرى شركات الخياطة والملابس الإسبانية والتي تمتلك مصانع بمدينة طنجة. وتناولت الدراسة ظروف العمل القاسية التي تشتغل فيها العاملات المغربيات مقابل 178 أورو شهريا (حوالي 2000 درهم)، ولمدة 65 ساعة أسبوعيا، مشيرة إلى أن هذه الظروف تجعل من العاملات لا يتجاوزن عتبة الفقر في الوقت الذي يعزز فيه مؤسس إمبراطورية المنسوجات "أمانثيو أورتيجا" موقعه باعتباره صاحب أكبر ثروة في إسبانيا. شركة "انديتكس" الإسبانية التي تنضوي تحتها عدد من العلامات، منها زارا وستراديفاريوس وغيرها ليست الوحيدة الذي تستفيد من هذا الوضع. فأهم الشركات الإسبانية الكبرى تمتلك مصانع خاصة بها في المغرب كما أن العديد من الشركات الأوروبية الأخرى "تعمل في السوق المغربية وتستفيد من تكاليف الإنتاج وهي أقل بكثير من تلك التي في الاتحاد الأوروبي، كما تستفيد أيضا من القرب الجغرافي" حسب نص الدراسة التي نشرت أجزاء منها صحيفة إلموندو. الدراسة تقول إن شركة "إنديتكس" تنتهك قواعدها الخاصة والتزاماتها فيما يخص ساعات العمل والأجر، وتلزم هذه القواعد الشركة بضمان الحد الأدنى لمعايير العمل الواجب توافرها في جميع المصانع الموردة لها، وتنص على أن الحد الأقصى لساعات العمل في جميع المصانع التابعة لها هي 48 ساعة مع إمكانية إضافة 12 ساعة اسبوعيا كحد أقصى، وهذا ما لا تلتزم به الشركة فيما يخص مصانعها بطنجة حيث أن 68 بالمائة من عاملات الخياطة المغربيات صرحن بأنهن يشتغلن مع الشركة بين 45 و 54 ساعة في اليوم العادي، و 30 بالمائة تزيد ساعات عملهن في الأسبوع على 55 ساعة بشكل منتظم. وبخصوص الرواتب فإن الشركة السالفة الذكر ملزمة بدفع الحد الأدنى للأجور المعمول به في المغرب والالتزام بدفع الراتب الذي سوف يغطي الاحتياجات الأساسية للعاملات وأسرهن، بالمقابل كشفت الدراسة استنادا على العينة البالغة 118 عاملة مغربية أن 40 بالمائة منهم لا يستطعن - حسب تصريحاتهن تلبية احتياجاتهن الأساسية أو احتياجات أسرهن أو أنهم يفعلن ذلك بصعوبة. وتخلص الدراسة إلى الظروف القاسية للعاملات المتمثلة في: العمل لساعات كثيرة، وتدني الأجور، والاعتداء اللفظي والجسدي، والتعاقد التعسفي، وعراقيل إزاء العمل النقابي. العمل الإضافي أمر إلزامي وغير مؤدى عنه، إذ تصل ساعات العمل في بعض الأيام إلى 12 ساعة يوميا لستة أيام في الأسبوع بالنسبة للذين يحصلون على أجور تتجاوز 200 يورو شهريا، وبالنسبة للعاملات الصغار تشير الدراسة إلى أن الشركة تقبل تشغيل عاملات تقل أعمارهم عن 16 سنة ويشتغلن بدون عقد نفس ساعات العمل التي يشتغلها البالغون لكنهم يحصلون على 0.36 أورو في الساعة ثلاث مرات أقل مقارنة مع باقي العاملات. أصحاب الدراسة أكدوا أن التزامات الشركة التعاقدية تظل حبرا على ورق، مشيرين إلى تصريح إحدى العاملات والمشاركات في الدراسة إذ قالت "عندما يأتي مراقبو الحسابات فجأة، فإن المشرفين يخفين العاملات في السطح أو في صناديق الملابس الفارغة".