صدمت المخرجة المغربية نرجس النجار الجمهور الحاضر الذي تابع عرض فيلمها في افتتاح الدورة 11 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بلقطات جنسية فاضحة كانت بطلتها ممثلة صاعدة بدت وكأنها تبحث عن الشهرة بأي ثمن. و سجل المتتبعون أن اللقطات الجنسية لم تخل من كل الأفلام التي عرضت لحد الآن في المسابقة الرسمية، لكنها، حسب تقييمهم، لم تصل إلى مستوى ما وصل إليه فيلم النجار، الذي صورت البطلة عارية في وضع جنسي متقدم. وحاولت المخرجة في "عاشقة من الريف"، حسب التعليقات الأولية للنقاد والمتتبعين، أن تظهر تمردها على الواقع كأنها تبعت برسالات إلى جمهور غير الجمهور المغربي، وهو ما عنه أحدهم بالقول"إنه فيلم إسباني" للدلالة على كون مخرجته لم تكن تفكر في جمهور آخر في فرنسا أو بلجيكا، وهما الدولتان اللتان شاركتا المغرب في إنتاجه. الفيلم أيضا تعرض لحزمة انتقادات من نقاد ومتتبعين بسبب إفراطه في الجرعات الجنسية والتي وصلت حد ظهور بطلة الفيلم عارية تماما وأيضا أخوها في الفيلم فهد بن شمسي، فضلا عن ملاحظات أخرى شملت تأدية الأدوار والسيناريو وكذا غياب أي من الأسماء الفنية المعروفة حيث اعتمد الفيلم وبشكل كلي تقريبا على وجوه جديدة وشابة.و حسب ملاحظات النقاد والمتتبعين، و بالرغم من الاستعمال الجيد لتنقل الكاميرا في الفيلم واستعمال الألوان الزاهية واللقطات الكبيرة التي أعطت للمتفرج متعة لكنها قصيرة، فإن مشاهد الفيلم سيحس بثقل بناء الشخصيات والفراغات التي خلفها، إضافة إلى التناقض الكبير في شخصيات الأبطال، وعدم نجاح المخرجة في تصوير التقابل بين الخير والشر، بين الحرية والسجن، بين الكرامة والمذلة، بين الأصالة والابتذال، ذلك أن جميع الشخصيات، حسب نفس المصادر، انخرطت في لعبة الانكسار أمام تحديات الواقع مستعملة أقصر الطرق إلى الوصول إلى المبتغى، وإن كان ببيع الجسد من قبل شابة في مقتبل العمر لبارون مخدرات من أجل عيش حب متوهم، أو من أمها في سبيل إطلاق سراحها، كما صور الرجل المغربي أنه مريض بالجنس أو هارب من مواجهة الظلم وإن كان متدينا كما هو الحال أخ البطلة الذي اعترض في بداية على أخيه تسليم أختمهما لبارون المخدرات لكنه هرب إلى إسبانيا. و قال جليل لعكيلي، الكاتب العام للمهرجان ل "لتجديد"، إن الأفلام المشاركة في المهرجان غالبا ما تظهر الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلد المشارك، في حين أن اختيار الأفلام المغربية يكمن في رغبة إدارة المهرجان في تقديم أنواع جديدة من السينما المغربية التي لا تشكل سينما واحدة بل "سينمات متعددة"، في حين أكد ياسين الشرعي، مدير الإنتاج في المهرجان، أن الأفلام المشاركة لا تحظى بجوائز نظرا للتنافسية الشديدة. وفي الوقت الذي أكد لعكيلي قدوم عدد من الفنانين المصريين مثل نور الشريف وأحمد السقا وغدا عبد الرزاق وصلت معلومات من مصر تفيد أن هذه الأخيرة لن تحضر لمراكش في حفل تكريمها لأنها تقضل البقاء في مصر إلى جانب المصريين الذين يمرون من أوقات عصيبة. وفي نفس السياق قال لعكيلي إن إدارة المهرجان ستسعى إلى إقناع عدد من شركات الإنتاج الدولية سيما من تركيا وأمريكا