أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس، صلاة الجمعة بمسجد الفتح بمدينة تطوان.(ماب) واستهل الخطيب خطبتي الجمعة بالتذكير بأن الله تعالى أمر عباده المؤمنين بالإنفاق في وجوه الخير والبر، ورتب على هذا الإنفاق الأجر والثواب العظيم في الدنيا والآخرة، بحيث يجزي سبحانه وتعالى على الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وإلى أضعاف كثيرة. وأوضح الخطيب أن كل ما ينفقه الإنسان، من ماله في وجوه البر والإحسان من الصدقات، وإقامة المشاريع الخيرية والأوقاف النافعة وكفالة الأيتام وإطعام الجائعين وسد حاجة المحتاجين وإعانة المعسرين وتفريج كرب المكروبين، يقدمه المؤمن أمامه ويجد ثوابه مدخرا عند الله ومضاعفا أضعافا كثيرة،"يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا". وأكد الخطيب أن طلب الإنفاق ليس خاصا بالأغنياء فقط، بل إن الفقير مطلوب منه كذلك أن يتصدق بما يقدر عليه ولو كان قليلا، لأن الإنفاق مأمور به ومرغب فيه كيفما كان حال الإنسان من الغنى والفقر، بشرط أن يكون المال مالا حلالا طيبا. وأضاف أن الإنفاق هو أيضا سبب لحصول الرزق والخلف من الله، وأن الصدقة لا تنقص من المال وإنما تزيده، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأمته أن الذي يتصدق به من المال هو الذي يبقى لصاحبه، وأن الذي لا يتصدق به هو الذي يذهب ويزول عن صاحبه. وقال الخطيب إن المال مال الله، والإنسان مستخلف فيه، ليبتلي الله عباده، ويعلم المنفقين في سبيل مرضاته من غيرهم، داعيا المؤمنين إلى أن ينفقوا من جيد المال ولا ينفقوا من رديئه، لأن الله تعالى هو الغني "وإنما يتصدق المرء لنفسه فلينظر ماذا يقدم لها". وشدد الخطيب، أيضا، على أن الإنفاق في الإسلام تربية روحية، مصداقا لقوله تعالى "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون"، موضحا أن شح النفس هو ما يسمى اليوم بالأنانية، التي هي مصدر جميع الشرور، والنقص في إنسانية الإنسان، بينما الإنفاق، سلم الكمال في إنسانية الإنسان، مما يستوجب على الأمهات والآباء تربية الأبناء على الإنفاق كما دأب الصالحون من أمراء المؤمنين في الإسلام على إحياء تقليد البذل والإنفاق والعطاء بين جموع رعيتهم. وأكد أن من سابغ نعم الله وآلائه على الأمة المغربية أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فتح من أوراش الخير والرحمة والتكافل، وسن من سبل الإنفاق في مشاريع الرعاية الاجتماعية، ما جعل جميع جهات وأقاليم المملكة تنال حظها من هذه المبادرات الملكية، الرامية إلى سد الحاجات، وتنفيس الكربات، وتخفيف العناء، وإغاثة الملهوف، وتضميد الجراح، والرحمة بالأرملة واليتيم، والمسكين والمكلوم. في الختام ابتهل الخطيب إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين، وحامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس، وأن يكون له وليا ونصيرا، ويحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة فقيدي العروبة والإسلام، جلالة المغفور لهما، محمد الخامس والحسن الثاني، ويسكنهما فسيح جناته.