أعلن الزعيم الإسلامي التونسي راشد الغنوشي أن حزب «النهضة» الذي يرأسه سيعمل على دعم قيم الحداثة وتعزيز حرية المرأة وإقامة علاقات جيدة مع الغرب، معتبرًا أن النموذج التركي هو أقرب نموذج لتونس. يأتي ذلك قبل ثلاثة أسابيع من انتخاب مجلس تأسيسي في 23 أكتوبر ستكون مهمته صياغة دستور جديد للبلاد وإدارة شؤون الدولة، وسط توقعات واسعة بفوز حزب «النهضة» الإسلامي بالانتخابات. وقال الغنوشي في مقابلة مع «رويترز»: «إن أبرز مشاغلنا هو جلب استثمارات خارجية في إطار شراكات أجنبية ومحلية لدفع النمو وزيادة الوظائف في البلاد»، مضيفًا أن حزبه يهدف إلى «تطوير اقتصاد المعرفة بتشجيع الاستثمار في الصناعات التكنولوجية»، ومشيرًا إلى أن قطاع الاتصالات قطاع به فرص نمو واعدة. وأضاف أن حزبه «مع حرية المرأة في أن تقرر ما تلبسه وتختار شريكها في الزواج ولا تجبر على أي شيء»، لافتًا إلى أن النهضة «لن يغلق فنادق وأماكن بيع الخمور، بل سيسعى لخلق مناطق ترفيه للطبقات المتدينة تحترم القيم الإسلامية». وحول موقف الغرب من وصول حزب «النهضة» للحكم، قال الغنوشي: «خلال لقائي بمسؤولين ودبلوماسيين غربيين لقيت ترحيبا كبيرا بإمكانية فوز النهضة.. أبلغوني بأنهم يقفون على مسافة واحدة من جميع المتنافسين وأن همهم إنجاح الانتقال الديمقراطي لأن فشل التحول سيكون كارثيا على الغرب وهجرة مئات الآلاف إلى أوروبا». وأكد الغنوشي أن «من مصلحة الغرب الاستقرار في تونس وأنه لم يبق طريق للاستقرار غير التحول الديمقراطي»، متعهدًا بإقامة علاقات اقتصادية مميزة مع الغرب. وأشار الغنوشي إلى أن النموذج التركي هو أقرب نموذج لحركة النهضة، معتبرا أن هناك نقاط تشابه كثيرة بين «النهضة» وحزب «العدالة والتنمية» في تركيا، قائلاً: «لا غرابة في هذا التشابه مع تركيا فكتبي هي من أبرز مراجع حزب العدالة والتنمية».