قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن زمن الخوف قد ولى مع التصويت على الدستور الجديد، وإن الطريقة التي دبر بها الحكم طيلة 55 سنة ما بعد الاستقلال قد وصلت إلى نهايتها، وإننا في مرحلة ديمقراطية حقيقية. وأضاف عبد الإله بنكيران في حفل "منح العضوية" لأزيد من 200 عضو جديد التحقوا بالحزب في إقليممراكش وحده نظم بأحد فنادق مراكش يوم السبت 10 شتنبر 2011، أن الشجعان هم من يلتحقون بالعدالة والتنمية الذي يستمد قوته، ليس من السلطة ، ولا من رجال المال، ولكن من الشعب، ومن الأحياء ومن أبناء الحركة الإسلامية ، لسبب وحيد هو المصير المشترك والمستقبل المشترك. وأضاف أنه حان الوقت لكي يذهب أولئك الذين جمعوا الثروات من أموال الشعب، في زمن ضاع فيها كل شيء عن الشعب، من تعليم وصحة وتشغيل، وقضاء وسكن لائق، ولم يبق للمحرومين سوى المغامرة بأرواحهم في قوارب الموت. وأشار بنكيران إلى أن الربيع العربي يؤكد صحوة الشعوب العربية وأدى إلى ما أدى إليه في تونس ومصر وليبيا وما يزال الأمر مشتعلا في سوريا رغم قتل الناس بالدبابات، وأن البلاء جاء على "قد الحال" في المغرب، ورجع أدراجه، لكن النار مرشحة للعودة إذا ما لم تتحقق مبادئ العدل والإنصاف والحرية ورجع المتسببون في أحداث اكديم ازيك أو الذين تسببوا في اختلال الموازين. وأوضح "الملكية على الراس والعين، لكن نريد حكومة مسؤولة، وليس حكومة تسير بالهواتف".وقال بنكيران موجها الكلمة إلى الأعضاء الجديد في الحزب"الدفاع عن مستقبل المغرب مسؤوليتكم، ليس عيبا أن يكون لكم طموحكم السياسي في ظل القوانين، ولكن المرحلة تقتضي منكم التشمير عن السواعد ، وبذل الجهد والوقت والمال"، مشيرا أن السنن الكونية لا تتغير وأن المستقبل للحق مهما طال الزمن. وتناول الكلمة عدد من الأعضاء الجدد اجمعوا فيها أن التحاقهم بحزب العدالة والتنمية جاء عن طواعية واختيار واع لقطع الطريق عن المفسدين والقطع مع زمن الامتيازات، وقال أحدهم "من يريد الالتحاق بالعدالة والتنمية تلزمه فعلا الشجاعة، لكن في مدينة مراكش تلزمه شجاعة مضاعفة". وقال أحمد المتصدق الكاتب الإقليمي للحزب أن حفل منح العضوية هو الثاني من نوعه في ظرف وجيز وأن من الملتحقين الجدد مستشارين جماعيين، وأطر عليا، وحرفيين وربات بيوت، وذلك في إطار انفتاح الحزب على جميع شرائح المجتمع. من جهة ثانية قال بنكيران في لقاء تواصلي مفتوح للعموم في اليوم ذاته ببهو مجلس مدينة مراكش إن حزب العدالة والتنمية دافع عن الدستور بدون مقابل وليس كما يدعي البعض، مضيفا "نحن مستعدون لفتح تحقيق . وأكد في لقاء حضره أزيد من ألف شخص"نحن نحب الملك، والشعب يحب الملك ونعتقد أنه يبادلنا ويبادلهم نفس الشعور".وأضاف إن الدستور الجديد هو دستور تحرير المواطن المغربي من الخوف، ودستور الانتهاء من الوسطاء والأشباح ، الذين يزورون الانتخابات، ويسيرون من وراء الستار، والذين هربوا واختبئوا مع احتجاجات 20 فبراير، والآن يريدون العودة إلى ممارساتهم القديمة، لكن نحن نقول لهم "فاتكم القطار". وقال بنكيران ردا على بيان الحكومة "هذه قلة حياء سياسية" ، لأن الأسلوب الذي كتب به البيان يظهر الجهة التي كتبته وليس الحكومة، مشيرا أن خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة أجاب عندما سئل عمن تقصدون في البيان بالقول "الفاهم يفهم" ، ونحن نقول له اليوم أيضا "الفاهم يفهم"، وأن عليه ألا يلوث تاريخه السياسي بمواقفه تلك وألا يترك صورة سوداء في ذهن الشعب في آخر أيامه السياسية.وأضاف بنكيران أن البعض خائف من نسبة تصويت ضعيفة إذا ما اعتمدت البطاقة الوطنية، ونحن نقول لهم ذلك لن يضر الشعب في شيء، وإذا ما احتج نقول له "أنت المسؤول عن عدم التصويت"، ولكن يضره "التزوير، والتخلويض في اللوائح ، وتقطيع الدوائر على المزاج حتى ينجح فلان وينجح علان". وشدد بنكيران القول على ضرورة انتخاب حكومة قادرة على السير إلى الأمام، وليس حكومة تطبع مع الصهاينة وتشغل أبناء العائلات بدون كفاءة. وختم القول "إذا شاء الله وتحملنا المسؤولية، سنتحملها تضحية منا، لأننا تعودنا على تلبية نداء الوطن وأن مصلحة الوطن ليس فيها تراجع"، وأضاف " لن نخاف في قول كلمة الحق، لن نسكت عن مقاومة الظلم والإقصاء، أيها المراكشيون جاء وقتكم لتتحركوا وتقطعوا الطريق عن المفسدين". يشار أنه عند اللقاء التواصلي عرف اهتماما إعلاميا كبيرا، وبعد نهايته في حادث معزول، حاول بعض البلطجية المأجورين من جهة معروفة التشويش على اللقاء، لكنهم فشلوا في الوصول إلى مبتغاهم ولاذوا بالفرار دون أن ينتبه جل الحاضرين إلى ذلك، كما حاولوا ضرب أحد رجال الأمن حينما حاول محاصرتهم ومطاردتهم.