بعد شهرين تقريبا من إغلاق خمارة المسمىع ن، الكائنة بشاطئ قرية أركمان، طلبت جهات مسؤولة بالناضور منه إعادة فتحها بدعوى جلب السياح، علما بأن النشاط السياحي يكاد ينعدم في مدينة الناضور باستثناء بعض الإسبان القاطنين في مليلية المحتلة، حيث الخمور بأنواعها وبالأطنان. وأفادت مصادر مطلعة من المدينة أن أي أجنبي مهما كانت جنسيته لم يعثر عليه يحتسي الخمر داخل مدينة الناضور. وكان صاحب الخمارة، البالغ من العمر أكثر من سبعين سنة، قد قرر إغلاق الخمارة بعد إلحاح ابنه لمدة ثلاث سنوات، وبعد أدائه لفريضة الحج، واضعا بذلك حدا للكسب الحرام. وقال خالد، ابن صاحب الخمارة ويملك شركة الألمنيوم بالحي الصناعي سلوان في تصريح لالتجديد، إنه حاول إقناع والده بإغلاق الخمارة نظرا لما ينتج عنها من شرور على المجتمع، مؤكدا أن والده استجاب بحمد الله بعد ثلاث سنوات على أن أخصص له مبلغا مهما يغنيه عن الاقتراب من الكسب الحرام، بالإضافة إلى توفير فرص الشغل لمستخدميه في الخمارة. وأكد خالد أنه مصمم على الاستمرار على نهجه، قائلا: أنا بهذا لم أفعل جريمة أعاقب عليها، وإنما أنهى عن عمل منع شرعا وقانونا، فدستور البلاد يمنع شرب الخمر على المغاربة المسلمين، وخمارة أبي لا يدخلها السياح الأجانب، وإنما يدخلها المغاربة المسلمون على مدار السنة. وأضاف أنه بعد 6 أشهر وأثناء سفري إلى الدارالبيضاء أعاد والدي فتح الخمارة بأمر من مسؤولين بالسلطة المحلية. وتابع يوضح أن أسباب فتح الخمارة المذكورة يعود إلى مشاهدة بعض المسؤولين لمجموعة من الإسبان الحاملين معهم قنينات من الخمر، فحز ذلك في نفوسهم وتأسفوا لقرار إغلاق الخمارة، فثاروا دفاعا عن الحق المهضوم، وإنقاذا للاقتصاد الوطني، فراحوا يسألون عمن يقف في وجه السلطة التي أعطت الترخيص لهذه الخمارة لجلب السياح الأجانب، ولم يخف خالد المضايقات التي يتعرض لها بإصراره على الإصلاح. وأشار المصدر نفسه أن قرار إعادة الفتح بعد الإغلاق لم يأت حبا في سواد عيون الإسبان أو إرضاء لهم كما أظن فهم يعلمون علم اليقين أن الإسبان يحبون الإنزواء بعيدا عن ضجيج المغاربة وطريقة تناولهم الخمر حتى الثمالة، وإنما دفاعا عن شهواتهم ونزواتهم وحبهم في نشر الفساد. يذكر أن أم الخبائث استشرت بشكل مهول في مدن مغربية أخرى، سواء في الأحياء الشعبية عن طريق الكرابة أو في الأسواق الممتازة باعتبارها مشروبا غازيا، دون النظر إلى تحريمها شرعا وقانونا، ودون النظر إلى شرورها وآثارها في تدمير الأسر وإنتاج الحوادث. محمد الدرقاوي