دخل ثوار ليبيا مرحلة مطاردة فلول كتائب القذافي في أنحاء متفرقة من البلاد وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين في بعض أحياء طرابلس ومحاصرة القوات الموالية للعقيد مدينة زوارة غرب البلاد وقصفها. وأعلن الثوار بلسان المتحدث باسم اللجنة العسكرية لتوحيد الجبهات العقيد عبد الله أبو عفارة سيطرتهم على 90 إلى 95% من الأراضي الليبية. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن معظم شوارع طرابلس كانت خالية من المارة وأقام الثوار عددا من نقاط التفتيش كل بضع مئات من الأمتار. في حين ذكر مراسل وكالة رويترز أن أصوات الرصاص سمعت بمحيط فندق كرنيثيا وسط طرابلس حيث يقيم الصحفيون الأجانب حاليا. في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة نت بأن بقايا كتائب القذافي تمكنت من قصف معسكر باب العزيزية وشارع الجمهورية وسط العاصمة بقذائف الهاون انطلاقا من حي بوسليم. رأس القذافي صرح رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل في باريس ان الثوار ليس لديهم "اي معلومات مؤكدة" بشأن مكان وجود معمر القذافي بعد سقوط مقره العام في طرابلس. وقال جبريل في مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الاليزيه "هناك الكثير من المعلومات غير المؤكدة في هذه المرحلة وليس لدينا معلومات مؤكدة" عن وضعه. ولم يوضح جبريل ان كان القذافي سيحاكم في حال اعتقاله في ليبيا ام انه سينقل الى لاهاي لمحاكمتة امام المحكمة الجنائية الدولية. وقال "بالنسبة الينا المهم ان يتم القبض عليه وسنوفر له محاكمة عادلة"، واضاف متسائلا "هل ستتم محاكمته في ليبيا ام في الخارج? هل القانون الدولي يسود القانون المحلي? لا بد من استشارة القانونيين الليبيين يما يتفق مع المصالح الوطنية الليبية". وشدد جبريل على "المصالحة الوطنية التي نعتبرها على رأس اولياتنا" مضيفا "لا اقصاء بعد اليوم لن نعود الى ممارسات سادت 42 عاما" في اشارة الى فترة حكم القذافي. واعلن الثوار الليبيون الاربعاء مكافأة بقيمة 7،1 مليون دولار للقبض على معمر القذافي حيا او ميتا. معركة البناء ومن جانب آخر وافق اجتماع المديرين السياسيين لمجموعة الاتصال المعنية بدعم الشعب الليبي مساء أول أمس الأربعاء على طلب المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا خمسة مليارات دولار من أموال الشعب الليبي المجمدة في الخارج. أعلن ذلك وزير الدولة القطري للتعاون الدولي خالد بن محمد العطية في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وفد المجلس الانتقالي الليبي سفير ليبيا لدى الإمارات وعضو لجنة إعادة الاستقرار عارف علي النايض في ختام الاجتماع. وتوقع العطية، الذي ترأس الاجتماع الذي عُقد بالعاصمة القطرية الدوحة، صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن تقديم مبلغ 1.5 مليار دولار من أموال الشعب الليبي، لافتا إلى أن طلب الليبيين الخمسة مليارات دولار سيقدم إلى ثلاث جهات هي مجلس الأمن ولجنة العقوبات والاتحاد الأوروبي. وردا على سؤال حول الفترة الزمنية التي سيتم خلالها تنفيذ طلب الليبيين الخاص بحصولهم على خمسة مليارات دولار من أموالهم المجمدة، قال العطية "هذه الأموال مطلوبة قبل العيد حتى يفرح الإخوة الليبيون بالعيد، هذه أموالهم ولا أحد يتفضل عليهم، وهم يطالبون بجزء من أموال الشعب الليبي". من جانبه، قال رئيس الوفد الليبي عارف النايض إن "هذه الأموال المطلوبة ستوجه إلى مجالات عدة منها تعويض ومواساة عائلات الشهداء، ومعالجة وتأهيل المصابين والمعاقين، وتوفير الأدوية والغذاء والوقود، وتفعيل الاقتصاد الليبي ودفع المرتبات المتراكمة، وتأمين المدن وتخليصها من الألغام، وإعادة تأهيل المدارس والمستشفيات، والمساعدة في ضخ وتصدير النفط، وتوفير السيولة والعملة لإعادة التجارة إلى ما كانت عليه". وشدد النايض على "أهمية توفير هذه الأموال قبل العيد لا سيما أن المرحلة الحالية هي مرحة عاجلة وتحتاج لدفعة قوية قبل عيد الفطر المبارك لتشغيل الشباب وفتح المصارف وتوفير السيولة للاقتصاد الليبي"، معربا عن ارتياحه لاعتماد الدول المشاركة في الاجتماع لهذا الطلب. وكان من المقرر أن يبحث الاجتماع -الذي شاركت فيه الولاياتالمتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا وتركيا ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة والأردن ووفد من المجلس الوطني الانتقالي الليبي- في تقديم مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة 2.5 مليار دولار طلبها بالأساس المجلس الوطني الانتقالي. وطلبت الولاياتالمتحدة من مجلس الأمن الدولي الإفراج عن 1.5 مليار دولار من الأموال الليبية، وهو اقتراح قاومته جنوب أفريقيا على مدى أسابيع لأنها ترفض تمويل حكومة المعارضين. وينص مشروع القرار الأميركي على أن هذه الأموال، التي جمدتها الحكومة الأميركية على أساس عقوبات الأممالمتحدة التي صدرت في وقت سابق من هذا العام، ليست للاستخدام في أغراض عسكرية. صحفيون وغادر جميع الصحفيين الأجانب الذين كان يحتجزهم رجال مسلحون موالون للعقيد معمر القذافي في فندق "ريكسوس "بطرابلس لعدة أيام مبنى الفندق أول أمس الأربعاء. وذكرت وكالة (رويترز ) للأنباء أن ممثلين للجنة الدولية للصليب الأحمر حضروا إلى فندق ريكسوس ورتبوا لمغادرة الصحفيين الأجانب حيث وفروا لهم وسيلة نقل من الفندق. وكان نحو 35 مراسلا أجنبيا واثنان على الأقل من السياسيين الأجانب محتجزين منذ خمسة أيام في أحوال متدنية مع نقص امدادات الطعام والمياه في الفندق. واستخدمت حكومة القذافي الفندق لإيواء الصحفيين الأجانب الذين تدفقوا على طرابلس منذ ان بدأت انتفاضة ليبيا ضد حكم القذافي في فبراير شباط.