اقترح السفير السابق للولايات المتحدةالأمريكية في الكيان الصهيوني "مارتن إنديك" على بوش الصغير، في ما سماه "عهد ما بعد العراق"، عدم التورط في "خريطة الطريق الخالية من أي أمل"، والتركيز على اختيار مسار جديد على شكل "وصاية بإدارة أمريكية"، ودعم دولي كنوع من الانتداب على الدولة الفلسطينية المحتملة. ووضع "إينديك" في الخطة التفصيلية مقترحا مثيراً، يعيد السلطة الفلسطينية المختصرة إلى داخل حاضنة أجهزة الحكم والأمن، وتقوم بإدارتها، وفي الوقت نفسه تقوم ب"تأهيل الفلسطينيين ليكونوا قادرين خلال بضع سنوات على تسلم إدارة فلسطين المستقلة بأنفسهم". وأضاف "إنديك" في تصريحات نشرتها صحيفة "معاريف" الصهيونية أمس أن هذه الوصاية تكون لبضع سنوات أو لفترة لا تحدد سلفا. وفقط حين تستطيع السلطة الوقوف على قدميها، ويتم اجتثاث المقاومة، تصبح هذه الخطة جاهزة للتطبيق. وأورد محللو الصحيفة الصهيونية أن إينديك يحاول رسم خطة عملية، تتضمن تجنيد مقاتلين من المشاة البريطانيين ذوي الخدمة العريقة في أيرلندا الشمالية، وأستراليين تمرسوا في تيمور الشرقية، وكنديين من قوات حفظ السلام في العالم، لمحاربة المقاومة الفلسطينية والقضاء عليها نيابة عن "إسرائيل"، وتأهيل خدمات أمنية فلسطينية ماهرة. وبموازاة ذلك يراقب رجال الوصاية مضامين مناهج التعليم ووسائل الإعلام كذلك لاستئصال مصطلحات الجهاد و فكر المقاومة. ويقترح "إينديك" على الفلسطينيين حسب الصحيفة الصهيونية ذاتها تقديم إخلاء مستوطنات معزولة كمرحلة أولى، ووعداً صريحا بدولة مستقلة كمرحلة أخيرة. من ناحية أخرى، حذر "إينديك" تسمية الجسم الجديد "وصاية دولية". واقترح على الأممالمتحدة منحها دوراً قصير العهد للإعلان عن الوصاية، ولكن عدم المشاركة في تسييرها اليومي الجاري. وفي حالة حصول نوبة من الوطنية "الإسرائيلية"، على غرار "نحن فقط من نهتم بأمننا لا القوات الأجنبية"، يعيد "إينديك" إلى الذاكرة أنه في سنة 1991 وفي سنة 2003 "، وافقت "إسرائيل" بسرور على حماية أمريكية في صورة بطاريات باتريوت". من جانب آخر، أكدت مصادر عبرية أمس أن من ضمن ما قام الكونغرس الأمريكي بالمصادقة عليه بشأن ميزانية تمويل الحرب في العراق، حزمة مساعدات أمنية واقتصادية للكيان الصهيوني تبلغ عشرة مليارات دولار، منها مليار دولار منحة أمنية لمواجهة متطلبات التصدي للانتفاضة الفلسطينية. وقالت المصادر إن مصادقة الكونغرس الأمريكي على ميزانية قدرها 79 مليار دولار لتمويل الحرب الأمريكية في العراق، وإعادة إعماره بعد الحرب تشمل المساعدات الأمنية الخاصة التي ستحصل عليها عصابة الكيان الصهيوني وتصل قيمتها إلى مليار دولار. إضافة إلى اتخاذ قرار بتقديم ضمانات قدرها تسعة مليارات دولار للكيان المحتل. وأضافت هذه المصادر أن الميزانية تشتمل على 6,62 مليار دولار لتغطية نفقات الغزو الأمريكي للعراق، يخصص مبلغ 5,2 مليار دولار منها ل"إعادة إعمار العراق"، وثلاث مليارات دولار لتغطية الخسائر المالية التي لحقت بشركات الطيران الأمريكية في أعقاب الحرب، و9,7 مليار دولار مساعدات خارجية لدول غير العراق. ويضم البند الأخير المساعدات الخارجية للكيان الصهيوني. ومعلوم أن المحكمة العسكرية الصهيونية أصدرت أمس حكماً بالسجن المؤبد التراكمي 29 مرة، تضاف إليها 20 سنة سجن فعلية، على كل واحد من الفلسطينيين الأربعة المتهمين بالتخطيط والمساعدة على تنفيذ العملية الاستشهادية التي وقعت في فندق بارك، في نتانيا، عشية عيد الفصح العبري، العام الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 29 صهيونياً. وألمح رئيس المحكمة إلى الحكومة الصهيونية كي تشرع في فرض حكم الإعدام على منفذي العمليات الاستشهادية ضد المحتلين الصهاينة، وزعم أن مثل هذه الحالة عملية فندق بارك تسوغ إصدار حكم بالإعدام. وهذه هي المرة الثانية، خلال أقل من شهر التي يلمح فيها قاض في محكمة عسكرية صهيونية إلى الحكومة كي تدرس فكرة تطبيق حكم الإعدام على الفلسطينيين. أحمد حموش