تعتبر منظمة التجديد الطلابي أنها تشرف على إكمال عقدها الأول من الفعل والعطاء النضالي والدعوي والثقافي، وتسجل بكل «فخر واعتزاز ما قدمته من مقاربة جديدة في الشكل والمضمون والآليات، وما أطلقته من حركية في مسار الحركة الطلابية والشبابية المغربية»، وذلك من خلال إجاباتها على مختلف «جوانب الأزمة المعطلة للحركة الطلابية، في أبعادها التنظيمية والثقافية والقيمية». ويشير مدخل مشروع ورقة توجهات واختيارات المرحلة المقبلة، إلى أهم ما حققته المنظمة منذ تأسيسها في الثامن من مارس 2003، من إنجازات عديدة، «بناء على نقد التجربة التي خاضها القطاع الطلابي لحركة التوحيد والإصلاح، وتعبيراته السابقة منذ ثمانينات القرن الماضي»، وتماشيا مع النهج التجديدي، تقول الورقة، أنها المنظمة «أبدعت العديد من المبادرات النوعية التي حركت المشهد الطلابي، وفتحت أمامه آفاقا جديدة وواسعة، فأطلقت المنتدى الفكري، ملتقى المناضلين، وملتقى الدعاة الشباب، مهرجان الفن والإبداع، الملتقى العلمي، الأكاديمية الصيفية لأطر الغد، الملتقى الوطني للأطباء، للمهندسين، للمسيرين...»، كما أنها «راكمت طيلة ثمان سنوات من الفعل المستمر في ظل واقع طلابي ووطني و دولي تجربة مهمة في فعلها الثقافي والدعوي، والعلمي والنضالي»، متطلعة إلى إعادة الاعتبار لدور الجامعة والشباب لتحقيق البناء الحضاري والتغيير الاجتماعي المنشودين. وحول مرجعية التوجهات وفلسفتها، تستند الورقة على مجمل الوثائق المرجعية للمنظمة، وعلى رأسها العقد الطلابي الذي حدد هوية المنظمة ورسالتها، والمنطلقات الدافعة لها، والقيم الجامعة لصرحها، والمبادئ الموجهة للاجتماع في إطارها والانتظام ضمن برامجها. ومن جهة أخرى، نعتبر الورقة أن «من دوافع اختيار العمل بمنطق التوجهات الكبرى التي ستحكم المرحلة المقبلة، هو كون هذه التوجهات ترسم وتحدد معالم الأوعية التي ينبغي أن تحتضن فعلنا الطلابي والشبابي خلال هذه المرحلة، بما يخدم جودة ونوعية هذا الفعل». كما تتحدث الورقة عن سياقات دولية ووطنية وذاتية، نذكر منها «الانفتاح النسبي للنظام السياسي المغربي مع مجيء الملك محمد السادس إلى الحكم»، حيث عرف المغرب، تضيف الوثيقة، «تراجعات عديدة على مستوى دمقرطة النظام السياسي، وعلى مستوى الحريات العامة، تجلت مؤشراته في إعمال النهج التحكمي في مختلف المجالات». وتعتبر الورقة أن «المغرب لازال في وضع حراك ومراوحة في انتظار ما ستكشف عنه المحطات المقبلة، وخاصة محطة الانتخابات وتعيين الحكومة الجديدة». أما على المستوى الذاتي فتشير الوثيقة إلى ما راكمته المنظمة، من «إنجازات عدة في المرحلة الأخيرة 2009-»، أهمها، «الحضور النضالي المتميز للمنظمة سواء محليا من خلال معارك نقابية ناجحة في أكثر من فرع، أو من خلال المعارك الوطنية»، ثم، «تعزيز القدرات التواصلية للمنظمة وانفتاحها على محيطها الداخلي والخارجي»، وكذا «توسيع مبادراتها النوعية عن طريق تنظيم مجموعة من الملتقيات والأنشطة المتميزة، وتخريج مجموعة من القيادات». وتضم الورقة أيضا توجهات وختيارات المرحلة المقبلة 2011/2014، سنعود إليها في عدد الغد.