كشف النقاب مؤخرا عن وصية مكتوبة للشهيد طارق رسمي دوفش(20) عاما، الذي نجح في اقتحام مستوطنة "أدورا" غرب الخليل فجر يوم السبت 27/4/2002م، وتمكن من قتل أربعة مستوطنين وإصابة أربعة عشر آخرين، وعدد من الجنود، حسب بيان أعلنته كتائب القسام التي تبنت الشهيد والعملية. واستهل الشهيد طارق في وصيته التي حصلت (التجديد) على نسخة منها ببيتي الشعر: يا حبذا الجنات واقترابها طيبة و بارد شرابها واليهود يهود قد دنا عذابها علي إن لاقيتها ضرابها ودعا الشهيد طارق والديه إلى مسامحته لأنه سبقهم إلى جنة، وأضاف: "فلا تحزنوا بل ابشروا وارفعوا رؤوسكم عاليا، حتى تلحقوا بي.. فأنا مازلت على انتظار بكم، واعلموا أهلي الأعزاء أني بعملي الجهادي هذا لم أكن لأقترب من الموت.. لكن هذا اجلي الذي كتبه الله لي، فإذا لم أكن في هذا الموقف المشرف فسأموت ولو كنت داخل البيت، ولكن لله الحمد والمنة والشكر لله وحده الذي هيأ لي هذا الشرف العظيم، وأسأل الله عز وجل أن يهيأه لكل من طلبه". وقال موص ذويه:" لا تحزنوا، بل ابشروا وافرحوا وأقيموا الأفراح والأعراس، فأنا الآن بإذن الله عز وجل في نعيم مقيم، فعودوا إلى ربكم و الزموا دينه والزموا قراءة القران الكريم، فأنا اليوم بإذن الله.. ولا ندري من يكون غدا..وإنها لميتة واحدة فلتكن في سبيل الله". وفي كلمته لشباب المساجد قال: "تحية لكم وانتم تقومون بأسمى شيء في هذا الوجود، تحية لكم وانتم تحافظون على بيوت الله، تحية لكم وانتم تسهرون دأبا في تنشئة جيل النصر.. الجيل القرآني الفريد.. أعلم أن كلا منكم أسمى أمنية عنده أن يكون جنديا من جند هذا الدين الخالد.. وأن يرزقه الله الشهادة في سبيل الله.. أقول لكم.. اسعوا في ذلك واطلبوا ذلك واستعدوا له، فقد يأتي في أي لحظة". وحول تعليقه على ما جاء في الوصية قال شقيق الشهيد الأكبر جهاد رسمي دوفش أن الشهيد كان يكثر من طلب الشهادة، وكان يلح على والدته كي تدعو له بذلك. وأضاف: كان آخر مرة طلب فيها من والدتي أن تدعو له بالشهادة قبيل استشهاده بيوم واحد. وأضاف: كان طارق شغوفا بالعمل الإسلامي ويحرص على حضور دروس العلم وحلقات القرآن، كان همه تخريج جيل قرآني فريد، كان يجمع الصغار ويعلمهم القرآن في دورات منظمة في مسجدي جعفر وخباب المجاورين. لم تكن تهمه الدنيا أبدا. كرامات وأكد جهاد ما تردد في جامعة بوليتكنك فلسطين التي كان يدرس فيها، حيث شاهد عدد من الطلبة والذين يعرفون طارق في منامهم أن طارق يسرح ويمرح في الجنة، وأضاف: جاءت إحدى طالبات جامعة بوليتكنك فلسطين لتهنئ والدتي فقالت أنها رأت في منامي بعد صلاة الفجر الشهيد طارق ووالدي يجوبان جامعة بوليتكنك فلسطين التي كان طارق أحد طلابها، ويقول طارق للطلبة: لماذا أنتم هكذا حزنون، أنا لم أمت أنا حي في الجنة. وأكد جهاد أن طالبة أخرى وعددا ممن يعرفون طارق رأوه في المنام في جوف طير خضر في الجنة، كما ورد في الحديث الشريف. وفي مكان استشهاده على مشارف بلدة تفوح غرب الخليل أكد شهود عيان ل(التجديد) أن دماءه لا زالت حية كما هي رغم مرور أسبوعين على استشهاده، وقال أحدهم أحضرت للمنزل حجرا وعليها شيئا من دم الشهيد وكأنه استشهد الآن. أما والدة الشهيد التي تعمل مدرسة في المدرسة الشرعية للبنات فتعقب على وصية ولدها وهذه الكرامات فتقول: كان طارق رحمه الله يكثر الحديث عن الشهادة ويتمناها ويتوق إليها، وحقا صدق الله فصدقه. حفظ جزءا كبيرا من القرآن، وكان يتمنى أن يكون مثل الشهيد محمد فرحات الذي اقتحم مستوطنة...في قطاع غزة، بل وكان يحتفظ بصوره. فلسطين-عوض الرجوب