انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ عمر أحمد السبيع بادحدح، أحد أعلام العمل الدعوي والخيري بالمملكة العربية السعودية، إثر نوبة دهمته منذ ثلاثة أيام عن عمر يناهز 93 عاما، حيث أقيمت صلاة الجنازة على الفقيد بعد صلاة فجر اليوم ودفن بمقبرة الفيصلية. والفقيد أحد أعلام العمل الخيري ولد عام 1340 ه في حضرموت لأب فقير، لكنه أصبح من وجهاء مدينة جدة ومنطقة الحجاز فيما بعد. لم يتلق الشيخ تعليمًا نظاميًا فتعهد نفسه بالقراءة والثقافة، وخلال السنوات المديدة التالية انتصر الرجل لمدرسة «الحياة» كما قال ذلك في لقاءات إعلامية سابقة وكان أول عمل مارسه بالأجر في أحد البيوت وكان مردوده لا يزيد على 4 جنيهات في السنة، ثم تحول إلى العمل في أحد الدكاكين بالأجرة نفسها. واكتسب الخبرة من خلال هذه الأعمال ومعرفة الناس والثقة بنفسه كرجل قادر على تحمل المسؤولية والدخول في معترك الحياة في سن مبكرة جدا. تشكلت شخصية الشيخ عمر بادحدح الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، بالقرب من بيت الله الحرام، وقد تبنى رؤية تجديدية للعمل الخيري تسعى إلى إصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمسلمين، فقد كان الخير مقصد الرجل ونيته وعمله ومشاريعه واهتمامه وفكره وحلمه، فله خطط وأسس، وبه تحرك، وكان ذا رؤية استراتيجية وفكر مؤسسي. وكان الشيخ عمر ممن أسسوا لجنة مساعدة السجناء المعسرين برئاسة الأمير فواز بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة حينها وتطور عمل اللجنة فيما بعد لتشمل المحتاجين، وكذلك كان من مؤسسي هيئة الإغاثة الإسلامية والهيئة الخيرية الإسلامية في الكويت وكان له نشاط ملحوظ في الغرفة التجارية منذ عهد الشيخ إسماعيل أبو داوود وكان ضمن مجلس إدارته التي دامت لنحو 35 عاما. كما شملت أعمال بادحدح الخيرية الإصلاح بين الناس حتى على مستوى العلاقات الزوجية وكذلك الخلافات المالية بين الورثة في الأسرة الواحدة إضافة إلى الشركاء المختلفين. ورث الشيخ عمر عن أسلافه مهمة نشر الإسلام عبر تقنية تسمى ب (فن المعاملة) ومساعدة الناس والوفاء بالحقوق، حيث سعى من خلال رحلاته وأعماله الخيرية إلى مساعدة المحتاجين وزرع القيم الإسلامية، وقد زار أوروبا وأمريكا وجنوب شرق آسيا وكل الدول العربية.