كشفت مصادر إسرائيلية عن وجود اقتراح بجعل الدولة الفلسطينية تحت الوصاية الدولية والأمريكية قبل إعلانها.وقال "رافي مان" في مقال نشره الاثنين 14-4-2003م في صحيفة معاريف تحت عنوان "حضن أمريكي" أن مارتن اينديك، سفير للولايات المتحدة السابق في تل ابيب اقترح على الرئيس الأمريكي جورج بوش، في عهد ما بعد العراق، عدم التورط في خارطة الطريق الخالية من أي أمل، ونصحه باختيار مسار جديد وهو "الوصاية" بإدارة أميركية ودعم دولي كنوع من الانتداب على الدولة الفلسطينية التي على الطريق. خبراء لتأهيل السلطة وذكر الكاتب أنه في الخطة التفصيلية التي ستنشر قريبا في (صحيفة) "فورين افيرز" يضع إينديك مقترحا مثيرا، يعيد السلطة الفلسطينية المختصرة إلى داخل حاضنة، حيث تقيم الأيدي الخبيرة للولايات المتحدة وحلفائها، أجهزة الحكم والأمن وتقوم بإدارتها، وتأهيل الفلسطينيين ليكونوا قادرين خلال بضع سنوات على تسلم إدارة فلسطين المستقلة بأنفسهم. وأضاف: هذه تكون وصاية لبضع سنوات أو لفترة لا تحدد سلفا، وحين تستطيع السلطة الوقوف على قدميها، ويتم اجتثاث الإرهاب، ويلوح مخطط واضح لتسوية دائمة، ينصرف الوصي العالمي. ويشير الكاتب إلى أن اينديك يحاول رسم خطة عملية، تتضمن تجنيد مقاتلين من المشاة البريطانيين ذوي الخدمة العريقة في أيرلندة الشمالية، وأستراليين تمرسوا في تيمور الشرقية، وكنديين من قوات حفظ السلام في العالم، لمحاربة الإرهاب وتأهيل خدمات أمنية فلسطينية ماهرة. ثم يتحدث الكاتب عن مهمات أخرى للوصاية منها أن يراقب رجال الوصاية مضامين مناهج التعليم ووسائل الإعلام لاستئصال مصطلحات التحريض والكراهية، وتشجيع رسالة التعايش والسلام. وقال رافي مان في مقاله إن إنديك يدرك وبصورة جيدة أيضا، حساسيات كلا الطرفين. فهو يقترح على الفلسطينيين تقديم إخلاء مستوطنات معزولة كوجبة أولى، ووعدا صريحا بدولة مستقلة كوجبة أخيرة. دور قصير للأمم المتحدة لكن الكاتب يقول أن اينديك يحذر من تسمية الجسم الجديد "وصاية دولية". ويقترح على الأممالمتحدة منحها دورا قصير العهد وهو الإعلان عن الوصاية ولكن عدم المشاركة في تسييرها اليومي الجاري. وفي حالة حصول نوبة من الوطنية الإسرائيلية، كما يقول الكاتب، على غرار "نحن فقط من يهتم بأمننا لا القوات الأجنبية" يعيد إينديك إلى الذاكرة أنه في سنة 1991 وفي سنة 2003 وافقت إسرائيل بسرور على حماية أميركية في صورة بطاريات باتريوت. ويرى الكاتب أن مشكلة إينديك هو تخوفه من أن يقوم الرئيس بوش وأميركا كلها، بعد العراق بالابتعاد، وترك الإسرائيليين والفلسطينيين النازفين "ينضجون" داخل عجينة القتل والدمار في انتظار الفرصة السانحة. ويوضح الكاتب في الصحيفة الإسرائيلية أن اقتراح إنديك حاليا يعمل في معهد بروكنغز بواشنطن، وقد تتم أرشفته باعتباره تمرينا فكريا لا طائل تحته. لكن من شأنه أيضا تحريك العملية الخامدة من جديد في اتجاه جديد مثير للأمل. ويتساءل "مان": هل يشك أحد انه دون تدخل دولي، والأفضل بقيادة الولاياتالمتحدة، محكوم علينا الغوص اكثر فاكثر في رمال الإرهاب العميقة، وفي المجابهة واليأس؟ ويضيف: حتى اريئيل شارون، إذا ما حكمنا وفقا لأقواله، لا وفقا لأفعاله حتى الآن، يدرك في بداية هذا الأسبوع أنه دون تحرك سياسي فوري، يتضمن تنازلات ذات قيمة، لا أمل في تجدد النمو الاقتصادي. وبإمكان اقتراح اينديك أن يكون حبل النجاة الذي بواسطته يحاول شارون أخيرا رفعنا من قلب الهاوية التي نواصل الغرق فيها منذ أيلول سنة 2000. فلسطين-عوض الرجوب