تعتبر مدينة تارودانت من أعرق المدن المغربية بمنطقة سوس، واشتهرت كمركز حضري وتجاري وصل إلى أوجها في الفترتين المرابطية والموحدية، حيث اعتمدت كقاعدة عسكرية لمراقبة منطقة سوس وضمان استقرار الطرق التجارية الصحراوية، هذه المدينة الجميلة لم تتخلف أيضا في مواكبة الصحوة الدينية، ومنها الاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم وتجويده. صحيح أن الجمعية المشرفة على دار القرآن بمدينة تارودانت وهي جمعية الإمام مسلم للتربية والثقافة والأعمال الاجتماعية غير مشهورة في المدينة، وذلك راجع إلى حداثتها حيث لم تتأسس إلا سنة 2008 على يد الأستاذ المناضل ياسين عياض، لكنها بدأت تشق طريقها في جلب الناس إلى العودة إلى القرآن الكريم، فقد وصل عدد المستفيدين حصص تحفيظ القرءان الكريم للأطفال ما بين 20 و40، وفي حصص تصحيح التلاوة للنساء بين 12 و20، وفي حصص تصحيح التلاوة للكبار 8، وهي أرقام مرشحة للارتفاع مع الوقت. وهناك أنشطة أخرى موازية كحصص الدعم لتلاميذ المستوى السادس ابتدائي وتلاميذ مستوى الباكالوريا. يقول الأستاذ ياسين عياض «لم تبدأ الجمعية أنشطتها فعليا إلا في أوائل سنة 2011 وذلك لعدة مشاكل، منها صعوبة الحصول على مقر وكذلك قلة الأطر المشرفة و نشير كذلك إلى أن الجمعية لم تفتح إلا بعد حصولها على حكم من المحكمة الإدارية بعد رفض باشا المدينة تسلم ملف الجمعية و عليه فان الجمعية ما تزال فتية وأنشطتها محدودة إلى حد ما للأسباب المذكورة ونسال من الله العون والسداد والتوفيق» ويغتنم الأستاذ ياسين الفرصة ليقول عن شهر رمضان إن شهر القرءان و إذا ذكر رمضان ذكر القرءان كيف لا وقد قال الله تعالى فيه شهر رمضان الذي انزل فيه القرءان وفيه ليلة هي خير من ألف شهر وقد كان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه و سلم القرءان في كل رمضان قال بن رجب في هذا الحديث : دل الحديث على استحباب دراسة القرءان في رمضان والاجتماع على ذلك و عرض القرءان على من هو احفظ له وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرءان في شهر رمضان نسال الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين». (يتبع)