أكد الشيخ راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة أن الثورة في تونس ماضية في تحقيق أهدافها وملاحقة أتباع زين العابدين بن علي المُطاح به وبنظامه، وشدد الغنوشي الذي كان يتحدث في ندوة صحفية عقدها مساء يوم الخميس 21 يوليوز 2011 بمقر حزب العدالة والتنمية بالرباط، على أن الثورة التونسية أصبح لها أفق واضح بعد تحديد يوم 23 أكتوبر من السنة الجارية موعدا لانتخاب المجلس التأسيسي الذي سيشرف على إجراء انتخابات في البلاد ووضع القوانين اللازمة. وأوضح زعيم النهضة أن الثورة في تونس قامت للإطاحة بنظام وبفكر وبسياسات وبأشخاص، بعد أن سُدّ الأمل في إصلاح نظام زين العابدين بن علي، وبعد انتشار حالة من اليأس بين الناس في تونس، مبرزا أن التونسيين يريدون اليوم بناء نظام برلماني يعيد توزيع الثورة والسلط، ويريدون أيضا تحقيق الوحدة المغاربية "التي فشلت الأنظمة في تحقيقها". ولم يُخف الغنوشي وهو يتحدث عن تونس ما بعد الثورة، إعجابه بالنموذج المغربي في معالجة ملفات الماضي خاصة الحقوقية منها، قائلا إن التجربة المغربي ربما تكون مفيدة للتونسيين بعيدا عن مقاربة العنف والانتقام. وعن العلاقات بين الفرقاء السياسيين في تونس اليوم، قال الغنوشي إن الجميع متفق على النمط السياسي الذي يجب اتباعه والقائم على الحريات والديموقراطية والعدل، مشيرا إلى أن الاضطرابات التي تعرفها تونس هذه الأيام لا ينبغي أن تهزّ الصورة العامة لتونس الثورة التي تريد اتباع نظام ديموقراطي. وبخصوص موقع حركة حزب النهضة في المشهد السياسي التونسي الجديد، أكد الغنوشي إن النهضة لها موقع أساسي لأنها بذلت التضحيات منذ سنة 1981، شارحا في الوقت نفسه أن النهضة لم تكن في مقدمة الثورة لوحدها، رغم الظلم الذي تعرضت له طوال ثلاثين سنة من طرف نظام زين العابدين بن علي الذي سجن أزيد من 30 ألف منها سنة 1991. وختم راشد الغنوشي كلمته التي افتتح بها الندوة الصحفية المذكورة، بالتأكيد على أن الحركة الإسلامية في تونس حريصة على استقرار واستمرار الدولة التونسية، وأنها لا تريد عرقا جديدا ولا صومالا جديدا في المنطقة، ومعبرا عن افخار التونسيين بأنهم كانوا من أطلق شرارة الثورات التي عرفتها وتعرفها دول عربية عدة.