قالت النقابة المغربية لمحترفي المسرح والتنسيقية الوطنية للفرق المسرحية المحترفة وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، في بيان مشترك توصلت "التجديد" بنسخة منه، إن وزير الثقافة بإعلانه عن انطلاق الموسم المسرحي 2011/2012 يكون قد اختار الاستمرار في ما أسموه ب "العبث الثقافي وخنق كل سبل للتواصل والتحاور". معتبرينه، حسب ذات البيان، مصرا على تجفيف منابع الخلق والإبداع، و"معلنا الحرب على كل من خالفه الرأي". وأضاف الفاعلون المسرحيون أن وزير الثقافة إنما اختار أسلوبا غير تواصلي في تدبير قطاع يهم عموم الوطن حالا واستقبالا، مما من شأنه "تمزيق أوصال الممارسة المسرحية فيه واحتوائها وخنق استقلاليتها وإشعال الحروب بين أبنائها"، حسب ذات البيان. وأدان الفاعلون في الشأن المسرحي ما وصفوه بسياسة الأمر الواقع الذي يسابق الوزير حميش قبل انتهاء مدة استوزاره، لفرضها على الجميع تحت يافطة إصلاح مزعوم . مسجلين استغرابهم لموقف الوزارة الأولى، التي رغم لجوئهم إليها، وبسطهم لتظلماتهم أمامها، وعرضهم لأوجه الأضرار التي تلحقهم جراء "التدابير الانفرادية والنهج اللاعقلاني واللاديموقراطي"، فإنها يؤكد أصحاب البيان، لم تتخذ أي موقف يحمي قطاع المسرح وحقوق المسرحيين المغاربة. ولفت البيان، وبناءا على ما اعتبره اختلالات مست القطاع المسرحي والثقافي خاصة الفئات العريضة من الفرق المسرحية والفنانين والمثقفين، انتباه "كل القوى الحية بالبلاد ومؤسسات الدولة والبرلمان وعموم من له صلة بالثقافة والفن المغربيين إلى مساندة موقفهم لحماية القطاع من نتائج مما وصفوه "بالسلوك المدمر". وفي موضوع ذي صلة، قررت هيأة التدريس بالمعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي عدم المشاركة في لقاء تشاوري دعيت إليه من طرف وزير الثقافة كما جاء ذلك في بيان توضيحي للمكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالمعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي، مرجعة ذلك إلى كون صيغة الدعوة الموجهة إلى هيئة التدريس ذات صبغة استشارية وكون اللقاء موسع و عام واستدعي له طلبة وخريجين وشخصيات خارج هيئة التدريس بالمؤسسة، بالإضافة إلى غياب أي جدول للأعمال وكذا كون النتائج التي سيسفر عنها هذا اللقاء التشاوري لا تشكل في نظرهم أولوية ولا مدخلا قانونيا في الوقت الراهن لحل القضايا المستعجلة والمرتبطة بالعديد من الخروقات القانونية و البيداغوجية أو تفسير مسببات تأجيل الدخول الجامعي إلى غاية 10 أكتوبر الجاري...، معتبرين أن هذه المواضيع تعد أمرا داخليا يجب تدارسه في إطار القانون وداخل الأجهزة الموكول لها ذلك، وخصوصا مجلس المؤسسة. ردود فعل الفاعلين والنقابيين في المجال المسرحي جاء عقب الافتتاح الرسمي للموسم المسرحي 2011/2012 الذي أعلن عنه والذي سيتضمن العديد من العروض المسرحية والفنية التشكيلية وعروض في الصناعة التقليدية بالمسرح الوطني محمد الخامس. ويذكر أن الجريدة اتصلت بوزير الثقافة لمعرفة رأيه غير أنها لم تتمن من التواصل معه. كما يشار إلى أن حملة الرفض للسياسة التي يعتمدها بنسالم حميش في تدبير الشأن الثقافي بالمغرب تشهد اتساعا عقب أي خطوة يقدم عليها.