وايطاليا وفرنسا بتصوير أفلام في المغرب، لما يتوفر عليه من إمكانات سواء من حيث اليد العاملة المدربة ليس فقط في المهن السينمائية البسيطة، ولكن أيضا في التقنيات الكبرى. وأضاف لعكيلي حسب ذات التصريح أن المهرجان يعطي أولوية كبرى للتكوين حيث ستمنح منحة دراسية للمتفوق في مسابقة "سينما المدارس" من أجل متابعة الدراسة في فرنسا. ومازالت أسئلة محيرة عالقة في ذهن المتتبعين والمشاهدين، سيما مع إصرار المهرجان الترخيص لصحفيين من الكيان الصهيوني متابعة نشاطاته بل واستدعاء شخصيات معروفة بدعمها لهذا الكيان، كما أن المهرجان قدم عدة أفلام تضرب في القضية الفلسطينية، إضافة إلى ذلك يبقى عرض أفلام لا علاقة لها لا بتنمية الذوق ولا بتوفير متعة المشاهدة تشير الكثير من الاشمئزاز، بل هي أفلام تخاطب النصف الأسفل من جسم الإنسان. هذا و مازالت الأيادي الفرنسية حاضرة في المهرجان بالرغم من كون المنظمين يقولون إنهم يسعون إلى "مغربة المهرجان" في الإدارة واختيار الأفلام التي يجب ألا تقتصر على "أفلام متواضعة " لمخرجين في بدايتهم الفنية، بل استقدام أفلام ذات قيمة وصيت عالمين. كما يسجل أن المهرجان ما يزال مصرا على الاحتفاء بالجنس والأفلام الساقطة لغة ومضمونا في حرب ومصادمة صريحة لهوية وقيم المغاربة وثقافتهم، كما يسجل على المهرجان إقصاء العديد من الأفلام الأخرى مما يجعل مضمونه يعبر عن رؤية ووجهة نظر واحدة ووحيدة لما ينبغي أن تكون عليه السينما المغربية، وهو ما يعكسه إقصاء العديد من الأفلام الجديدة لمخرجين مغاربة مرموقين خاصة أمام الجوائز التي تحصدها هذه الأفلام على الصعيد الدولي قبل الوطني. عبد الغني بلوط/ محمد لغروس - مراكش كواليس من المهرجان - في خطوة غير متوقعة اضطرت إدارة المهرجان هذه السنة إلى إلغاء الفقرة الخاصة بمناقشة الأفلام مع مخرجيها، وقد عزا عدد من الملاحين ذلك إلى مشادات كلامية وقعت السنة الماضية بين إحدى المخرجات وأحد الحاضرين للندوة إلى حد السباب الساقط، في ما قال آخرون أن السبب الحقيقي يعود إلى تهرب المنظمين من إحراج العديد من المخرجين من أسئلة الصحفيين والنقاد السينمائيين خاصة حول الأفلام التي تحمل اكثر من علامة استفهام. - اشتكت إدارة المهرجان من العديد من بطاقات الصحافية المزورة خاصة على المستوى المحلي مما وضعها في موقف محرج حيث لم تستطع أحيانا أن تفرق بين الصحفي المحسوب على جهات غير إعلامية وممن يستغلون المهرجان لأغراض أخرى. نور الدين الصايل نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم قال في إحدى إجاباته لأحد الصحفيين المصريين أن صعود الإسلاميي قد يؤثر على بعض الأفلام التي يمكن أن تمنع أو تراقب أو يحذف منها لكنه قال بأن الحكومات تذهب وتجيئ والفن والفنانين يبقون دائما. - تعقد إدارات المهرجان حفلات للغذاء والعشاء لكنها تنتقي من المشاركين والصحفيين ما يوافق مزاجها ويعفيها من الملاحظات والأسئلة والمقالات المحرجة. خاصة لما تدول من فقرات ساخنة تعرفها هذه الحفلات الخاصة والتي يريد نور الدين الصايل ألا يطلع عليها بعض المشاركين من نقاد وصحفيين ومهتمين وذلك لحكمة ما لا يعلمها إلا هو.